تحليل أخباري : خبراء سوريون : مشاركة ايران في مشاورات جنيف 3 " إيجابي " وسيسهم في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية المستعصية

دمشق 3 مايو 2015 / بعد أن استبعدت إيران من مؤتمر جنيف واحد واثنان ، وبعد أن كانت جزءا من الأزمة السورية ، وليس الحل ، الآن ، تتغير المعايير ويصبح لإيران دور إقليمي مهم في حل الأزمة السورية ، المشهد يتغير بعد أن تم التوصل إلى شبه اتفاق حول ملفها النووي مع دول 5 + 1 .

معظم القوى السياسية ، بين معارضة سورية بالداخل وأخرى موالية كانت تعتبر أن إيران دولة إقليمية ولها دور بارز في حل الأزمة لكونها مقربة من الدولة السورية ، إلا أن بعض الدول الغربية والائتلاف

السوري المعارض الذي تدعمه بعض الدول الإقليمية والغربية كانت تشترط عدم مشاركة إيران ، ماذا الذي حدث الآن ؟ فجأة تتعالى الأصوات المطالبة بمشاركة إيران في مشاورات جنيف التي دعا إليها المبعوث الاممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في جنيف الشهر الجاري وتوجيه الدعوة الرسمية لها للمشاركة دون أية شروط مسبقة .

يرى خبراء ومحللون سياسيون في سوريا أن مشاركة إيران في مشاورات جنيف التي ستعقد الشهر الجاري " إيجابية " ، وستسهم في إيجاد حل سياسي للازمة السورية التي دخلت عامها الخامس في مارس الماضي ، دون بلورة اي حل سياسي يخرجها من النفق المظلم الذي دخلت فيه .

ورأى محمود مرعي رئيس هيئة العمل الوطني الديمقراطي المعارضة في الداخل السوري إن توجيه دعوة من قبل المبعوث الاممي دي ميستورا لمشاركة إيران في مشاورات جنيف الممهدة لعقد جنيف 3 هي " خطوة بالاتجاه الصحيح " ، مشيرا إلى أن استبعادها من المؤتمرات السابقة كان " خطأ ساهم في فشل تلك المؤتمرات " .

وقال مرعي ، الذي سيشارك في مشاورات جنيف ووجهت لهم دعوة ، في تصريحات خاصة لوكالة ( شينخوا ) بدمشق اليوم ( الاحد ) إن " إيران دولة إقليمية مهمة وغيابها عن جنيف 1 و2 كان قرارا خاطئا ، خاصة من قبل الإدارة الامريكية " ، مؤكدا أن " قرار مشاركة إيران في مشاورات جنيف مهمة جدا لأنها دولة إقليمية مهمة ولها دور أساسي في حل الأزمة السورية لذلك دعوتها الان طبيعية " .

وأعرب المعارض السوري عن اعتقاده بأن دي ميستورا سيتشاور مع اطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج وسوف يتشاور مع الحكومة السورية وايضا مع الدول المؤثرة في الازمة من أجل ان يخرج بحل او خارطة طريق للأزمة السورية .

وأضاف قائلا " الاوضاع الميدانية خطيرة ، والوضع في سوريا أصبح مأزوم جدا لذلك الجميع يبحثون عن حل سياسي للازمة السورية " .

وكان دي ميستورا سلم إيران دعوة رسمية للمشاركة في جنيف في اواخر الشهر الماضي .

ومن جانبه اعتبر الكاتب والمحلل السياسي حميدي العبدالله في تصريحات مماثلة لـ ( شينخوا ) أن الولايات المتحدة الامريكية كانت في السنتين الماضيتين " لا تريد ان تتيح لإيران أن تلعب اي دور في احداث المنطقة عموما والسورية خصوصا "، مشيرا إلى أنه ومع اقتراب موعد التوقيع على اتفاق حول الملف النووي الايراني أصبحت امريكا على قناعة بتغير الاستراتيجة الامريكية من المواجهة المفتوحة الى إدارة العلاقات مع ايران بطريقة مختلفة " ، مبينا أنه بات من " الضرورة الملحة أن يكون لإيران دور محوري في الازمة السورية وفي إيجاد حل سياسي .

