أعلن الرئيس الأمريكي، باراك اوباما في 8 اغسطس عام 2014 انه قرر شن غارات جوية محددة الأهداف على مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال العراق. وبعد عام مضى، لا يزال تنظيم " الدولة الاسلامية" يحافظ على معظم مناطق نفوذه ولا يزال عدد عناصره في تزايد مستمر، كما لا تزال نتائج ضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة امريكا غير متفائلة. وتسعى امريكا والعراق الى اخلاء كاهلهما من المسؤولية عن هذه النتائج. ويرجع بعض المحللين سبب ضعف تأثير الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة امريكا ضد مواقع تنظيم " الدولة الاسلامية" واستمرار مواجهة المنطقة تحديات كبيرة في المستقبل الى افتقار التحالف لإستراتيجية شاملة والاختلاف في الاهداف .
التعاون في مكافحة الارهاب بات أكثر إلحاحا في ظل استمرار الهجمات
يظهر وضع ساحة الحرب حاليا صعوبة القول بان قوات التحالف مع القوات العراقية قد حققتا أي تفوق يذكر. وقال ياسر طنطاوي ،عضو مركز الجمهورية المصرية للدراسات السياسية والامنية، أن المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية قال يوم 7 اغسطس انه حتى ابريل من هذا العام، فقد تنظيم " الدولة الاسلامية " السيطرة على المناطق المأهولة بالسكان في العراق وسوريا، وقتل الالاف من المسلحين. لكن، يستطيع التنظيم تعويض الخسائر بسرعة في ظل التجنيد المستمر. ويضيف طنطاوي، يدعي تنظيم " الدولة الاسلامية" ان لديه نحو 20-30 ألف مسلح، ما يبين ان النقص في عدد عناصر التنظيم ضئيل منذ شن قوات التحالف الضربات الجوية.
علاوة على ذلك، فإن عدم تلقي تنظيم " الدولة الاسلامية" ضربة قاتلة ساهم في خلق تحالفات مع القوى الدينية المتطرفة المحلية في ليبيا، افغانستان، شبه جزيرة سيناء المصرية. ما يجعل التعاون بين امريكا وغيرها من دول الشرق الاوسط في مجال مكافحة الارهاب اكثر الحاحا.
تهرب امريكا والعراق من المسؤولية قلل من فعالية الضربات
تعهد باراك اوباما قبل عام بعدم ارسال قوات برية امريكية الى العراق وسوريا، وإنما يعتمد في استراتيجية مكافحة تنظيم " الدولة الاسلامية" على الضربات الجوية وتدريب القوات المحلية. وقد ارسلت امريكا مئات من المستشارين العسكريين الى العراق من اجل تدريب القوات المحلية، كما وفرت الاسلحة لتدريب قوات الامن العراقية. ولكن، مرت سنة كاملة ولا يزال التقدم في تدريب القوات المحلية بطيئا، وأصبح اضحوكة المعارضين السياسيين للبيت الابيض في امريكا.
العراق وأمريكا يحملان بعضهما البعض مسؤولية التطورات السلبية التي تشهدها الحرب ضد تنظيم " الدولة الاسلامية" في العراق. حيث يعتقد الجانب العراقي ان فشل امريكا في اعادة اعمار العراق بعد الحرب والانسحاب السريع للقوات الامريكية وراء النمو السريع لتنظيم " الدولة الاسلامية" في العراق، وان امريكا ساعدت العراق في محاربة الارهاب، لكن لم تلعب دور المسؤول، حتى انها استغلت وتغاضت عن تنظيم " الدولة الاسلامية"، الأمر الذي جعل العراقيين غير راضيين جدا. في حين ترى امريكا ان افتقار الحكومة العراقية لأى سيطرة أو القدرة على الحكم و صعوبة تحقيق المصالحة الطائفية في العراق وفر تربة خصبة لتمدد تنظيم " الدولة الاسلامية".
وكان كارتر قد انتقد القوات العراقية قائلا إنها تفتقر الى الارادة. وقال :"الضربات الجوية مؤثرة لكن لا هي ولا أي شيء آخر نستطيع عمله يمكن أن يحل محل استعداد العراقيين للقتال". لكن لجنة الأمن والدفاع العراقية استنكرت تصريحات كارتر وقالت بان الاتهامات غير واقعية وباطلة.
اختلاف اهداف أعضاء التحالف وراء التحديات التي يواجهها الوضع في المنطقة
أطلق مهاجمان مجهولان النار على مبنى القنصلية الأمريكية في اسطنبول أكبر مدن تركيا في 10 اغسطس الجاري، وهو اليوم نفسه الذي حطت فيه الطائرات الامريكية في قاعدة أنغرليك بجنوب تركيا. وليس بعيدا عن تركيا، ركزت السعودية ومصر وغيرها من دول الشرق الاوسط خلال العام الماضي على مواجهة التحديات والمحافظة على الامن والاستقرار محليا وفي المناطق المحيطة بها، ومهمة تعزيز التنمية الاقتصادية الوطنية ، ولم تركز بقوة في محاربة تنظيم " الدولة الاسلامية. وبالرغم من ان التحالف العسكري بين الامارات وقطر والبحرين وغيرها من دول الخليج وامريكا لا يزال قائما، إلا ان القوة الوطنية المحدودة كانت سبب الاداء المتوسط. وذكرت صحيفة "الرياض" السعودية يوم 10 اغسطس الجاري ، ان السعودية ركزت في الاونة الاخيرة على الازمة في اليمن، لكن من الصعب ان تتجاهل التهديد الذي يشكله تنظيم "الدولة الإسلامية" على الامن الداخلي.
ويعتقد بعض المحللين أن منطقة الشرق الاوسط تواجه وضعا معقدا، حيث ان دول المنطقة مضطرة لمواجهة تهديدات تنظيم " الدولة الاسلامية" بالرغم من ان تخشى التورط في حرب جديدة في الشرق الأوسط.وان افتقاد التحالف الدولي بقيادة امريكا لإستراتيجية شاملة والاختلاف في الاهداف يجعل منطقة الشرق الاوسط تواجه تحديات لا نهاية لها.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn