تعليق:دخول اليوان الصيني إلى سلة حقوق السحب الخاصة خطوة تاريخية على مسار الفوز المشترك بين الصين والعالم

أعلن مجلس إدارة صندوق النقد الدولي في 30 نوفمبر الماضي عن قبول عملة اليوان الصيني للإنضمام إلى سلة عملات حقوق السحب الخاصة، مايعد خطوة تاريخية على مسار الفوز المشترك بين الصين والعالم، كما يمثل إجراء سيعود بالنفعة على الصين والعالم معا.

إذا كان إنضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، قد مثل علامة على إندماج الصين في النظام الإقتصادي العالمي، فإن إنضمام الصين إلى سلة عملات حقوق السحب الخاصة، يعني إندماج الصين في النظام المالي العالمي. يذكر أن إنضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية قد سرّع إنفتاح السوق المحلية، كما مكّن الصين من دخول المراتب العالمية الأولى للدول التجارية الكبرى، وهذا لم يسهم في دفع التنمية الإقتصادية الصينية فحسب، بل ساعد على دفع النمو الإقتصادي العالمي؛ من جهته، سيسهم دخول اليوان الصيني إلى سلة عملات حقوق السحب الخاص في تعميق الإصلاح المالي في الصين، ويوسع تحرير سوق رؤوس الأموال، ويدفع بتدويل اليوان، ماسيتيح مزيدا من الفرص الإستثمارية للصين والعالم، ويفتح صفحة جديدة من الفوز المشترك بين الصين والعالم.

إن دخول اليوان الصيني إلى سلة حقوق السحب الخاصة يعد ثمرة للنمو المستمر الذي حققه الإقتصاد الصيني والجهود الصينية المبذولة في سبيل تسريع الإصلاح المالي ودفع عملية تدويل اليوان.

قام صندوق النقد الدولي في عام 2010، بتقييم إمكانية دخول اليوان الصيني إلى سلة حقوق السحب الخاصة، ومنذ تلك اللحظة، بدأت الصين إتخاذ سلسلة من الإجراءات، لدفع عملية تدويل اليوان، وتوسيع الشبكة الدولية لتبادل اليوان ومراكز التسوية باليوان خارج الصين، ماأسهم في تحقيق إستعمال دولي لليوان على نطاق واسع. وقامت الصين خلال العام الحالي، بإتخاذ عدة إجراءات إصلاحية، إستعدادا لدخول سلة حقوق السحب الخاصة.

وإلى جانب نجاح هذه الإجراءات في إزالة العقبات الفنية لدخول اليوان الصيني إلى سلة حقوق السحب الخاصة، مكنت كذلك من إرسال إشارات إيجابية للمجتمع الدولي، عكست إرادة الصين في الإصلاح المالي وتحرير سوق رؤوس الأموال، ماجعل هذه الإجراءات تحظى بتثمين كبير من المستثمرين والمؤسسات الدولية.

يعد اليوان الصيني، أول عملة من الدول الناشئة تتمكن من الدخول إلى سلة حقوق السحب الخاص، مايعكس تغير البنية الإقتصادية الدولية، ويجسد تزايد نفوذ الإقتصادات الناشئة في نظام النقد الدولي، كما تعد هذه الخطوة إستجابة لمطالب المجتمع الدولي بإصلاح نظام النقد العالمي.

مع تزايد الوزن الإقتصادي والتجاري للصين، والنمو السريع لعمليات التسوية التجارية باليوان وصفقات اليوان خارج الصين والتبادل النقدي الثنائي، بادرت العديد من البنوك المركزية في الدول النامية إلى ضمّ أصول اليوان الصيني إلى إحتياطيها من النقد الأجنبي. ومن هنا يمكن القول أن دخول اليوان إلى سلة حقوق السحب الخاصة، كان خطوة طبيعية في إطار الإستجابة لحاجيات السوق. ويعتقد الرأي العام العالمي، أن يتمكن اليوان الصيني من لعب دور متزايد الأهمية في النظام المالي الدولي بعد دخوله سلة حقوق السحب الخاصة.

لاشك أن دخول اليوان الصيني إلى سلة حقوق السحب الخاصة سيكون في صالح تعميق الإصلاح المالي في الصين، ودفع النمو الإقتصادي، كما سيسهم في تحسين النظام النقدي العالمي وحماية الإستقرار المالي الدولي، وتعد هذه الخطوة ثمرة للفوز المشترك.