تقرير اخباري: روما تأسف بشدة لمقتل مواطنها بالقاهرة ومصر مستعدة لتحقيقات مشتركة لمعرفة الملابسات

القاهرة 4 فبراير2016 / أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن حادث مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني يحظى "باهتمام بالغ" من بلاده، وذلك في اتصال هاتفي اليوم (الخميس) مع رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي الذي أعرب عن " أسفه الشديد" للحادث.

وفيما فتحت السلطات المصرية تحقيقات موسعة، أعلنت استعدادها لاشتراك روما فيها لمعرفة الملابسات.

وعثرت الشرطة المصرية على جثة ريجيني أمس الأربعاء ملقاة على طريق القاهرة - الاسكندرية الصحراوي عند مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة ، وبها آثار تعذيب وسحجات وكدمات في أجزاء مختفلة، حسب الإعلام المحلي.

وكان ريجيني (28 عاما)، وهو طالب دكتوراة في جامعة كمبريدج البريطانية، يجري بحث عن الحركات العمالية في مصر، واختفى بشكل غامض في 25 يناير الماضي، الذي وافق الذكرى الخامسة للثورة على نظام الرئيس الاسبق حسني مبارك، بعد أن غادر مقر اقامته بضاحية الدقي في الجيزة ، وهو في طريقه لمقابلة أحد أصدقائه بوسط العاصمة.

ورغم أن ريجيني اختفى منذ عشرة أيام تقريبا، إلا أن العثور على جثته تزامن مع لقاء السيسي أمس بوفد ايطالي، ضم 46 من ممثلي كبريات الشركات الإيطالية برئاسة وزيرة التنمية الاقتصادية فيدريكا جويدي التي التقت أيضا رئيس الوزراء شريف اسماعيل.

وذكرت وكالة أنباء (الشرق الأوسط)، أن السيسي تحدث هاتفيا مع رينزي، وأعرب عن "خالص العزاء لرئيس الوزراء الإيطالي ولحكومة وشعب إيطاليا في وفاة المواطن الإيطالي جوليو ريجيني الذي لقي مصرعه في مصر مؤخراً، كما وجه الرئيس خالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد وأصدقائه".

وأوضح السيسى أن "هذا الحادث يحظى باهتمام بالغ من قبل الجهات المصرية المعنية"، وأشار إلى أنه وجه وزارة الداخلية بمواصلة جهودها بالتعاون مع النيابة العامة من أجل كشف الغموض الذي يكتنف الحادث والوقوف على جميع الملابسات المحيطة به.

وأكد أن " الجانب الإيطالي سيجد تعاونا بناء من قبل السلطات المصرية المعنية بشأن هذا الحادث".

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي عن "أسفه الشديد" لوقوع الحادث، لكنه أشاد بـ" روح التعاون الإيجابية التي يبديها الجانب المصري"، مؤكدا أن " مثل تلك المواقف تعكس عمق علاقات الصداقة الحقيقية التي تجمع بين البلدين والشعبين المصري والإيطالي".

بدوره، أمر النائب العام المصري المستشار نبيل صادق بفتح تحقيقات موسعة؛ للكشف عن ملابسات مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني.

وكلف النائب العام أجهزة الأمن بسرعة إجراء التحريات اللازمة؛ للوقوف على أسباب الحادث ومعرفة كيفية وقوعه، واستعجال الانتهاء من تقرير تشريح الجثمان بمعرفة مصلحة الطب الشرعي لبيان أسباب الوفاة على وجه الدقة وكيفية تعرضه لتلك الإصابات.

كما أمر بسرعة تحديد معارف وأصدقاء الشاب الإيطالي القتيل الذين كانوا على اتصال به قبيل اختفائه، واستدعائهم للاستماع إلى أقوالهم لاستكمال التحقيقات.

بينما أمرت نيابة حوادث جنوب الجيزة بتسليم جثة ريجيني إلى والديه اللذين حضرا للقاهرة، وتم الاستماع لأقوالهما.

وجاء هذا الموقف المصري بعيد استدعاء وزارة الخارجية الإيطالية السفير المصري بروما عمرو حلمي " لطلب مزيد من المعلومات والتفاصيل حول أسباب وفاة جوليو ريجينى، والتنسيق بين الجانبين لمعرفة أسباب الحادث في أسرع وقت"، بحسب ما صرح اليوم المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد.

فيما استدعت وزارة الخارجية المصرية سفير روما بالقاهرة ماوريتسيو مساري، حيث قدم السفير هشام سيف الدين مساعد وزير الخارجية المصري واجب العزاء له ووحكومته.

وأكد سيف الدين حرص الحكومة المصرية على التعاون والتنسيق الكامل مع الجانب الايطالي من أجل استجلاء أسباب وفاة الشاب الايطالي في أسرع وقت.

وأضاف خلال اللقاء " أن العلاقات المتميزة والخاصة بين مصر وإيطاليا تفرض على القاهرة تقديم كافة أشكال العون والمساعدة للجانب الايطالي، وتقتضى من الجانبين أن يتعاملا مع الحادث بالأسلوب الذي يتسق مع مستوى الصداقة القائم بينهما".

كما التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري نظيره الإيطالي على هامش مؤتمر المانحين الخاص بسوريا في لندن ، حيث " تم الاتفاق على تعزيز آليات التعاون والتنسيق بين الجانبين المصري والايطالي من أجل استكشاف أسباب الحادث".

ورأت الخارجية المصرية أنه لا يوجد ما يمنع مشاركة السلطات الايطالية في التحقيقات، حسب المتحدث أبوزيد.

وتابع أبوزيد ان العلاقات بين البلدين "قوية للغاية"، و أن "الحادثة لو وقعت لمصر بدولة أجنبية كانت السلطات المصرية ستقوم بنفس الإجراء".

وختم " يجب أن نأخذ الأمر بمنتهى الحكمة، ولا نحمل الوضع أكثر(مما يحتمل) لأن العلاقات بين الطرفين عميقة ولن تتأثر".