الدوحة 21 مارس 2016 / أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني اليوم (الإثنين) انه بات لزاما على المجتمع الدولي التوصل إلى حل سياسي شامل وتغيير كامل في سوريا لحمايتها من مخاطر التفتت.
وقال الشيخ محمد في كلمة ألقاها أمام "منتدى الجزيرة العاشر"، إنه بات لزاما على المجتمع الدولي التوصل إلى حل سياسي شامل وتغيير كامل في سوريا لإنقاذها من مخاطر التفتت مع ما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على الدولة والمجتمع السوري والمنطقة ككل.
وأضاف أن المأساة التي يعاني منها الشعب السوري ترجع إلى تقاعس المجتمع الدولي في التعامل الحازم والجاد مع هذه الأزمة.
وشدد وزير الخارجية القطري على أن الاستقرار بالشرق الأوسط لن يتحقق إلا من خلال تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته بصورة موضوعية يسودها منطق العدل والإنصاف والشرعية الدولية في معالجة قضايا الشعوب بصورة عادلة وعاجلة وعملية عن طريق الحوار الجماعي وعدم ترك الأمور حتى تصل إلى حافة التدهور.
ودخلت الأزمة السورية قبل أيام عامها السادس بالتزامن مع انطلاق جولة مفاوضات جديدة في جنيف بين الحكومة والمعارضة وفي ظل اتفاق لوقف الاعمال القتالية مستمر في البلاد منذ 27 فبراير الماضي على أمل التوصل إلى حل سياسي.
من ناحية اخرى، اعتبر وزير الخارجية القطري أن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط سببه الرئيسي استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ أكثر من ستة عقود دون أن يبذل المجتمع الدولي جهودا حقيقية لإنهائه.
وقال في هذا الصدد إنه "من المؤسف أن المجتمع الدولي لا يكتفي بموقف المتفرج على أعمال الاستيطان والبطش والتدمير والاعتقال والحصار التي تمارسها إسرائيل، وبدل أن يضغط ويهدد بفرض عقوبات عليها، كما يفعل مع دول أخرى تمارس أعمالا أقل عدوانية منها، يلجأ إلى الضغط على الشعب الفلسطيني الضحية، وتهديده إذا هو رفض هذه السياسات والممارسات الوحشية غير المشروعة التي ترتكبها إسرائيل".
كما تطرق الوزير القطري في كلمته إلى الحديث عن الإرهاب والتطرف اللذين وصفهما بأنهما التحدي الأعظم الذي يواجهه العالم أجمع ومنطقة الشرق الأوسط بخاصة في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.
وأكد أن القضاء على ظاهرة الإرهاب في أي مكان لن يأتي إلا من خلال المعالجة الناجعة للبيئة التي تحتضنه وللأسباب العميقة التي تدفع الفرد إلى الإقدام على أعمال إرهابية.
ورأى ان ذلك يكون من خلال التسوية السياسية للنزاعات وإحقاق العدالة والأمن والاستقرار للجميع وعدم التهميش أو الإقصاء.
وأوضح وزير الخارجية القطري أن كل المحاولات السابقة للقضاء على الإرهاب بطريق أحادي غير موضوعي لم تحقق إلا توسعا للإرهاب وقدرته على جذب الآلاف من الفقراء والمهمشين رغم أن بعض القوى الكبرى استخدمت في مواجهة تلك التنظيمات المتطرفة من إمكانات مادية ومالية وإعلامية ما كان يكفي لمعالجة جذروه الأساسية المتمثلة في اضطهاد الشعوب وتهميشها بل وسلبها حقها في تقرير مصيرها.