تعليق: نهاية السباق.. ينبغي على جميع الاطراف اغتنام الفرصة التاريخية

بقلم/ ووسي كه، المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط سابقا

اقتراب المحادثات بين إيران والقوى العالمية بشأن برنامجها النووي من خط النهاية يشير الى الرغبة القوية لدى جميع الاطراف فى التوصل الى اتفاق شامل فى اقرب وقت ممكن. ومع ذلك، على الرغم من التقدم الكبير الذي احرزته المحادثات، لا تزال بعض النقاط الخاصة باتفاق التسوية النهائية عالقة منها عمليات التفتيش الدولية المستقبلية للمواقع النووية والعسكرية الايرانية، رفض حظر الاسلحة المفروض على ايران ، عدم فتح منشات ايران العسكرية للتفتيش وغيرها من القضايا الاخرى، ما ادى الى تمديد المحادثات مرة اخرى.

يتطلع العالم لتحقيق الهدف النهائى لسباق الماراثون التفاوضي بين القوى الكبرى وايران، حيث أن توقيع اتفاق شامل حول البرنامج النووي الإيراني يقضي الى حماية النظام الدولي لعدم الانتشار النووي، ويصبح مثالا جيدا في حل النزاعات الدولية المعقدة من خلال الحوار السياسي. كما يخدم الاتفاق المصالح المشتركة للمجتمع الدولي، وتدفق هواء نقي وتتنفس منطقة الشرق الاوسط المتوترة من جديد.

تعمل الاطراف المتفاوضة حاليا بنشاط نحو هدف مشترك. فبعد التوصل الى حل العديد من المشاكل تبقى "الخطوة الأخيرة" للتوصل إلى اتفاق نهائي وشامل بشأن البرنامج النووي الإيراني. ووفقا لجميع التقارير، فإن "الخطوة الأخيرة" للتوصل للاتفاق مرتبطة بكيفية تفتيش المراقبين الدوليين للمرافق النووية الايرانية، كيفية معالجة اليورانيوم المخصب الذي يمتلكه ايران، كيفية تحديد جدول رفع العقوبات على ايران.

ان تخلي امريكا وإيران البطلان الحقيقيان للمفاوضات النووية الايرانية عن المظالم التاريخية وبناء الثقة السياسية المتبادلة، خطوة هامة لتحقيق فوز الاتفاق النهائي. واستمرار المفاوضات لفترة طوية دون جدوى خسارة لجميع الاطراف، وتؤدي إلى عواقب خطيرة على امريكيا وايران . و مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الامريكية، تشعر امريكا بالقلق من انهيار المفاوضات النووية الايرانية الذي قد يحولها الى لعبة قوية في يد الكونغراس الامريكي، كما ان ضياع الفرصة الحالية في انجاح المفاوضات النووية الايرانية سلميا يجعل المواجهة الامريكية الايرانية مستمرة. كما ستواجه ايران موجة من الضغوطات السياسية الداخلية والرأي العام. وبالنسبة لحكومة روحاني الداعية للإصلاح والمصالحة الخارجية لإيران، يساعد التوصل الى الاتفاق النووي الايراني على رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران، مما يتماشى مع رغبات الشعب الايراني وبلا شك يحقق رفاهية الشعب الايراني. وفي الوقت نفسه، يساعد الاتفاق النووي على ارضاء المحافظين في ايران، وتعزيز ثقتهم بان رياح سياسة جديدة تهب لصالح الحفاظ على منجزات الثورة الاسلامية. وفي الوقت الحاضر، ايران والدول الغربية بقيادة امريكا بحاجة الى قرار سياسي، ويجب بناء الثقة السياسية المتبادلة، لتكون قادرة على التوصل الى اتفاق وضمان حل شامل للقضية النووية الإيرانية.

دعى الجانب الصين دائما إلى الحل السلمي للقضية النووية الايرانية من خلال الحوار والتفاوض، والالتزام بموقف عملي لتعزيز الحوار، وقدمت الصين مرارا وتكرارا مقترحات وأفكار لإيجاد حل للمشكلة في لحظة حرجة من المفاوضات، وتسعى بنشاط لإيجاد حل يعود بالمنفعة المتبادلة بين الجانبين، حل شامل للقضية النووية الإيرانية، بذل جهود حثيثة لإيجاد الحل السلمي. وخلال لحظات المفاوضات الحاسمة، رافق وزير الخارجية الصيني وانغ يي رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ في زيارة الى فرنسا، والتوجه بعد ذلك الى فيينا، للمشاركة في التوسط بين الطرفين، دفع المفاوضات لتحقيق الانفراج. وإن الاتفاق الشامل للقضية النووية الايرانية في متناول اليد. ونأمل من جميع الاطراف اغتنام الفرصة التاريخية للتوصل الى اتفاق شامل وحل للقضية النووية الايرانية، ولا تخيم توقعات العالم.