رئيس الوزراء اللبناني : التعرض للسجناء عمل مشين وغير اخلاقي

بيروت 22 يونيو 2015 /اعتبر رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام اليوم (الاثنين) أن مسألة التعرض بالضرب لعدد من نزلاء سجن (رومية) المركزي التي ظهرت في أشرطة انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي هي "عمل مشين وغير اخلاقي".

 وأضاف سلام في بيان صدر عن مكتبه بعد رئاسته لاجتماع  ضم وزيري الداخلية والعدل أن ما جرى "مخالف للدستور اللبناني الذي يكفل حقوق الانسان، وللقوانين اللبنانية التي ترعى حقوق السجناء."

وطلب سلام من الأجهزة القضائية والأمنية "المضي في تحقيقاتها لمعرفة تفاصيل ما جرى وتحديد المسؤوليات وإنزال العقوبات الجنائية بحق من تثبت مخالفته للقوانين وتعسفه في استعمال العنف بطريقة غير مبررة".

وأكد الحرص على "حماية مؤسسات الدولة وتحصينها" محذراً من "استغلال عمل شاذ وغير معهود في سلوك قوى الأمن الداخلي للاساءة إلى هذه المؤسسة."

ودعا سلام إلى "التعامل مع هذا الملف برؤية وحصره في إطاره القانوني بعيدا عن الاغراض السياسية والتحريض الذي يسيء للاستقرار ويضر بالصالح العام".

من جهته أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أنه ستتم محاسبة أي ضابط أو عنصر يخالف الحقوق الإنسانية لأي سجين.

وقال في مؤتمر صحفي اليوم بعد زيارته لسجن رومية حيث التقى كبار الضباط والسجناء الثلاثة الذين ظهروا في الاشرطة أن "الخطأ الذي ارتكبه بعض العسكريين يجب ألا ينال من الاجهزة الأمنية" معتبرا أن "استهداف وزعزعة مؤسسات الدولة هو خدمة للتطرف".

وتوجه إلى أهالي الموقوفين الذين يطالبون باستقالته بالقول "هذا الخطأ لن يتكرر وكل الحقوق الانسانية ستتأمن لأولادهم ضمن امكاناتنا".

وعن المطالبة باستقالته قال "استقالتي أو بقائي ليس الموضوع بل الموضوع هو النيل من أجهزة الدولة وتفريغها من دورها وسمعتها فكل هذا يخدم التطرف ولن اسمح به وإن كانت استقالتي تمنع التطرف في البلد فأنا مستعد لأن أستقيل".

وفي سياق متصل عبرت المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ اليوم عن قلقها حول التقارير بشأن خروقات حقوق الإنسان في سجن (روميه) وشددت على "أهمية الإجراءات الفورية التي اتخذها كل من وزيري الداخلية والعدل لمعالجة ادعاءات الإيذاء بما في ذلك فتح التحقيق الجنائي."

ودعت إلى تطبيق توصيات لجنة الأمم المتحدة الفرعية لمنع التعذيب في العام 2010  ولجنة مناهضة التعذيب في العام 2014.

بدوره أكد رئيس "لجنة أهالي الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية" الشيخ محمد إبراهيم في تصريح اليوم انهم مستمرون بتحركاتهم ولن يتوقفوا "حتى استقالة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ومحاكمته مع من ارتكب ممارسات التعذيب بحق السجناء الاسلاميين."

وكان عدد من المناطق اللبنانية قد شهد الليلة الماضية تحركات واعتصامات شعبية احتجاجا على ما تعرض له السجناء.

يذكر ان الاشرطة التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قد أثارت موجة من الانتقادات وحالة من التوتر بين أهالي موقوفي سجن رومية الذين ينحدر قسم كبير منهم من منطقة شمال لبنان ولا سيما كبرى مدنه طرابلس.