من أجل لقمة العيش يتركون فلذات أكبادهم وحيدين في الأرياف النائية (2)

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  14:32, February 17, 2016

17 فبراير 2016/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ مع نهاية عطلة عيد الربيع، بدأ عمال الأرياف العودة إلى المدن، لتتكر المشاهد المؤلمة لفراق الآباء والأمهات لأولادهم من أجل لقمة العيش، وقد يكون عليهم الإنتظار إلى عيد الربيع القادم للإلتقاء مجددا.

الأطفال المتروكون في الأرياق، يقصد بهم في الصين فئة الأطفال الذين يذهب والديهم أو أحدهم للعمل في المدينة، بينما يبقون هم في الريف. وعادة ما يقضون حياتهم مع أحد الوالدين، أو الجد والجدة أو حتى أقارب الوالدين.

مشاهد الفراق الأليمة بين الطفل ووالديه، تحدث أيضا في ريف دوان لين التابع لمدينة تشنغ دو. حيث إستعدت السيدة تشي، البالغة من العمر 40 سنة، يوم 15 فبراير الجاري، للعودة لعملها في المدينة، كساعية بريد.

تقول السيدة تشي، إن إبنها فنغ فنغ ظل يرافقها أينما ذهبت خلال العطلة، ويحظنها أثناء النوم، ولايذهب للعب مع أصدقائه. لكن السيدة تشي تقول، أن لديها إبنة في الثانوية العامة أيضا، وعليها أن تذهب للعمل لتوفر لهما مايكفي من أموال للدراسة. وإذا أخذت الطفل إلى المدينة فلن تستطع الإعتناء به وحدها.

وحسب إحصاءات رسمية، هناك 61 مليون طفل مثل فنغ فنغ في الصين.

لحماية الأطفال المتروكين في الأرياف، أصدر مكتب الدولة مؤخرا "الآراء المتعلقة بتعزيز أعمال رعاية الأطفال المتروكين في الأرياف"، حيث دعا العائلات والمدارس والحكومة والمجتمع للإضطلاع بالمسؤوليات اللازمة لحماية الأطفال المتروكين في الأرياف. ووجه نصائحه لمختلف المستويات الحكومية بمراجعة سياساتها السابقة لدمج المدارس، والإستعمال الكامل لمنشآت التعليم في المدارس والمعاهد، وتأسيس قاعدة لحماية الأطفال المتروكين في الأرياف. كما أمر الحكومات المحلية، بمضاعفة إنفاقها وتشجيع المنظمات الإجتماعية والأفراد على التبرع، لتوفير الدعم المادي والروحي اللازم للأطفال المتروكين في الأرياف. وطبعا، مع تغير هيكل المجتمع الصيني، يجب أن يتم ضمان عيش الأبناء إلى جانب والديهم، ليتمتعوا ببيئة عائلية جيدة مناسبة لنموهم الصحي، وتمكينهم من الشعور بالدفء العائلي في أحضان آبائهم وأمهاتهم.