تحليل اقتصادي: هل لم تعد الصين "قبلة" للاستثمارات الأجنبية؟

بكين 7 مايو 2015/ في ظل تنافس حامي الوطيس على الاستثمارات الأجنبية على مستوى العالم، تواجه الصين حاليا تحديات كبيرة فيما يتعلق بتقلص الاستثمارات الأجنبية التي اضطلعت من قبل بدور فعال في خلق "معجزة الصين".

ففي اجتماع وطني حول الاستثمارات الأجنبية اختتمت أعماله أمس (الأربعاء)، قال مساعد وزير التجارة الصيني وانغ شو ون إن جاذبية العمالة الرخيصة في اقتصادات جنوب شرق آسيا والهند، واستراتيجية "إعادة التدوير" المنتهجة في الولايات المتحدة ودول متقدمة أخرى، تشكلان تحديا رئيسيا حقيقيا أمام جذب الصين للاستثمارات الأجنبية.

ووفقا للإحصاءات الصادرة عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، وصل حجم الاستثمارات الأجنبية في العالم بأسره إلى 1250 مليار دولار في عام 2014، بانخفاض نسبته 8 في المائة عن عام 2013.

ويمكننا أن نطلع على مدى حدة الأمر من خلال الأرقام الخاصة بالاستثمارات الأجنبية المتدفقة إلى الصين في الربع الأول من العام الحالي، حيث انخفض حجم الاستثمارات الأمريكية في الصين بنسبة 40.4 في المائة ليصل إلى 620 مليون دولار، وانخفض حجم الاستثمارات اليابانية في الصين بنسبة 12.3 في المائة ليصل إلى 1.06 مليار دولار، فيما انخفض حجم استثمارات الآسيان في الصين بنسبة 31.2 في المائة ليصل إلى 1.35 مليار دولار.

ويؤشر ذلك بوضوح على أن كعكة الاستثمارات الأجنبية في العالم أصبحت أصغر، لكن الذين يريدون تقاسمها أصبحوا أكثر، على حد تعبير وانغ شو ون.

ورغم ذلك، أشار المسؤول الصيني إلى أن الصين مازالت لديها امتيازات هائلة في جذب الاستثمارات الأجنبية، لأن تزايد الطلبات الداخلية الناتجة عن النمو الاقتصادي المستمر، وتعاظم القوة العاملة، وتعمق مشاركة الاقتصاد الصيني في التعاون الاقتصادي العالمي والإقليمي، تساهم جميعا في تهيئة ظروف أفضل لاستقبال الاستثمارات الراغبة في دخول الصين.

وفي الواقع أنه على خلفية انخفاض حجم الاستثمارات الأجنبية بنسبة 8 في المائة، ازداد حجم الاستثمارات الأجنبية التي استخدمت في الصين عام 2014 بواقع 3.7 في المائة، لتحتل المرتبة الأولى في العالم.

وأضاف وانغ شو ون أن الصين تعمل حاليا على الحفاظ على حجم الاستثمارات الأجنبية وتعديل هيكل القطاعات الاقتصادية التي تستخدمها ورفع نوعية استخدامها، باعتبارها أولويات في جذب الاستثمارات الأجنبية بهدف دفع موجة جديدة من الانفتاح على الخارج وبناء بيئة أكثر شفافية وانفتاحا أمام المستثمرين الأجانب.

وضرب بمناطق التجارة الحرة التجريبية في شانغهاي وقوانغدونغ وفوجيان وتيانجين مثالا على ذلك، قائلا إن إقامة هذه المناطق يهدف إلى إزالة العقبات السياسية وتسهيل دخول الاستثمارات الأجنبية ومنح المستثمرين معاملة وطنية.