تعليق: طاقة الإنتاج، نقطة مضيئة في التعاون الإقتصادي والتجاري الصيني المصري

أسست الصين علاقاتها الدبلوماسية مع مصر في 1956، حيث كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية تعترف بالصين الجديدة. وكان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، قد أجرى زيارة إلى الصين في ديسمبر 2014، ووقع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ "الإعلان الصيني المصري المشترك حول تأسيس علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة"، ما عزز الأسس السياسية للتعاون الصيني المصري.

وبمناسبة الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية الصينية المصرية خلال العام، ومع إتجاه الوضع المصري إلى الإستقرار والحرص الحكومي على دعم التنمية الإقتصادية، تستقبل الصين ومصر "الفترة الذهبية " من التعاون الوثيق على المستوى السياسي والإقتصادي والثقافي وغيرها من المجالات. وتعكس زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى مصر مع بداية 2016، الأهمية الكبيرة التي توليها الصين لمصر، كما ستجعل التعاون البراغماتي الصيني المصري أكثر إستقرارا وإنسيابا.

حقق التعاون الإقتصادي والتجاري بين الصين ومصر نتائج هامة، حيث بلغت قيمة التبادل التبادل التجاري الصيني المصري 11.6 مليار دولار مسجلة رقما قياسيا جديدا، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لمصر. وبلغت الإستثمارت الصينية المباشرة غير المالية في مصر 97.51 مليار دولار، بزيادة في حدود 86%. من جهة أخرى، تشير إحصائيات الجمارك الصينية إلى بلوغ قيمة صادارات وواردات السلع بين الصين ومصر في الـ 11 شهرا الأولى من العام الماضي (2015) 11.634 مليار دولار، بزيادة 10.27% عن نفس الفترة من العام الأسبق. وبلغت قيمة الصادرات الصينية إلى مصر 10.747 مليار دولار، محققة زيادة بـ 12.18%، وتعد مصر ثالث أكبر سوق للصادرات الصينية في الشرق الأوسط.

في هذا السياق، يشير السفير الصيني السابق بالإمارات والأردن ليو باو لاي إلى وجود عدد من فرص الإستفادة المتبادلة وفضاء واسع للتعاون بين مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحها الرئيس شي جين بينغ وبين مخطط "ممر قناة السويس" الذي طرحته الحكومة المصرية. ومع تعمق التبادل الصيني المصري في مختلف المستويات ومختلف المجالات، سيتنم تنفيذ المزيد من الشاريع التي توصل الطرفان إلى إجماع حولها، كما ستتم دراسة المشاريع قيد التشاور بأكثر دقة، وتمتين أسس التعاون البراغماتي بين البلدين.

حقق التعاون على مستوى طاقة الإنتاج تقدما إيجابيا جدا بين الصين ومصر بفضل جهود البلدين خلال السنوات الأخيرة، ويتجه تدريجيا ليصبح مجال عمل هام في التعاون بين البلدين. في هذا السياق، يرى شيه تشينغ قوه، عضو مجلس إدارة مركز دراسات منتدى التعاون العربي الصيني، أن البلدين قد حددا جملة من المشاريع للتعاون في الطاقة الكهربائية والمواصلات وغيرها من المجالات ذات الأولوية. كما يمتلك الجانبان فضاءا للتكامل والتعاون في مجالات البنية التحتية وصناعة الفضاء وتكنولجيا الأقمار الإصطناعية. ومع عمل البلدين على تقريب السياسات واللوائح، وتيسير التبادل البشري وتعزيز التعاون المالي، سيستقبل البلدان آفاقا جيدة في التعاون على مستوى طاقة الإنتاج، والذي لا شك بأنه سيعود بمنافع كبيرة على شعبي البلدين.