بقلم رن هونغ تشي الأستاذ من جامعة جياتونغ بمدينة لانتشو
في إحدى المقاهي بمدينة لانتشو
تعد إيمان، خريجة تخصص لغة صينية من جامعة الخرطوم وتشتغل الآن أستاذة زائرة في جامعة جياتونغ بمدينة لانتشو (Lanzhou Jiaotong University) حقيبتها للسفر في الإجازة الصيفية إلى جنوب الصين حيث كان طريق الحرير البحري يمر بها.
وهذا ليست أول مرة وطئت أقدامها فيها طريق الحرير الساحر. لقد زارت إيمان لانتشو (حاضرة مقاطعة قانسو) مرتين بكونها طالبة وافدة بمشروع معهد كونفوشيوس سابقا وأستاذة زائرة لتدريس اللغة العربية حاليا. وفي كلتا الرحلتين، كان في البداية التلفت والترقب، ثم الخطو ثم الانطلاق ثم الغوص.
جسر جونغ شان على النهر الأصفر
تستمتع إيمان حقا بالعمل والعيش في مدينة لانتشو التي تقع في مقاطعة قانسو بموقعها الاستراتيجي على طريق الحرير القديم قائلة: إنها مدينة داخلية مميزة تشهد التسامح بين الأقليات القومية المسلمة وقومية هان، كلما أتجول على ضفة النهر الأصفر وأحتسي حساء لحوم البقر وأسمع أصوات الترتيل من فوق مآذن المساجد وألمس الرمال الناعمة في الصحراء المترامية الأطراف في مدينة دونهوانغ، يغرقني كلها في الذكريات المديدة عن السوادان، نهر النيل وفول بالزيت ورنات القوافل في الصحراء، كما يناوشني الشوق المؤلم إلى أهالي وأصحابي.
الصحراء في مدينة دونهوانغ
لكن التعامل مع الطلبة الصينيين والطلبة العرب الوافدين يطرد العزلة القاتلة لها. فأصبح بيتها كافتيريا ثقافية يرتادها الناس للغناء والسهر والإحساس بالحضارتين الصينية والعربية.
خلال سيرها على طريق الحرير، تراودها فكرة المقارنة بين ما تراه من أحوال الصين وبين أحوال السودان وبدأت هذه المقارنة تصبغ استمتاعها للعيش في الصين وتنسج أيضا خيوطا جديدة زاهية بمساهمتها المتواضعة لتعزيز التبادل الثقافي على ضوء استراتيجية الحزام والطريق.
المشاركة مع الطلبة في الفعاليات الثقافية