بكين 22 يناير 2016/عرضت الصين مليارات الدولارات الامريكية فى شكل قروض واستثمارات وكذا دعم سياسي وامني لمساعدة الشرق الاوسط، جاء ذلك خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الخارجية الاولى هذا العام.
وكشف شي عن حزمة اجراءات فى خطابه فى القاهرة فى مقر جامعة الدول العربية، منها التعاون الصناعي وفى مكافحة الارهاب لتعزيز السلام والتنمية فى العالم العربي.
زيادة الاهتمام فى الشرق الاوسط
يعاني الشرق الاوسط من صراعات منذ عقود واضطرابات وصراعات دموية اخرى منذ 2011، منها الحربان الاهليتان فى سوريا واليمن والقتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وتدفق اللاجئين الكبير.
وفى اول زيارة له للمنطقة وهو فى منصب الرئيس، حث شي على ممارسة "اقصى درجات الصبر والمرونة" من اجل الحوار، واصفا التنمية بأنها الحل للاضطرابات.
وقال لي قو فو، خبير فى شؤون الشرق الاوسط بمعهد الدراسات الدولية فى الصين، "هناك مصالح متزايدة للصين فى الطاقة والامن والتجارة فى المنطقة، لذلك تأمل فى الشرق الاوسط مستقر وسلمي، والا ستتأثر تنميتنا المحلية."
ونفى خطاب شي التكهنات بأن الصين تسعى الى سد الفراغ فى الشرق الاوسط بعد توجه الولايات المتحدة الاستراتيجي الى اسيا الباسيفيك، وقال ان الصين لن تحاول سد الفراغ فى المنطقة ولكن ستعزز محادثات السلام والتعاون المربح لجميع الاطراف من خلال مبادرة الحزام والطريق.
دور اكبر فى السلام الاقليمي
قال شي ان الصين تفهم طموحات فلسطين للاندماج فى المجتمع الدولي كدولة. واعلنت 50 مليون يوان مساعدات للفلسطينيين ودعما لمحطة طاقة شمسية فى فلسطين.
وقال هوا لي مينغ، السفير السابق لدى ايران والامارات وهولندا، "تفهم الصين السبب الرئيسي للصراعات فى الشرق الاوسط وعلى استعداد للاسهام بشكل اكبر فى السلام الاقليمي."
ومؤكدا على ان الحوار السياسي هو الحل لاية ازمة، تعهد شي بـ230 مليون يوان مساعدات انسانية اضافية هذا العام للشعوب السوري والاردني واللبناني والليبي واليمني.
"منذ تولي الرئيس شي المنصب، لعبت الصين دورا اكبر واكثر فاعلية فى الشؤون الاقليمية والدولية. وان الدبلوماسية الصينية فى الشرق الاوسط ليست استثناء"، وفقا لما قال تانغ تشي تشاو، باحث بالاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.
وبدلا من القيام بدور المتفرج فى شؤون الشرق الاوسط، تبذل الصين جهودا كبيرة فى القضية الفلسطينية والازمة السورية والقضية النووية الايرانية، وفقا لما قال تانغ.
وأعرب شي عن معارضته لربط الارهاب بأي دين او مجموعة عرقية محددة، مشيرا الى ان ذلك سيعمل على زيادة التوتر العرقي والديني.
وعرض شي فى خطابه 300 مليون دولار للتعاون فى انفاذ القانون وتدريب الشرطة من اجل المساعدة فى بناء قدرات الدول الاقليمية للحفاظ على الاستقرار.
تعزيز التصنيع فى الشرق الاوسط
وأوضح شي انه عند ربط قدرة الانتاج التنافسية فى الصين والموارد البشرية فى الشرق الاوسط سيتم توفير المزيد من فرص العمل الافضل للمنطقة.
ومقارنة بعدد السكان كبار السن فى الصين، هناك اكثر من 60 بالمائة من السكان فى الشرق الاوسط من الشباب، ولكن العديد منهم بدون عمل، وفقا لما قال تانغ، وأعرب عن ايمانه فى ان "الجانبين يكملان بعضهما البعض بشكل كبير فيما يتعلق بالتعاون فى قدرة الانتاج."
ومن اجل تعزيز التصنيع فى الشرق الاوسط، أعلن شي قرضا بقيمة 15 مليار دولار للتعاون فى قدرة الانتاج والبنية التحتية و10 مليارات دولار فى شكل قرض تجاري لدعم للتعاون فى قدرة الانتاج و10 مليارات دولار فى شكل قروض تفضيلية.
كما ستطلق الصين صندوق استثمار مشترك بقيمة 20 مليار دولار مع الامارات وقطر للاستثمار فى الطاقة التقليدية وتنمية البنية التحتية وصناعات تصنيع المنتجات المتقدمة فى الشرق الاوسط.
وأوضح تانغ "هذا يظهر ان الصين ليست "راكبا حرا" فى الشرق الاوسط او مجرد دولة تشتري النفط ولكنها ملتزمة بمساعدة الشرق الاوسط فى التنمية."
وأضاف شي "فقط عندما يستطيع الشباب العيش بكرامة من خلال التنمية يمكن للامل ان يسود فى قلوبهم. وعندها فقط سيرفضون العنف والعقلية المتطرفة والارهاب طواعية."