بقلم ليو هوا سين، وبانغ قه بينغ، وكونغ شيانغ وو، وتشانغ منغ شي، مراسلي صحيفة الشعب اليومية الصينية
مارس 2016، مدينة قوي قانغ بمقاطعة قوانغشي، تطلق أعمال المساعدة على الفئات الفقيرة، وتشجيع النساء الفقيرات على كسب الثروة من العمل. مصدر الصورة: شبكة الشعب
تقع منطقة قوانغشى ذاتية الحكم لقومية تشوانغ (قوانغشي بالاختصار) في جنوب غربي الصين، يبلغ عدد سكانها 55 مليون نسمة، وإلى غاية عام 2014 كانت هذه المنطقة تحتوي على 5.38 ملايين نسمة تحت خط الفقر. فكيف تم إحصاء عدد الفقراء بهذه المنطقة؟ صحيفة الشعب اليومية أجرت مؤخرا تحقيقا للكشف عن جهود التعرف على الفئات الفقيرة بدقة.
توجد الإجابة في إستمارة التقيم للسكان الفقراء بمقاطعة قوانغشي، وهذه الإستمارة تم تعميرها على 6 مراحل. تقع الإستمارة إجمالا في 5 صفحات، وتطرح 98 مؤشر تقييم من 18 صنفا، بما في ذلك السكن، التجهيزات المنزلية، التجهيزات الفلاحية، العربات، الماء الصالح للشرب، كهرباء الإنارة، الطرق المسفلت، الصحة، التعليم، العمل، الأرض، الزراعة وغيرها من المؤشرات. وأثناء عملية التقييم، يمسك فريق فرز الفئات الفقيرة بإستمارة التقييم ويتنقلون من بيت فلاحي إلى آخر.
ولتجنب تدخل العلاقات الإجتماعية في أعمال فرز الفئات الفقيرة، أكدت لوائح مقاطعة قوانغشي على ضرورة إضطلاع فريق الفرز بكامل ماهم التقييم، في حين يكتفي موظفو الاحياء بإرشاد فريق العمل على الطريق، ولا يشاركون في إسناد النقاط، كما يجب أن تحتوي كل إستمارة تقييم على إمضاء صاحب البيت وفريق الفرز.
في هذا السياق، يقول عمدة مدينة بايسيه، والنائب في مجلس الشعب، تشو إي جيو، أثناء تعريف لأحد الأحياء التي شهدت عملية فرز الفئات الفقيرة، أن المدينة قامت بتحويل 13 ألف موظف منذ أكتوبر 2015 للسكن في هذا الحي، وقامت بفرز عرضي شمل 503.5 ألف عائلة فلاحية، ومن المتوقع أن يتم إنهاء أعمال محاربة الفقر في 12 محافظة، بحلول ديسمبر 2019، ثم سيتم تخصيص سنة إضافية إلى مراجعة "النقائص والخلل"، لضمان تحقيق المجتمع الرغيد بالتزامن مع تطبيقها على المستوى الوطني بحلول 2020.
تحرص الصين على تحقيق إنتصارا في حربها على الفقر، وتعمل على تخليص الفئات الفقيرة حسب المعايير الحالية من الفقر بحلول عام 2020، ومعالجة مشكلة النطاقات الإقليمية للفقر. وهذا يعد أحد أهم الأهداف التي حددتها خطة "الخمسية الثالثة عشرة" الصينية.
تجلب أعمال محاربة الفقر في الصين إهتماما واسعا، ويعتقد المجتمع الدولي، بأن الطريق الذي إتبعته الصين في محاربة الفقر يمكن أن يمثل مرجعا للعالم بأسره. وقد سبق للرئيس الصيني شي جين بينغ أن خاطب العالم في سبتمبر 2015 من قمة الأمم المتحدة للتنمية، قائلا: لقد حققت الصين أهداف الألفية في التنمية، وتمكنت من تقليل عدد الفقراء بـ 439 مليون نسمة، وحققت نجاحات هامة على مستوى التعليم والصحة والمرأة وغيرها من المجالات.
"التنمية الجماعية هي التنمية الحقيقية، والتنمية المستدامة هي التنمية الجيدة." هذا هو المنطق الذي ما ينفك القادة الصينيون عن تفسيره للعالم. وفي هذا الصدد، طرح الجانب الصيني سلسلة من الإجراءات لتحقيق مخطط التنمية المستدامة بحلول عام 2030، بما في ذلك، تأسيس"صندوق التعاون جنوب جنوب"، والذي أسهمت فيه الصين في مرحلة أولى باثنين مليارين يوان؛ من جهة أخرى، واصلت الصين تعزيز إستثماراتها في الدول النامية، وتهدف لبلوغ 12 مليار دولار بحلول عام 2030؛ إضافة إلى ذلك، ستقوم الصين بتأسيس مركز دولي للمعرفة المتعلقة بالتنمية، ليكون منصة للبحث والتبادل مع الدول الأخرى حول نظريات وممارسات التنمية المناسبة للأوضاع الداخلية لكل دولة.