بكين 10 مارس 2016/ يعرف بحر الصين الجنوبي منذ فترة طويلة بكونه ممرا بحريا آمنا ويشيد به الخبراء وقادة الأعمال البحرية باعتباره أحد خطوط الملاحة الأكثر أمانا في العالم.
وقد صرح رينر هورن المتحدث باسم شركة الشحن الألمانية هاباج ليويد بأن "العديد من خدماتنا تمس بحر الصين الجنوبي. ولم نشهد أي شيء سلبي (بشأن حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي) حتى الآن".
وأعرب هورن عن أمله في أن تنعم المنطقة دوما بالسلام، لافتا إلى أن شركة هاباج ليويد "تراقب عن كثب النزاعات المحلية"، لأنها قد تؤثر على أنشطتها التجارية.
وقال دونغ دان تشي، مدير عام فرع شركة كوسكون في هولندا، وهي إحدى شركات الملاحة العالمية الخمس الكبرى، إنه "لم يسمع أي قول يفيد بأن بحر الصين الجنوبي يعاني من مشكلة في حرية الملاحة " خلال عمله الذي يمتد إلى 30 عاما في صناعة الشحن.
وأضاف دونغ أن جميع أنواع التجارة التي تتم بحرا بين الصين وأوروبا لابد أن تمر عبر بحر الصين الجنوبي. وفى الوقت الحاضر، تقوم أكبر ست شركات نقل بحري بالحاويات في العالم بتسيير أحدث وأكبر سفنها الخاصة بالحاويات على هذا الطريق.
"هذا يعني أن خمسة آلاف سفينة على الأقل من دول حول العالم تبحر عبر بحر الصين الجنوبي يوميا. ولا يواجه أي منها أي مشكلة فيما يتعلق بحرية الملاحة على الإطلاق "، على حد قول دونغ.
أما بالنسبة لأنشطة البناء ذات الخصائص البحرية في جزر نانشا، فذكر دونغ أن هذه المنشآت ستعود بالتأكيد بالفائدة على جميع السفن العابرة.
وتابع قائلا إن "هذه الجزر بمناراتها تستخدم كمؤشرات لتحديد المواقع. ومازلت أتذكر كيف كنت أنظر إليها خلال عشرات الرحلات التي مرت عبر بحر الصين الجنوبي عندما كنت بحارا في ثمانينات القرن الماضي. وفي هذه الأيام، صارت جميع السفن مزودة بنظام تحديد المواقع العالمي، ولكن هذا لا يعنى أن نظام تحديد المواقف التقليدي لا جدوى له".
وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي قد ذكر على هامش الدورة السنوية لأعلى هيئة تشريعية في الصين يوم الثلاثاء أن "بحر الصين الجنوبي مازال يعد من بين الطرق البحرية الأكثر أمانا وانفتاحا في العالم".
وأضاف الوزير أن جهود البناء التي تقوم بها الصين في الجزر الجديدة لا تشمل المنشآت الدفاعية اللازمة فحسب، وإنما أيضا تلك المخصصة للبنية التحتية المدنية.
وقال إيدو سيمانجونتاك، مالك شركة ساندي جينسيس صامويل الإندونيسية المحدودة، إن سفنه التي تبحر عبر المنطقة" تقوم بأنشطتها بدون أي معوقات"، مشيرا إلى عدم وجود أية تقرير عن تضرر السفن الإندونيسية من قبل البحرية الصينية أو أعمال الإنشاء التي تقوم بها الصين على الجزر.
وأكدت الصين مرارا أن أعمال البنية الأساسية التي تجريها على الجزر الجديدة الهدف منها المساعدة في تسهيل ملاحة الطائرات المدنية والسفن في المنطقة.
وقال بان وي، كبير مهندسي الإنقاذ والإغاثة بوزارة النقل الصينية في يناير، إن النقص الحاد في مرافق سلامة الملاحة وقوات ومعدات الإنقاذ أثناء الطوارئ للتعامل مع التسربات النفطية في بحر الصين الجنوبي أعاق أمن وسلامة الملاحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
وشاطره الرأي إيدو، قائلا إن إنشاءات البنية التحتية التي تقوم بها الصين مثل المنارات من شأنها أن تعزز سلامة الملاحة في البحر حيث تعمل الكثير من السفن والطائرات.
وأوضح أن "هذه المرافق ستساعد السفن على تجنب الاصطدام بالشعاب أو الصخور عندما تقترب من الشواطئ دون قصد بسبب الأمواج العالية أو الطقس السييء".
وقال سو نغيون، رئيس مجموعة سو نغيون المحدودة، أكبر شركات الملاحة البحرية في كمبوديا، إن حرية الملاحة أمر مهم جدا لشركات الشحن.
وأضاف " نأمل أن تواصل كافة الأطراف المعنية المحادثات من أجل تسوية نزاعاتها سلميا.. إننا لا نريد أن نرى أي أحد يلجأ الى القوة لحل هذه القضية".
ولذلك أعرب نغيون عن ترحيبه بالمنارات والمستشفيات ومحطات مراقبة الطقس التي تبنيها الصين واعتبرها مهمة لضمان أمن الملاحة.
وتتفق جهود الحفاظ على حرية الملاحة مع مصالح كافة الأطراف المعنية كما تخدم حرية الملاحة في منطقة آسيا-الباسيفيك بأكملها أمن وإزدهار الصين، وفقا لما ذكره تشهيانغ فاناريث، رئيس المعهد الكمبودي للدراسات الإستراتيجية.
وأتم فاناريث بقوله "من المقدر للصين أن تلعب دورا أكبر وأكثر أهمية في الحفاظ على حرية الملاحة" في المنطقة.