تعليق: ما وراء الاعلان عن قرب انتهاء الحرب في اليمن ؟

أعلن التحالف من عدة دول بقيادة السعودية يوم 17 مارس الجاري عن أن العمليات العسكرية واسعة النطاق ضد جماعة الحوثي المسلحة في اليمن شارفت على الانتهاء، وأن المرحلة المقبلة هي مرحلة إعادة الاستقرار، وإعادة إعمار البلاد. وتختلف وجهات النظر بشأن هدف السعودية من إعلان انهاء الحرب في اليمن. ويعتقد بعض المراقبين أن تجنب الوقوع في مستنقع الحرب جزء من هدف قرارالسعودية. لكن هناك الرأي العام في اليمن ايضا ، يرى أن قرار السعودية جاء بعد الاتهامات التي وجهت لها من قبل المجتمع الدولي مؤخرا بشأن الضربات الجوية التي طالت المدنيين في اليمن، ونقل ضغط الرأى العام الداخلى الى الخارج، وليس انهاء الحرب فعلا.

قلق الانزلاق في مستنقع الحرب

في سبتمبر 2014، استولى الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء. وفي مارس 2015، انطلقت العملية الحربية التي أُطلق عليها اسم "عاصفة الحزم" من قِبل عدد من الدول بقيادة سعودية لاخراج جماعة الحوثي المسلحة واعادة الحكومة اليمنية المنفية الى مدينة عدن الجنوبية. وقال المحلل السياسي اليمني الجلبي:" أن الهدف من اطلاق قوات التحالف الدولي بقيادة السعودية " عاصفة الحزم" هو الحفاظ على الشرعية في اليمن، وقد تم تنفيذ الهدف". لكن، هدف التدخل العسكري السعودي بالقضاء على جماعة الحوثي المسلحة لم يتحقق بالكامل، وهناك توجه نحو الحرب على المدى الطويل. وفي نفس الوقت، فإن اتخاذ تنظيم " القاعدة" وتنظيم " الدولة الاسلامية" وغيرها من المنظمات المتطرفة فرصة الحرب في اليمن للتوسع السريع، وهذه التطورات خلقت تهديدات جديدة تواجهها السعودية. وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي اليمني عبد الله، أن السعودية قلقة من امكانية تحقيق هدف التدخل في اليمن، و من تكرار سيناريو العراق وسوريا في اليمن، مما يهدد الامن السعودي، لذلك فإنها بحاجة الى ايجاد وسيلة جديدة للخروج.

ضغط الراي العام

أصبحت المعاناة الإنسانية للشعب اليمني بارزة على نحو متزايد مع استمرار الحرب في اليمن، ما سبب قلقا واسع النطاق في المجتمع الدولي، كما زاد من الضغط الدولي على السعودية ايضا. وتشير أحدث بيانات للأمم المتحدة الى أن نحو21 مليون يمني بحاجة الى مساعدات انسانية أساسية، ما يعادل 82% من اجمالي سكان اليمن. ونحو14.4 مليون شخص يفتقرون الى الأمن الغذائي، 14 مليون يمني محرومون من العلاج، وتشريد نحو 2.5 مليون شخص، و1.8 مليون طفل يعاني من سوء التغذية.

وقد أدى قصف طيران التحالف بقيادة السعودية على سوق شعبي بمحافظة حجة شمال غرب العاصمة صنعاء في يوم 15 مارس الى مقتل نحو 120 شخص ، ما أثار إدانة شديدة من المجتمع الدولي. وأشار المحلل السياسي اليمني ناصر الزيد الى أن التحالف بقيادة السعودية لن يقدر على غسل يده من "المجزرة" في اليمن، والاعلان عن انتهاء العمليات العسكرية واعادة بناء الاستقرار واعادة الاعمار في اليمن طريقة وحيدة لصرف انتباه المجتمع الدولي. ويعتقد الرأي العام اليمني، أن الاعلان عن قرب انهاء العمليات العسكرية لقوات التحالف في اليمن هي استراتيجية يتخذها الجانب السعودي لتخفيف الضغط الدولي. وبمجرد أن تهدأ الرياح ، سيستمر التحالف بشن الضربات العسكرية في اليمن.

وقف الحرب لا يزال بعيدا

لا تزال الضربات الجوية لقوات التحالف مستمرة على العاصمة اليمنية صنعاء المسيطر عليها جماعة الحوثي المسلحة، بالرغم من اعلان السعودية عن قرب نهاية العمليات العسكرية . ويعتقد المحلل السياسي اليمني الجلبي أن اعلان السعودية عن الحد من العمليات العسكرية في اليمن لن يجلب وقفا شاملا لاطلاق النار، على الاقل في المدى القصير. مضيفا، إن وصول تعزيزات الحوثيين إلى ساحة المعركة الرئيسية حاليا ، يعني أن الحرب سوف تستمر على الأرجح. وقال المحلل السياسي اليمني ناصر الزيد، أن قوات التحالف متعددة الجنسيات اوقفت العمليات العسكرية في ابريل 2015 بعد الضربا ت الجوية التي ادت الى سقوط ضحايا من المدنيين، ولكن تم استئناف الغارات الجوية بعد وقت قصير. ويعتقد ، أن بيان التحالف المتعدد الجنسيات " لا يمكن تصديقة". كما أشارت وسائل الاعلام اليمنية إلى أن بيان اعلان قوات التحالف عن قرب نهاية العمليات العسكرية في اليمن، استراتيجية مواجهة يتخذها التحالف بقيادة السعودية لتخفيف حدة ادانة المجتمع الدولي ازاء القصف الخاطئ للتحالف على المدنيين، وتجنب " ازمة المصداقية"، وأن الحرب في اليمن مستمرة.