بقلم/ هوا لي مينغ، السفير الصيني السابق لدى إيران
التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني يفتح الباب أمام العلاقات بين ايران والدول الغربية. وسيذهب عناء الإيرانيين وخسائرهم جراء تسع سنوات من الجزاءات بعد الافراج عن مئات المليارات من الدولارات تم تجميدها بسبب القضية النووية الايرانية، وسيستقبل مطار طهران قريبا رجال اعمال أوروبيين، كما لن تفوت الشركات الامريكية المتعددة القارات فرصة الانضمام الى ساحة المنافسة على الكعكة.
على الرغم من نجاة ايران من العقوبات، لكن نقص العملات الصعبة في القطاع المالي ألحق ضررا شديدا بالاقتصاد الايراني، وألم في الاموال والتكنولوجيا الغربية. و ايران سوق تقليدي للدول الغربية، وتعبد تكنولوجيا والصناعات الغربية. ومن دون شك، سوف تواجه الشركات الصينية المستثمرة في ايران وشركات الاستيراد والتصدير الصينية منافسة شرسة.
وأمام هذه الفرصة التاريخية، هل سترتمي الجمهورية الاسلامية الايرانية بين احضان امريكا والغرب وتتجاهل الصين؟ يتوقع ان يجيب معظم المحللون بما فيهم امريكيين وغربيين بالنفي.
سيطر النظام الإسلامي الحالي في ايران على السلطة قبل 36 عاما بعد إطاحة الشاه الموالي لأمريكا، وكان شعاره في ذلك الزمن هو " لا نريد الشرق ، لا نريد الغرب"، ويهدف الى انشاء دولة مستقلة، ودولة فارسية كبيرة في المنطقة. و دفعت ايران ثمنا باهظا لمواجهة العقوبات الامريكية والغربية. وخلال المحادثات النووية الاخيرى،قرأ الناس في ابتسامة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كبير ممثلي إيران الموقف الثابت للدفاع عن الكرامة والمصلحة الوطنية. و سوف تندمج إيران عاجلا او اجلا في العولمة الاقتصادية، وسيدخل المال والتكنولوجيا الغربية الى ايران على نطاق واسع، ولكن النظام الحالي في ايران لن يغير سياسته الخارجية المستقلة والاعتماد على أي دولة اخرى. و يعد هذا اكبر قاسم مشترك بين السياسة الصينية والإيرانية.
النظام والقيم الاجتماعية التي تتمتع بها كل من الصين وإيران مختلفة جذريا، لكن لكل منهما طريق خاص للتنمية ونموذج نظام يناسب ظروفها الوطنية. ولم يتفق النظام الاشتراكي في الصين ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تماما مع التيار الرئيسي للمجتمع، لكن سياسة الصين وإيران قائمة على مبدأ الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. والأساس السياسي في العلاقات الصينية ـ الايرانية قوي ومتين.
يتوقع ان تشهد العلاقات الايرانية ـ الاوروبية ارتفاعا سريعا بعد الاتفاق النووي الايراني،لكن تطبيع العلاقات بين ايران وأمريكا لا يزال امامه طريق طويل، ولا تصل مستوى العلاقات الامريكية ـ الكوبية ، الامريكيةـ مينمار ، الامريكيةـ الفيتنامية على المدى القصير.
القضية النووي هي فقط مجرد غيض من فيض الكراهية والعداء الايراني الامريكي التي استمرت 36 عاما. ومخاوف ايران من محاولة امريكا الاطاحة بنظامها الاسلامي، واعتقاد امريكا بان ايران ستطردها من الشرق الاوسط اذا ما نبت ريشها. و يقيد اتفاق فيينا قدرات إيران التى يمكن استخدامها لتصنيع أسلحة نووية، لكن امريكا تتطلع الى الحد من انتاج الصواريخ الحاملة الايرانية ايضا. ويعتبر حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين التي تدعمهما ايران آفة امريكية، ودعم ايران للحكومة السورية والرئيس بشار الاسد وجماعة الحوثيين المسحة هو محور لعبة طويلة الامد بين امريكا وايران. ومن الواضح ان ايران تريد رفع العقوبات وليس التسريع في تطبيع العلاقات مع امريكا.
تقع ايران في ملتقى بحر قزوين، والخليج ، المنطقتين الاغنى بالنفط والغاز في العالم. كما هو ممر بين دول اسيا الوسطى والمحيط الهندي، وجسر بين الشرق وغرب اسيا. ويعتبر تطوير التنمية التحتية والصناعات التحويلية اولويات التنمية الاقتصادية في ايران، و هذين المجالين هما نقاط قوة في الصين. لذلك، فإن باب ايران سيكون اكثر انفتاحا امام الصينيين في الوقت الذي تبدأ استقبال ضيوفها الغربيين.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn