18 يناير 2016/صحيفة الشعب اليويمة أونلاين/ عشية الجولة التي سيقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية ومصر وايران، أبدى كبير الباحثين في المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، إبراهيم الغيطاني، خلال لقاء أجرته معه صحيفة الشعب اليومية الصينية، ان دول الشرق الأوسط بصد التوجه "نحو الشرق"، وترغب في تطوير علاقات الشراكة التجارية والاقتصادية مع الصين ولم يعد الشرق الأوسط تحت سيطرة الشركات الأوروبية والامريكية.
يعتقد ابراهيم الغيطاني أن الصين ومنطقة الشرق الأوسط تتكامل اقتصاديا وتجاريا، حيث ان الدول الخليجية المنتجة للنفط تتمتع بموارد وفيرة واستقرار علاقات التعاون الطاقي بين طرفي الطلب والعرض. في حين يأتي أكثر من نصف واردات الصين الطاقية من الشرق الأوسط، ما يعكس أهمية علاقات التعاون الطاقي بين الطرفين. ويبلغ اجمالي الاستثمارات في مصفاة ياسرف التي تتعاون الصين والسعودية في بنائها نحو 10 مليارات دولار، حيث تعتبر امتدادا للتعاون الاستراتيجي الصيني العربي في مجال الطاقة. وهذا يعد اتجاها جديدا للتعاون العربي الصيني: يتميز التعاون الطاقي الصيني والعربي بالإستقرار والقوة، كما تبرز نتائج تجارة السلع الصينية والعربية، والمقاولات وغيرها من التجارة غير النفطية تدريجيا.
وثمن ابراهيم الغيطاني القدرات الصينية في إنشاء البنية التحتية، كما أشاد بالقدرة التنافسية العالية للمعدات الصينية، ما يجعل المزيد من الدول ان ترحب بالمنتجات والتكنولوجيا الصينية. وقال، إن دول الشرق الأوسط كانت جنة الشركات الأوروبية والامريكية، واليوم، مع مبادرة "الحزام والطريق"، بدأت الاستثمارات والتكنولوجيات الصينية تنتشر في المنطقة. مشيرا الى ان مبادرة "الحزام والطريق" الصينية تعد مفتاحا للتنمية المشتركة، حيث توفر فرصة لتلاحم مختلف الدول في إنتاج مخططات تعاون مبنية على الفوز المشترك. وفي السنوات الأخيرة، بدأت دول الشرق الأوسط تتحول "نحو الشرق"، وترغب في تطوير علاقات الشراكة التجارية والاقتصادية مع الصين. وعندما تلتحم إستراتيجية التوجه "نحو الشرق" و"الحزام والطريق"، يحصل الطموح المشترك على منصة جديدة للتعاون.
وأشار ابراهيم الغيطاني إلى إستعادة مصر للإستقرار بعد الاضطراب السياسية التي شهدتها، غير ان التحدى الأمني الذي يواجهها ما زال كبيرا، وألحق الضرر بقطاع السياحة المصري. وأطلقت مصر في الوقت الحالي سلسلة من المشاريع لتحفيز التنمية الاقتصادية مثل مشروع العاصمة الجديدة وقناة السويس الجديدة. كما يفكر البرلمان المصري في تعديل قانون الاستثمار لتحسين بيئة الاستثمارات المصرية. ويتطلع الشعب المصري الى مساعدة الصديق الصيني على تحقيق حلمه في نهضة بلاده.