23°C~9°C

صور ساخنة

الأخبار الساخنة  |  التصويت

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
  2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

تعليق: الازمة بين السعودية وإيران لا تزال ضمن حدود يمكن السيطرة عليها، واستخدام القوة احتمال غير مرجح

2016:01:05.16:43    حجم الخط:    اطبع

أزمة جديدة تلقى بظلالها على منطقة الشرق الأوسط مع بداية السنة الجديدة 2016، عبر تصاعد وتيرة العداء بين المملكة العربية السعودية وإيران أكبر قوتين في المنطقة. وأعلنت السعودية مساء يوم 3 يناير الجاري عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وطلبت المملكة من كافة الدبلوماسيين الإيرانيين مغادرة أراضيها خلال 48 ساعة، وعلى خطى المملكة، قررت مملكة البحرين والسودان مساء يوم 4 يناير الجاري قطع علاقتهما الدبلوماسية مع ايران ايضا. ويبدو أن الزلزال السياسي الذي افرزه إعدام السلطات السعودية لرجل الدين الشيعي نمر باقر النمر دخل فترات الهزات الارتدادية.

تسارع وتيرة الصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران

تسارع الأحداث بين المملكة العربية السعودية وإيران أحدث صدمة كبيرة لدى المجتمع الدولي. وقال لي شاو شيان، نائب رئيس معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، أن الحدث الذي قد يكون مخططا له من قبل المملكة العربية السعودية، وما جعل المجتمع الدولي أن يشعر بالدهشة هو اعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر. وقد اشارت المملكة العربية السعودية في وقت سابق الى احتمال صدور العفو على النمر. ويعتقد لي شاو لين، أن السلطات السعودية كانت متأكدة من أن الرد الايراني سيكون عنيفا، وبالتالي فإن قطع العلاقات مع ايران مخطط له ايضا.

وتوافق البروفيسور خه ون بينغ مديرة معهد ابحاث غرب اسيا وإفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية رأي الخبير لي شاو شيان ، حيث قالت:" يمكن ان نرى من خلال الدبلوماسية السعودية طوال السنتين الماضيتين، أن الملك الجديد اتخذ ألية صارمة بعد توليه المنصب، سواء في القضية اليمنية، أو في قضية تنفيذ الاعدام. وأن ردود الفعل الحالية حول الازمة السعودية امر لا مفر منه."

وترى البروفيسور خه ون بينغ، أن المملكة العربية السعودية تواجه ازمة داخلية خطيرة، في ظل تأثير تراجع أسعار النفط على زيادة عجز الموازنة، واضطرار المملكة لتعديل سياسة الرفاه، بالاضافة الى استمرار أنشطة مناهضة للحكومة. واتخاذ السلطات السعودية اجراءات صارمة هذه المرة، اشارة الى هؤلاء الناس، بأن البلاد لا تزال تحت القبضة الحديدية للحكومة."

وتعتقد البروفيسور خه ون بينغ، أن الحرب الباردة بين المملكة العربية السعودية وايران ليست وليدة اليوم ، وظهور الصراع الخفي الى السطح في التوقيت بالذات ما هو إلا تحويل اهتمام الصراع الداخلي الى صراع خارجي ، للمساعدة في تخفيف الجو الداخلي والحفاظ على الاستقرار في البلاد.

العوامل الجيوسياسية والاعتبارات الاقتصادية لا يمكن تجاهلها

إن الصراع بين زعيمي السنة والشيعة واندلاع النزاعات والانقسامات الطائفية بين المملكة العربية السعودية وإيران هو ما يظهر على السطح، لكن لا يمكن تجاهل العوامل الجيوسياسية ايضا.

وأشار وو سي كه المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط سابقا وسفير الصين السابق لدى المملكة العربية السعودية الى أن تسخين الصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران الى حدود غير مسبوقة لتحقيق مصالح إقليمية أو جيوسياسية. كما أن قلق المملكة العربية السعودية من صعود ايران اخذ في الزيادة بعد انتهاء الحرب في افغانستان والعراق العدو الرئيسي لإيران، والاتفاق النووي الإيراني .

ولا ينعكس هذا القلق في مجال السياسة فقط، وإنما هناك ايضا اعتبارات اقتصادية ملموسة ايضا. وقال وو سي كه أن الشيعة في المملكة العربية السعودية يتركزون في المنطقة الشرقية من المملكة، الغنية بالنفط، ويشكلون أغلبية السكان في هذه المنطقة. والسلطات السعودية قلقة من تأثير ايران على الشيعة.

وأضاف وو سي كه، ان المملكة العربية السعودية قد اتخذت منذ خمس سنوات التدابير المضادة الهجومية للحد من توسع النفوذ الإيراني. من ناحية، تودد المملكة العربية اسعودية الى مصر وباكستان من خلال دبلوماسية المال، ومن ناحية اخرى، التحالف مع امريكا ودول غربية اخرى لتقديم الدعم الكامل للمعارضة السورية، على امل تراجع القوة الشيعية. وتعكس الازمة السورية التوتر والصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران، ووراءها المنافسات بين قوى المنطقة وخارج المنطقة.

احتمالات اندلاع الحرب بين السعودية وإيران غير مرجحة

"يعتبر الصراع بين السعودية وإيران هذه المرة الاكثر حدة منذ عام 1970." أشار تانغ تشيه تشاو، الباحث في شؤون غرب آسيا وأفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، الى أن الصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران ليس مجرد صراع طائفي تقليدي، وإنما المنافسة على الهيمنة الاقليمية والقيادة الدينية ايضا. ويعتقد تانغ تشيه تشاو، أن الازمة بين البلدين لا تزال ضمن حدود يمكن السيطرة عليها، واحتمال استخدام القوة يبدو غير مرجح. حيث أن مهمة ايران الأولى بعد التوقيع على الاتفاق النووي الايراني هي الاندماج في المجتمع الدولي والتحول الى "دولة طبيعية". ويمكن ان نرى ذلك في تحلي ايران بضبط النفس في تعامل المملكة العربية السعودية مع الأزمة اليمنية في الاونة الاخيرة. في حين أن المملكة العربية السعودية التي تورطت في الحرب في اليمن وسوريا لا حول ولا قوة في التعامل مع ايران. 

تابعنا على