تقرير: صحيفة الشعب اليومية تنشر مقال "الحوار مع الشخصية الموثوقة"

نشرت صحيفة الشعب اليومية، يوم 25 مايو الجاري، مقالا بعنوان "حوار رسمي: 5 أسئلة حول الإقتصاد الصيني"، تحدثت فيه عن النقاط الساخنة في الإقتصاد الصيني في شكل جواب وسؤال مع شخصية موثوقة. ولم يظهر في المقال أسماء هذه الشخصية ولا وحدات عمله، وهو ما يمثل حالة نادرة في صحيفة الشعب اليومية.

"5 أسئلة حول الإقتصاد الصيني" لم يتجنب الحديث عن مختلف المشاكل والتناقضات التي يمر بها الإقتصاد الصيني، وتطرقت الأسئلة الخمس إلى القضايا الكبرى التي تشغل السوق.

السؤال الأول كان حول تراجع سرعة نمو الإقتصاد الصيني. وهنا، تشير "الشخصية الموثوقة" إلى أن الآداء الإقتصادي الصيني ما زال في الإطار المتوقع والنطاق العادي. في ذات الوقت أشاروا إلى أنه "على المدى القصير، تبدو بعض المشاكل الإقتصادية سيئة، ويجب التعامل معها بجدية. "

ترى "الشخصية الموثوقة" أن وضع نمو الإقتصاد الصيني جيد إجمالا، حيث تمتلك الصين أعلى مستوى من الإدخار الشعبي في العالم وأوسع فضاء لسياسات الإقتصاد الكلي، كما تتمتع بصلابة إقتصادية وأفضلية على مستوى النظام. وإذا أحسنت الحكومة إدارة الوضع، فلن تحدث مشاكل كبيرة.

وفي ما يتعلق بوضع الإستقطاب الذي يتجه له الآداء الإقتصادي الصيني. ترى "الشخصية الموثوقة"، أن التنمية الإقتصادية تتقدم في شكل موجات، وترتفع بشكل لولبي، لذا علينا أن نتمسك بالتعديل الهيكلي، وعدم التحسر على تراجع النمو بنقطتين مئويتين، كما يجب عدم التعامل مع قضايا التنمية بقلق، إلا وستكون النتائج سلبية.

وعن الضغوط الكبيرة التي يواجهها الإقتصاد الصيني، قالت "الشخصية الموثوقة"، أن ركود الطلب وفائض الإنتاج قد يستمران خلال الفترة القادمة، ويجب الإستعداد لذلك جيدا، وإتخاذ الإجراءات الفعالة.

بما في ذلك، الدور الكبير الذي يلعبه الإستثمار في دفع النمو الإقتصادي، "الآن أصبح تحويل الإحتياطي إلى إستثمارات ذات فاعلية جوهر دعم النمو، في ظل وصول نمو الإقتصاد الصيني إلى المرحلة الحالية."

في سياق آخر، تحدثت "الشخصية الموثوقة" عن المستوى العالي من الإدخار، والكمية الهائلة من السيولة التي لا يمكن توظيفها، ما يصعّب حصول الناس على مداخيل مستمرة على الأصول. لكن من جهة ثانية، يعاني الإقتصاد الحقيقي ومشاريع الإنشاء الضخمة من نقص في ضمانات السيولة. لذا، يجب تسهيل قنوات التمويل، وتحفيز الإمكانيات المالية الشعبية الكامنة، لتحويل الإدخار إلى إستثمار.

وفي حديث "الشخصية الموثوقة" عن تحفيز الإستهلاك، قالت إن رفع الأجور وزيادة المداخيل وتحسين نظام الضمان الإجتماعي، هي إجراءات لابد منها، في ذات الوقت، يجب أن يكون هناك "عرض يمس القلوب" "وجودة سلع مطمئنة للناس".

وتضيف "الشخصية الموثوقة" أنه سواء بالنظر من الواقع المحلي أو الدولي، من الصعب أن يتغير ركود الطلب على المدى المنظور. وقالت أن التحفيز وحده لن يحل المشكلة، وأن الإبتكار يعد سلاح الخروج من هذا المأزق.

وعلى مستوى تجنب مخاطر الآداء الإقتصادي. قالت "الشخصية الموثوقة" أن المخاطر الإقتصادية الحالية تحت السيطرة، لكن مخاطر ارتفاع الرافعة المالية والفقاعة لا تزال تثير المخاوف والحذر.

في ذات السياق، أشارت "الشخصية الموثوقة" إلى أن الشركات الصينية عالية الرافعة المالية تتركز أساسا في قطاعات فائض الإنتاج والعقارات وجزء من الشركات المملوكة للدولة، ويجب الإنتباه جيدا لنمو ديون هذه القطاعات والحكومات الفرعية. وفي ظل إتجاه الآداء الإقتصادي إلى الإستقطاب، فإن تراجع النمو في بعض المناطق قد يتسبب في ضغوط على التوظيف.

من جهة أخرى، قالت "الشخصية الموثوقة" إن السلطة المركزية قد وضعت خطة شاملة لمعالجة مشكلة فائض الإنتاج، حيث تواجه سوق المساكن في الوقت الحالي آلام مرحلة "إزالة المخزون"، وتعد عملية هضم مخزون السوق العقارية إحدى المشاكل الواقعية، وتمس عملية دفع الطلب، كما تمس معالجة المخاطر. لذا، يجب إستغلال اللحظة المناسبة لهيكلة السوق في دفع نمط حضرنة جديد، وتأسيس آلية فعالة لضمان النمو المستمر والسليم لسوق العقارات. كما يجب التنفيس عن المخاطر التي تعد في حاجة للتنفيس في الوقت المناسب، وهذا سيساعد على معالجة المخاطر الكلية وطويلة المدى.

وتطرق المقال إلى جهود الهيكلة الكلية. حيث طرح نقطتين هامتين ستشملهما السياسات الكلية لهذا العام: أولا، درجة قوة الهيلكة، وثانيا، نوعية الإجراءات التي يجب إتخاذها. حيث يجب أن تتمتع السياسات الكلية بدرجات معينة من القوة، تحقيق النمو المستقر، وضمان آداء الإقتصاد داخل الإطار الطبيعي. أما إستعمال مستوضخم من التحفيز والإستثمار وغيرها من الطرق القديمة، فقد ينجم عنه تناقضات جديدة، ويجعل الأعباء أكثر ثقلا، ويصعّب من مهمة الهيكلة. "نحن لسنا لا نرغب في الناتج المحلي الإجمالي، بل نرغب في ناتج محلي إجمالي فعّال وذي جودة عالية." وهذا يعد الشرط الداخلي للفكر الإستراتيجي المتمثل في "التنمية هي الطريق المعبّد".