تقرير اخباري: قراءة فيما تناولته وسائل الاعلام العالمية بشأن زيارة رئيس وزراء العراق ووزير الخارجية السوري الى الصين

وصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى بكين أمس في زيارة هي الاولى للصين منذ ان تولى منصب رئيسا للوزراء ، وكانت اخر زيارة قام بها رئيس وزراء عراقي الى الصين قبل خمس سنوات كاملة.

ومن جانب آخر، ابدى المجتمع الدولي اهتماما بالغا بخبر زيارة وزير الخارجية السورى وليد المعلم للصين خلال الفترة من 23 الى 26 ديسمبر ، والذي اعلنت عنه وزارة الخارجية الصينية البارحة. كما اكدت وزارة الخارجية الصينية قبل ذلك بيوم، أن الصين ستدعو ممثلي الحكومة والمعارضة السورية لزيارة الصين في المستقبل القريب، بهدف الدفع قدما بعملية التسوية السياسية للأزمة السورية . وعلقت وكالة "رويترز" ، "أن الصين تسعى للبحث عن سبل جديدة ولعب دور نشط لإنهاء الصراع"، " بالرغم من أن الصين لا تزال تلعب دورا غير جوهري في القضية السورية ". 

كما أشاد الرأي العام الدولي بالجهود المكثفة التي تبذلها الصين على المستوى الدبلوماسي في سبيل حل الازمة السورية،" بكين تبحث عن سبل جديدة في محاولة لإنهاء الصراع في الشرق الاوسط"،" احتمال مساهمة الصين في حل الازمة في سوريا غير مستبعد". ورحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي بالجهود البناءة التي تبذلها الصين لتعزيز العملية السياسية في الشرق الاوسط. ومن جانبه قال يين قانغ، الباحث في قسم غربي آسيا وأفريقيا بمعهد أكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية في لقاء صحفي مع "غلوبال تايمز" يوم 22 ديسمبر الجاري ، أن الامن والاستقرار في المنطقة يؤثر مباشرة على الرؤية الاستراتيجية " الحزام والطريق" الصينية، ويتطلب من الصين ببذل جهود في عملية السلام في سوريا وإعادة الاعمار في العراق في ظل الوضع الدولي الراهن ومن اجل المصالح الوطنية.

وحول انشاء تحالف صيني ـ عراقي، ذكرت شبكة مالية المانية يوم 22 ديسمبر الجاري، ان رئيس الوزراء العراقي سارع الى زيارة للصين بعد اجتماع وزيري خارجية البلدين. و يعتبر التقارب بين بكين وبغداد ضرورة هامة، والصين حتى اليوم لم تشارك مباشرة في مكافحة الارهاب في الشرق الاوسط. لكن العراق دولة تقع على امتداد مشروع " الحزام والطريق"، والتعاون الصيني العراقي في طليعة التعاون بين الصين والدول العربية. و الصين بحاجة الى الطاقة في العراق، وفي نفس الوقت ، لدى البلدين افاق واسعة للتعاون ويتوقع ان يزد الاستثمار في البنية التحتية في العراق .

وذكر تعليق نشر على موقع "خبراء الدبلوماسية" الياباني يوم 22 ديسمبر ، ان الصين بالرغم من مشاركتها في المحادثات الدولية بشأن القضية السورية منذ بدايتها، إلا انها دائما ما تأخذ الموقع الثانوي بعد امريكا وروسيا. و كانت الحكومة الصينية واضحة جدا منذ البداية، حيث لا تريد ان ترى بعض المشاهد --- تغيير النظام تحت الضغط الغربي، انتشار الارهاب والأزمات الانسانية. وإذا كان خبر رعاية الصين لمحادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة هذه المرة حقيقة ، فانه ستكون خطوة كبيرة تخطوها الصين في المشاركة المباشرة في حل الصراع. فبالرغم من ان بكين استقبلت منذ فترة طويلة وفدا من الحكومة السورية والمعارضة على التالي، ولكن هذه المرة الاولى التي تعلن فيها الحكومة الصينية الوساطة بصراحة. ووفقا لما ذكر، فإنه من المحتمل أن تدعو الصين الامم المتحدة للمشاركة في المفاوضات في بكين .

تشير المبادرة الصينية الى نقطة مهمة جدا، هي أن الصين قوة عظمى ليس في المجال الاقتصادي فحسب وإنما في المجال السياسي ايضا. وقال ستانوفا رئيس معهد الشرق الاوسط في روسيا لوكالة الانباء الروسية يوم 22 ديسمبر، ينبغي على العالم ان يكون ممتنا لمساهمة الصين في تحقيق السلام في الشرق الاوسط في ضوء عدم اشتراطها تنحي بشار الأسد ضمن التسوية السياسية في سوريا.