23°C~9°C

صور ساخنة

الأخبار الساخنة  |  التصويت

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تعليق: "حرب باردة إقليمية" بين السعودية وإيران في ظل إضطرابات الشرق الأوسط (الجزء الثاني)

    2015:12:22.16:51    حجم الخط:    اطبع

    بقلم/ تيان وين لين، باحث مساعد في المعهد الصيني لأبحاث العلاقات الدولية المعاصرة

    رابط للجزء الأول

    تبعات خطيرة للصراع السعودي الإيراني

    تسبب الصراع السعودي الإيراني في المنطقة في تأثيرات كبيرة على المنطقة. يمكن تلخيصها في نقطتين هامتين:

    أولا، يشهد الصراع الطائفي تصعيدا مستمرا، وتزداد مختلف دول الشرق الأوسط تمزقا سياسيا، الأمر الذي خلط قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، وعمّق الفوضى في المنطقة. كان "قتال العرب للعرب " من المحرمات السياسية التي طالما إلتزمت بها الدول العربية. وإذا كان إجتياح العراق للكويت في سنة 1990 قد مثل السابقة الأولى، فإن الإضطرابات التي بدأت تشهدها المنطقة منذ 2011 قد ألغى هذا المحرم. ما يعني أن الخلاف الطائفي قد حل مكان خلاف الدولة القومية بعد إنهيار بنية القوى القديمة في الشرق الأوسط، لتصبح الطائفية إحدى الخلافات الرئيسية في المنطقة. لكن الخلافات التي تأخذ نزعة طائفية، عادة ما تكون أعسر على الحل من خلافات مصالح الدول.

    ثانيا، الأطراف الخارجة عن الصراع هي المستفيد الأكبر. مع تمادي الصراع السعودي الإيراني في المنطقة، لم تعد الدولة الهشة وحدها الضحية، بل أصبح طرفي الصراع (السعودية وإيران) ضحية لهذا الصراع الطاحن. أما الرابح الأكبر من هذا الصراع فهي الأطراف التي همشت من طرف التيار السياسي الرئيسي في الشرق الأوسط.

    المستفيد الأول، قوى التطرف والإرهاب. بعد الإضطرابات التي عصفت بالشرق الأوسط، مثلت الفوضى التي عمت المنطقة تربة خصبة لتفريخ التنظيمات الإرهابية، ومن ثمّ باتت مقاومة الإرهاب التحدي الرئيسي لدول الشرق الأوسط. إلا أن اللعبة السياسية بين السعودية وإيران التي إمتدت على كامل رقعة الشرق الأوسط، أدت إلى إحداث تمزق سياسي داخل الدول المعنية بالإرهاب، ما أدى إبعاد مقاومة الإرهاب عن أولويات السياسات المتبعة، ومن ثم إفقاد الدولة قبضتها القوية للرد على الإرهاب، وهو الأمر الذي مكن تنظيم داعش من التعاظم بإستمرار.

    المستفيد الثاني، إسرائيل. ظلت إسرائيل زمنا طويلا تعيش في محيط عربي معادي لها، لذلك كانت تأمل دائما غرق الشرق الأوسط والعالم الإسلامي في مستنقع، الأمر الذي سيسهم في كسر الطوق من حولها. وسبق لوزير الخارجية الإسرائيلي أديد يعلون أن أشار في فبراير 1982، إلى ضرورة تقسيم الشرق الأوسط إلى وحدات أصغر مايمكن أن تكون وفقا للعرق والطائفة. وعلى مدى سنوات من الإضطرابات التي يشهدها الشرق الأوسط، تصاعدت حدة التوترات بين الدول المعتدلة والدول الممانعة، وخاصة بعد تحالف السعودية وغيرها من دول الخليح مع الدول الغربية لمواجهة ليبيا وسوريا وغيرهما من الدول المعارضة للسياسات الأمريكية، ما سرّع إتجاه التفتت في دول المنطقة.

    حقق الصراع الدائر بين السعودية وإيران في الوقت الحالي، عدة مصالح إلى إسرائيل، فبعد أن كانت هناك مقاطعة عربية لإسرائيل بسبب القضية الفلسطينية، دفعت الرغبة في إحتواء إيران السعودية إلى الإقتراب أكثر من إسرائيل. وسواء إعترفت المملكة بذلك أم لا، فإن المراقب يلاحظ وجود تناغم بين السعودية وإسرائيل في الوقت الحالي، وهذا سيتسبب في إحداث آثار عميقة للشرق الأوسط. ومع تراجع الإهتمام العربي بالقضية الفلسطينية، سيشهد الوضع الجيوسياسي لإسرائيل تحسنا، وستتعامل بأكثر لامبالاة.

    من جهة أخرى، سيمكن الصراع السعودي الإيراني والإستنزام الداخلي كل من أمريكا وروسيا وغيرها من الدول المصدرة للسلاح من تحقيق عائدات ضخمة. وفي هذا السياق، تشير بيانات مركز ستوكهولم لأبحاث السلام، إلى أن الإنفاق العسكري في الشرق الأوسط قد إرتفع بـ 57% منذ سنة 2005. من بينها العراق بـ 286%، والإمارات بـ 135%، والبحرين بـ 126% والسعودية بـ 112%. وبلغت قيمة الصفقات السعودية من السلاح في 2014 أكثر من 80 مليار دولار، محققة أعلى مستوى لها في التاريخ. وكانت أمريكا المصدر الرئيسي لهذه الأسلحة. من جهتها، ولتعزيز أمنها، لجأت إيران إلى زيادة عمليات شرائها للسلاح من روسيا.

    تطلعات

     ليس هناك دولة في الشرق الأوسط قادرة على أخذ الريادة وصناعة نظام إقليمي كما تريد. ومع وجود توازن في القوى بين السعودية وإيران، فلن يستطيع أي منهما إرضاخ الآخر، وهذا ما يجعل اللعبة السياسية بين الطرفين أكثر إحتداما، لكن مع بقائها في المجال القابل للسيطرة. وإذا أخذنا الحالة اليمنية كمثال، نجد أن السعودية قد إكتفت بالضربات الجوية ولم تجرؤ على التدخل البري، تفاديا لتوسيع دائرة الحرب. أما إيران فقد إكتفت بإدانة التدخل السعودي والتأكيد على رغبتها في الحل السياسي. كما طرح وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف مخطط من 4 نقاط لمعالجة القضية اليمنية. وبلغة أخرى، يمكن القول أن الصراع السعودي الإيراني شبيه بالحرب الباردة الأمريكية الروسية، والصدام بين الجانبين يعد صدام ذي "حدة منخفظة"، ولا يمكن أن يتحول إلى "حرب الثلاثين عام" جديدة. ويبقى المخرج الوحيد للأزمة، هو تعزيز التعاون بين الجانبين، لتخليص الشرق الأوسط من الإضطرابات والأزمات وفتح صفحة جديدة من السلم والتنمية في المنطقة.

    تابعنا على