وقال العبد الله إن " إيران منذ البداية شأنها شأن روسيا والصين وشأن كل الدول التي نأت بنفسها عن الحرب في سوريا ، ودعت الى حل سياسي " ، مؤكدا أن ايران حتى الان ورغم انها تدعم الدولة السورية ، " لم تقل يوما بأنها تؤمن بالحل العسكري كحل للازمة السورية ".

وأضاف إن " إيران بكل تأكيد سيكون لها دور ايجابي في حل الازمة السورية خاصة وان بعض اطراف المعارضة في الداخل لها صلات معها مثل هيئة التنسيق الوطنية المعارضة وغيرها " .

ومن جانبه أكد الدكتور فايز عز الدين الخبير بالعلاقات والشؤون الدولية أن دعوة إيران للمشاركة في مشاورات جنيف هي الطريق الصحيح الذي سلكه دي ميستورا باتجاه التداول في المسألة السورية ، مبينا أن إقصاء ايران او إقصاء اي طرف من الذين لهم علاقة وطيدة بالحل السياسي هذا لم يكن على الاطلاق يؤشر على أي نية للحل السياسي .

وأضاف عز الدين " حين تدعى الاطراف المعنية ومنها طهران هذا يعني ان التوجه الآن باتجاه الحل السياسي يدخل القناة السليمة، لذلك نشعر بايجابية لهذا الاستدعاء وهذه الدعوة وكذلك يجب ان نعمل على ان تكون 3 اطراف جبهة المقاومة صفاً واحداً في التفاوض من اجل الحل السياسي ".

وكان فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري أكد في تصريحات صحفية نقلها صحيفة (( الوطن )) القريبة من الحكومة السورية أن على

المبعوث الاممي دي مستورا " أخذ الدروس والعبرة من نجاح لقاءات موسكو مقابل إخفاقات لقاءات جنيف من أجل استخلاص خريطة الطريق لحل الأزمة السورية سياسيا "، مؤكدا " حاجة دي مستورا الى إعادة تكوين ورسم عملية جنيف " .

وحدد المقداد موقف الحكومة السورية حيال عملية جنيف المزمع إطلاق مشاورات حولها في بداية مايو الجاري ، مؤكدا أن تلك المشاورات لن تكون صادقة إذا ما استبعدت إيران ولن تكون محمودة العواقب إذا ما هدفت الى إلغاء مسارات موسكو أو التشويش عليها.

وبدورها اعتبرت الصحف الإيرانية أن من أسباب توجيه الامم المتحدة الدعوة لايران للمشاركة في مؤتمر جنيف 3 لحل الازمة السورية هو " التأكيد على مكانة ايران وأهميتها في حل قضايا المنطقة وقوة دبلوماسيتها بالاضافة الى فشل الخيار العسكري في سوريا. ومع ان الامم المتحدة قد فشلت في ان تضطلع بدورها الحقيقي لحل الازمة السورية بسبب ضغوط الغرب وعلى الخصوص امريكا وبعض دول المنطقة عليها، وفشلت ايضاً في مؤتمرات جنيف 1و2 لحل الازمة السورية .

وتضيف الصحف الايرانية " مما لاشك فيه ان من ابرز العوامل التي دفعت دي ميتسورا لدعوة ايران هو النتائج التي خرجت بها المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 اذ كانت ايجابية وتساعد على استقرار المنطقة .

بدورها قالت هيئة التنسيق الوطنية المعارضة إنها شكلت وفدا من سبعة أشخاص للمشاركة في مشاورات جنيف ، مؤكدة أنها " مستعدة للذهاب بنية إنجاح أي عمل يوقف هذه الحرب المجنونة لإيجاد حل " .

وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية خالد خوجة قال إن " مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 3 -إذا انعقد- ستكون مقبولة شريطة موافقتها على مقررات جنيف 2 بما تضمنته بشأن المرحلة الانتقالية ".

وكان الائتلاف أبلغ دي ميستورا موافقته على حضور اللقاءات التشاورية التي دعا لعقدها في جنيف مع أطراف النزاع السوري بشكل منفصل الشهر الجاري .

ولم تؤكد الحكومة السورية رسميا مشاركتها في مشاورات جنيف، لكن مصدرا رسميا قال إن النظام قد يمثل بسفيره لدى مجلس حقوق الإنسان في جنيف حسام الدين علاء.