رام الله 14 مارس 2016 / دعت الحكومة الفلسطينية اليوم (الاثنين)، إلى تدخل دولي لوقف قتل الفلسطينيين "نتيجة تصريحات تحريضية مستمرة من مسئولين إسرائيليين وبفتاوى دينية إسرائيلية".
وقال الناطق باسم الحكومة يوسف المحمود، في بيان صحفي، إنها "تنظر بقلق بالغ إلى خطورة التصريحات التحريضية المستمرة من مسئولين إسرائيليين، وإلى فتاوى دينية إسرائيلية تدعو إلى قتل الفلسطينيين".
واعتبر المحمود أن مثل هذه التصريحات والفتاوى مترافقة مع عمليات قتل الفلسطينيين ميدانيا " تندرج كلها في إطار استمرار العدوان والتصعيد الإسرائيلي ودفع المنطقة إلى مزيد من التوتر".
وأشار إلى مقتل طفلين فلسطينيين يوم أمس (الأحد) في غارات إسرائيلية على قطاع غزة، وإلى مقتل ثلاثة شبان فلسطينيين صباح اليوم بإطلاق نار إسرائيلي في الخليل جنوب الضفة الغربية.
واعتبر المحمود، أن "استمرار الاحتلال الإسرائيلي بالتصعيد الدموي يستدعي تدخلا دوليا عاجلا والمسارعة بتوفير حماية دولية فورية للشعب الفلسطيني"، محملا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن استمرار التوتر.
جاء ذلك بعد أن أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن مقتل ثلاثة شبان فلسطينيين صباح اليوم بإطلاق نار إسرائيلي في حادثتين منفصلتين جنوب الضفة الغربية.
وقالت الوزارة، في بيان مقتضب لها، إن القتلى هم قاسم أبو عودة (30 عاما)، ويوسف طرايرة (18 عاما) وأمير الجنيدي (22 عاما) وجميعهم من سكان الخليل.
من جهتها، قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن أربعة جنود إسرائيليين أصيبوا بجروح طفيفة "جراء اعتداءين" قرب مستوطنة (كريات أربع) في الخليل.
وذكرت الإذاعة، أن فلسطينيين اثنين أطلقا النار تجاه جنود ومواطنين يهود في محطة سيارات مما أدى إلى إصابة جندي، قبل أن يتم قتل المهاجمين بإطلاق النار عليهما.
وأضافت الإذاعة، أن فلسطينيا ثالثا حاول تنفيذ "اعتداء دهس" في نفس المكان مما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود آخرين قبل أن يتم قتل المهاجم بإطلاق النار عليه.
وعلى أثر ذلك، أعرب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان، عن قلقه الشديد من استمرار موجة العمليات الفلسطينية ضد أهداف إسرائيلية وتصاعدها من خلال استخدام السلاح الآلي.
وأكد اردان، وفق ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية، أن إسرائيل "ستتغلب في نهاية المطاف على هذه الموجة بفضل قدرة الجيش وتعاون الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك)".
بدورها، أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بالهجومين في الخليل، داعية الفلسطينيين إلى "تكثيف الضربات التي تؤلم المحتل من كل جوانبه".
واعتبر الناطق باسم حماس حسام بدران في بيان صحفي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أن تصاعد عمليات الهجوم باستخدام السلاح الآلي "هو الرد الأمثل على كل محاولات الاحتلال ومعاونيه لمنع تزويد الشعب الفلسطيني بالسلاح للدفاع عن نفسه".
وقال بدران، إن "كائنا من كان لا يستطيع منع شباب الانتفاضة من الإبداع والتفكير بوسائل جديدة لمقاومة المحتل".
وأضاف الناطق، إن "الانتفاضة ستستمر رغم كل المحاولات اليائسة لوقفها، والشباب المنتفض ومن خلال العمليات النوعية التي ينفذها بين الحين والآخر ستعجل في كسر شوكة المحتل".
وتتواصل موجة توتر بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ الأول من أكتوبر الماضي أدت إلى مقتل 194 فلسطينيا من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، و34 إسرائيليا بحسب إحصائيات رسمية.
وتطلق الفصائل الفلسطينية المعارضة على موجة التوتر الحالية اسم "انتفاضة"، فيما تصفها السلطة الفلسطينية "بالهبة" الشعبية وتحمل إسرائيل مسؤولية اندلاعها نتيجة استمرار الاحتلال وتعثر عملية السلام.