مقالة خاصة : الجهل في تشبيه الصين بالمانيا النازية

بكين 4 يونيو 2015 / إذا كنا نستطيع التماس العذر لبنينو اكينو لانه "قارئ هاوى للتاريخ", فاننا مازلنا مصدومين بجهله-- اى نوع من القادة الوطنيين هذا الذي يستطيع تشبيه الصين الحالية بالمانيا النازية؟

وادعى الرئيس الفلبيني خلال خطبة في اليابان انه هناك خطر يهدد العالم اذا استمر في استرضاء الصين بشأن النزاعات الاقليمية في بحر الصين الجنوبي, مقارنا الوضع بإستيلاء هتلر على تشيكوسلوفاكيا قبل الحرب العالمية الثانية.

وقد ادلى اكينو بتصريحات مشابهة لهذه التصريحات العام الماضي عندما قال لصحيفة ((نيويورك تايمز)) إن بلاده لا تستطيع ان تقف امام الصين بمفردها.

واكينو برسمه هذه صورة "داوود فى مواجهة جالوت" قد يكون حقيقة يشعر بالخوف والاضطراب. ولكنه ممكن ان يتأكد تماما ان الصين لن ترهب دولة اخرى فقط لانها صغيرة.

وردت هوا تشون يينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية "يجب على الدول الصغيرة الا تصنع المشاكل عمدا والى ما لا نهاية."

حتى إذا كانت بعض الدول غير واثقة فى الصين, فان تشبيهها بهذه الوقاحة بالمانيا النازية امر غير مناسب على الاطلاق.

وبهذه المقارنة، يمكن للجميع ان يرى ان اكينو يسعى للحصول على مساعدة خارجية لمواجهة حقوق الصين الشرعية في بحر الصين الجنوبي، ولكن اللجوء إلى اليابان-- الدولة التي سحقت جنوب شرق آسيا في الحرب العالمية الثانية ويرفض قائدها الحالي تبني موقف مسؤول نحو التاريخ -- ليس فقط امرا مخجلا ولكنه خيانة ايضا لأرث الحرب العالمية الثانية.

ويجب ان يشعر اكينو انه محظوظ لان بلاده تتعامل مع الصين, التي كانت مطالباتها السنوات القليلة الماضية فقط من أجل حماية سيادتها الاقليمية.

واثناء مقارنته بالمانيا النازية لم يذكر اكينو ان الفلبين وسعت منشآتها البحرية في بحر الصين الجنوبي في السنوات القليلة الماضية.

ولم تقدم الفلبين اي اعتراض على مطالب الصين بشأن جزر نانشا بعد الحرب العالمية الثانية. وعندما تم اكتشاف احتياطي نفط ضخم هناك في السبعينات, بدأت بالتعدي على الجزر.

لم تهدد الصين الفلبين لتنسحب, ولم تغزوها. على العكس فان تهديد الصين الذي يبالغ فيه اكينو وسياسيون اخرون لم يتحقق, ناهيك عن اتهام الصين بافساد حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي.

ونحن نعتقد فيما يتعلق بجميع هذه القضايا ان اكينو اما يمتلك ذاكرة ضعيفة او انه اختار ان ينسى بعض جوانب التاريخ واختار داعمين له من الخارج مثل الولايات المتحدة.

ولكن علينا ان نذكر اكينو ان العم سام ليس حتى احد الاطراف المعنية في قضية بحر الصين الجنوبي. وإذا كان يعتقد ان الثعلب يستطيع ان يحصل على قوة النمر عن بالركوب على ظهره فانه سيحرج نفسه فقط.

الصين لديها اصرار ثابت على حماية سيادتها وحقوقها ومصالحها الملاحية. ولا تستطيع الفلبين او اى قوى خارجية تغيير ذلك.