القاهرة 20 يوليو2016 / بجوار نهر النيل يقف أحد العمال الصينيين على أحد أبراج خطوط نقل الكهرباء الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 100 متر، لينعم المصريون بالطاقة.
وبرغم المنظر العلوي الخلاب على العامل أن يركز جيدا وهو يتعامل مع هذه الخطوط ذات الفولت العالي وعلى الرقعة المتأرجحة التي يجلس عليها أثناء عمله.
ويقع المشروع المصري الصيني المشترك لمد خطوط نقل الكهرباء جهد 500 كيلو فولت والذي تتعاون فيه مصر مع شركة الصين المحدودة لمعدات وتكنولوجيا الطاقة الكهربائية China Electric Power Equipment and Technology Co (CET) على نهر النيل في محافظة بني سويف جنوب القاهرة.
وانطلاقا من مبادرة "الحزام والطريق" الصينية التي تهدف إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الأسواق الخارجية في شتى المجالات، تسعى الشركات الصينية للحصول على المزيد من الفرص في مصر، والمساعدة في تحسين حياة المصريين عن طريق الاستثمار في مجالات مثل الطاقة والبنية التحتية وقطاع التكنولوجيا العالية وغيرها.
وقال ليو قوانغ هوي ممثل شركة CET الصينية في الشرق الأوسط لوكالة أنباء (شينخوا) أنه "بفضل العلاقات المتطورة بين الصين ومصر والدعم المتبادل بين البلدين فلم نستغرق إلا بضعة أشهر في مناقشة تفاصيل المشروع وبعدها تم توقيع العقد مع الجانب المصري".
وأضاف ليو قائلا "وحيث أن شركة CET أحد فروع مؤسسة الصين لخطوط نقل الكهرباء State Grid Corporation of China (SGCC) فهي تمتلك أكثر التقنيات تقدما في الصين ولديها العمال الأكثر خبرة في هذا المجال" مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي تعمل فيها شركته في مشروع مرتبط بحياة السكان في البلد العربي الأكثر سكانا، وأنها تولي اهتماما كبيرا للمشروع.
وأوضح ليو أن المشروع الذي يتكلف أكثر من 650 مليون دولار ويغطي معظم منطقة الدلتا وهو أكبر مشروع لخطوط نقل الكهرباء في تاريخ مصر، وأنه سوف يلعب دورا رئيسيا في تحسين منظومة الكهرباء في مصر ودفع التنمية الاقتصادية بعد استكماله في غضون 18 شهر.
وقال العامل الصيني باي لو الذي يقود فريق العمل الميداني والبالغ من العمر 29 عاما لوكالة أنباء (شينخوا)، "أتيت إلى هنا في يناير الماضي مع أكثر من 500 عامل صيني آخر،".
وأشار باي إلى أن " اتساع النهر بجوارنا يبلغ حوالي 600 متر ونحن بدأنا أولا بإنشاء أبراج الكهرباء ثم بعد ذلك يتسلقها عمالنا لتثبيت خطوط نقل الكهرباء".
واستطرد العامل الصيني قائلا "رغم حرارة الصيف فإن العمال الصينيون عليهم تسلق أكثر من 100 متر للوصول لأعلى البرج كلما أرادوا العمل في خطوط نقل الكهرباء".
وأضاف لوكالة أبناء (شينخوا) أن فريقه يتعاون مع العمال المصريين في المشروع، حيث يعمل المصريون في البناء الرئيسي للمشروع بينما يعمل الصينيون على التصميم والعمل في الأبراج والأجزاء الأكثر خطورة والأعلى تقنية في انشاء خطوط نقل الكهرباء.
من جانبه، قال العامل الصيني لي يونغ لي وهو يرتدي خوذة لحماية الرأس "لقد استطعنا بنجاح عمل انجازات تقنية في هذه المنطقة من ضفاف نهر النيل والصحاري الكبيرة، وبعد الانتهاء من أبراج الكهرباء وخطوط النقل الجديدة سوف نساعد أيضا في تطوير الشبكة القديمة."
وتحت أحد الأبراج يجلس لي مع مجموعة من زملائه العمال حيث يستمتعون بقسطاً من الراحة ساعة الظهيرة بعد ساعات من العمل الشاق، وقد تصل درجة الحرارة في هذه المنطقة إلى 50 درجة مئوية في هذا الوقت من العام مما يجعل العمل في أبراج خطوط الكهرباء شاقا ومحفوفا بالمخاطر، ورغم ذلك يروق لمعظم العمال الصينيين أثناء راحتهم الاتصال بأسرهم بالخارج والدردشة معهم من داخل هذه المناظر الطبيعية الجميلة.
وأضاف لي يونغ لي "يبلغ ارتفاع برج الكهرباء 175 مترا ووزنه 400 طن، ونحن نبدأ في العمل يوميا من الساعة الثالثة صباحا حتى غروب الشمس- يتخللها ثلاث ساعات راحة في الظهيرة - من أجل انهاء المشروع في الوقت المحدد".
وأوضح العامل الصيني "مع الكفاءة الأعلى والتغطية الأكبر لخطوط نقل الكهرباء الجديدة بالإضافة إلى محطات توليد الكهرباء الموجودة تحت الإنشاء، فكل ذلك بالتأكيد سوف يقوم بتحسين الطاقة الكهربية في مصر".
وأضاف وعلى وجهه ابتسامة فخر أن "كل برج من هذه الأبراج مرتبط بحياة الأسر هنا وأنا سعيد أننا نستطيع إحداث بعض التغيير في حياة الناس إلى الأفضل".