بكين 21 سبتمبر 2015/ من المقرر أن يبدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ أول زيارة دولة له إلى الولايات المتحدة غدا الثلاثاء لمدة أربعة أيام سيزور خلالها مدن سياتل وواشنطن ونيويورك. ويوضح جدول الزيارة الذي يأخذ سياتل كمحطة أولى أن خيار التعاون هو التيار الرئيسي لتطوير العلاقات الثنائية بالنظر لما تتمتع به المدينة من إمكانيات واسعة للتعاون بين البلدين.
وشهدت مدينة سياتل زيارات متعددة من جانب زعماء الصين وتتمتع بصداقة عريقة مع البلد الآسيوي.
وتوقف الداهية السياسي وزعيم الانفتاح الاقتصادي الصيني دنغ شياو بينغ في سياتل في عام 1979 في زيارة "كسر الجليد" بهدف نقل مشاعر الشعب الصيني الودية إلى الشعب الأمريكي والوقوف عن قرب على حياته وخبراته في مختلف المجالات، وتبادل الآراء مع زعماء الولايات المتحدة في قضايا تطوير العلاقات الثنائية وحماية السلام العالمي. وخلال تلك الزيارة، زار دنغ خط إنتاج شركة بوينغ للطائرات.
كما استقبلت مدينة سياتل الرئيس الصيني السابق هو جين تاو في 2006 حيث زار شركة بوينغ والمقر العام لشركة مايكروسوفت. وتركت صورة هو جين تاو الذي كان يرتدي قبعة بيسبول خلال زيارة شركة بوينغ انطباعا إيجابيا لدى الشعب الأمريكي. ورغم أن القبعة كانت مختلفة عن قبعة رعاة البقر التي ارتداها دنغ شياو بينغ في سباق الفروسية في هيوستن، إلا أنها ولدت " نفس رد الفعل"، وفقا لوسائل الإعلام الدولية.
وفي هذه المرة، سيبدأ شي زيارته من مدنية سياتل ويرى الخبراء أن المدينة الواقعة على الساحل الغربي للولايات المتحدة تتمتع بإمكانيات ثنائية واعدة للتعاون البراغماتي ، ما يؤهلها لأن تشهد نمطا جديدا من العلاقات بين الدول الكبرى على أساس التعاون المربح للجميع.
وقال تاو ون تشاو، الباحث بمعهد دراسات الولايات المتحدة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، عن سبب اختيار المدينة كمحطة أولى للرئيس شي جين بينغ، إنه "علاوة على موقعها الجغرافي على الساحل الغربي للولايات المتحدة والذي جعلها مقصدا مفضلا بالنسبة للصينيين عبر خط جوي يمر فوق المحيط الهادئ، وتاريخها في التبادلات الودية الطويلة مع الزعماء الصينيين، يوجد في سياتل العديد من الشركات الأمريكية العملاقة مثل مايكروسوفت وأمازون.كوم وبوينغ وغيرها . كما تشهد المدينة تبادلات تجارية كثيفة بين البلدين. لذلك كان من الطبيعي أن يختارها الرئيس الصيني كمحطة أولى".
وتقع سياتل في ولاية واشنطن التي تحافظ على علاقات تجارية قوية مع الصين خاصة بعد أن تجاوزت الصين جارتها اليابان لتصبح ثاني أكبر سوق تصدير لها، كما تعتبر سياتل ميناء رئيسيا لنقل معظم المنتجات المصنوعة في الولاية إلى الصين والدول الآسيوية.
وأكد تاو أن هذا الاختيار يبرهن اهتمام الجانب الصيني بتوطيد علاقات التعاون مع الجانب الأمريكي لما أن التعاون التجاري يشكل قوة دفع وعامل استقرار في العلاقات الصينية- الأمريكية، موضحا أن "العلاقات الثنائية القوية توفر منافع حقيقية واقعية لشعبي البلدين".
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن "هذه الزيارة تصب في مصلحة التعاون الودي بين الصين والولايات المتحدة وكذلك في مصلحة السلام والتنمية العالميين. وستكون بالتأكيد بمثابة معلما هاما للعلاقات بينهما"، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس شي ستركز على دعم الثقة ومحاولة تبديد المخاوف الأمريكية حيال وجود تعارض بين البلدين في التعامل مع القضايا المختلفة.
ويرى الخبراء أن التعاون، وخاصة التعاون في مجالات التجارة والتكنولوجيا والابتكار، وهو ما تتميز فيه سياتل، يعد نقطة إنطلاق وأداة أساسية لتحقيق ذلك.
ووفقا للوزير الخارجية، سيجرى الرئيس شي محادثات مع رواد أعمال ومعلمين وطلاب في سياتل. وأكد أن "تنشيط العلاقات مع الشعب الأمريكي سيكون سمة زيارة شي". وتسلط وسائل الإعلام الصينية الضوء على هذه التفاعلات الشعبية باعتبارها "خط قريب من الجماهير".
وقالت تشن فنغ يينغ، الباحثة بمعهد العلاقات الدولية المعاصرة الصيني، إن زيارة الرئيس شي للساحل الغربي الذي يشتهر بروح الابتكار التكنولوجي وخاصة مدينة سياتل تبث إشارة إلى إمكانية تعاون براغماتي واسع بين الصين والولايات المتحدة وبين حكومة الصين والحكومات المحلية أيضا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn