الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخباري: مدينة القريتين السورية خالية من السكان بعد سيطرة الجيش عليها وتأن تحت وطأة الخراب والدمار

2016:04:05.15:53    حجم الخط    اطبع

ريف حمص، سوريا 4 إبريل 2016 / لم يكن حال مدينة القريتين بالريف الجنوبي الشرقي لمحافظة حمص (وسط سوريا) أفضل حالا من مدينة تدمر الأثرية، واللتين كانتا تحت سيطرة تنظيم داعش. فالخراب والدمار هو المشهد الأبرز الذي يراه المرء عندما يصل إلى مدينة القريتين التي سيطر الجيش السوري عليها يوم الأحد، وهو ما يدل على شدة المعارك التي دارت قبل أن ينسحب تنظيم داعش منها.

بدت المدنية خالية من السكان المحليين، فيما عدا عناصر الجيش السوري المنتشرين في جنبات المدينة بهدف تمشيطها من العبوات الناسفة والألغام التي زرعها مقاتلو تنظيم داعش قبل أن ينسحبوا من المدنية متجهين شرقا باتجاه الصحراء السورية، ولاتزال ألسنة الدخان الأسود تتصاعد من بعض المنازل في المدنية، بحسب مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)).

واحتشد المئات من الجنود السوريين عند مدخل مدينة القريتين من الجهة الغربية مع عدد من الضباط والقادة الميدانيين لاصطحاب مراسلي وكالات الأنباء العربية والأجنبية المعتمدة لدى سوريا في جولة بأرجاء المدينة الإستراتيجية التي سيطر الجيش السوري عليها مدعوما بسلاح الجو الروسي، وهم يحملون الأعلام السورية التي قاموا بوضع عدد منها على أسطح البنايات العالية، وخاصة فوق الأماكن التي كانت تعد مقرات رئيسية لمقاتلي تنظيم داعش في المدينة.

ودوت رشقات الرصاص المتقطعة التي أطلقها عناصر الجيش السوري في سماء المدنية ابتهاجا بتحريرها من تنظيم داعش، والتي مزقت الصمت الذي كان يلفها.

آثار مقاتلي تنظيم داعش لاتزال موجودة في بعض المقرات فهناك أغلفة لبعض الرسائل التي ذيلت بعنوان "دولة الخلافة الإسلامية ، ولاية حمص" وبعض الدفاتر التي كانت تخصص لفزر بعض المقاتلين على شكل مجموعات للقيام ببعض الأعمال ، بالإضافة إلى بعض الكتب التي تحمل فكر التنظيم الإسلامي المتشدد.

وصادر الجيش السوري كميات كبيرة من الأسلحة وقام بنقل مواد كانت تدخل في صناعة العبوات الناسفة والألغام من أحد المدارس التي حولها تنظيم داعش إلى معمل لتصنيع العبوات الناسفة.

وكان الجيش السوري قد أعلن يوم الأحد سيطرته الكاملة على مدينة القريتين بالريف الجنوبي الشرقي لمحافظة حمص بعد القضاء على آخر إرهابيي تنظيم داعش، بحسب وكالة أنباء ((سانا)).

وأشارت مصادر ميدانية إلى أن وحدات الجيش بالتعاون مع القوى المؤازرة تقدمت ظهر اليوم داخل مدينة القريتين من أكثر من محور بعد تفكيك العديد من العبوات الناسفة التي زرعها إرهابيو داعش على مشارف المدينة.

وتحدثت المصادر عن حالة انهيار كبيرة في صفوف تنظيم داعش بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها في مختلف أنحاء المدينة.

وقال ضابط سوري برتبة عميد في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الاثنين إن "مدينة القريتين كانت مدينة وادعة قبل دخول مقاتلي تنظيم داعش إليها والقيام بطرد سكانها الآمنين".

وأضاف الضابط السوري الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن "الهجوم على مدينة القريتين كان من ثلاثة محاور، التي أمنت الإحاطة بالمدينة من ثلاث اتجاهات من الاتجاه الجنوبي والشمالي الشرقي والجنوبي الغربي، الأمر الذي أدى إلى السيطرة على المدينة وانسحاب مقاتلي تنظيم داعش باتجاه الصحراء شرقا".

وأشار إلى الأهمية الإستراتيجية لهذه المدينة لكونها نقط وصل بين عدة مناطق بريف حمص مما جعلها تشكل معقلا آمنا لهم بعد تحرير مدينة تدمر الأثرية ، مؤكدا أن السيطرة عليها شكلت "ضربة قاصمة لهم".

وأضاف الضابط السوري أن "الجيش السوري خاض معارك عنيفة على مدار ثلاثة أيام"، مؤكدا أنه كان هناك دفاع مستميت من قبل تنظيم داعش قبل التفكير بالانسحاب منها".

وأكد أن بعض المدنيين الذين فروا من المدينة سيعودون إليها لاحقا بعد تأمين المدينة بشكل كامل وتمشيطها من الألغام والعبوات الناسفة، مضيفا أن "الجيش دخل المدينة ولم يجد فيها أي شخص"، مؤكدا أن المدينة "خالية من السكان حاليا".

وقال أحد الجنود الذين شاركوا في معركة السيطرة على المدينة لـ((شينخوا)) إن "المعركة كانت قاسية جدا، وقد استغرقت السيطرة على المدينة حوالي الشهر تقريبا"، مؤكدا أن مقاتلي تنظيم داعش قاموا بسحب جثث قتلاهم وانسحبوا شرقا باتجاه معبر التنف الحدودي مع العراق.

وأضاف الجندي السوري الذي حمل سكينا كبيرة بيده قائلا إن "إرهابي داعش كانوا بهذا الساطور أي (السكين الكبيرة) كانوا يقطعون رؤوس الجنود السوريين"، مؤكدا أن المدينة خالية تماما من السكان.

ولكن خلال تجوال فريق وكالة أنباء ((شينخوا)) داخل أحياء مدينة القريتين، لوحظ أن الأبواب مفتوحة والأثاث مازال موجودا بداخل تلك المنازل مع وجود بعض الأطعمة، ما يدل على أن الحياة كانت موجودة في المدينة، وأن السكان فروا مع مقاتلي تنظيم داعش باتجاه الشرق قسرا.

وبدوره قال ضابط سوري آخر فضل عدم الكشف عن اسمه لـ((شينخوا) أيضا إن "المجموعات الإرهابية قبل أن تترك المدينة قامت بحرق وتفجير عدد كبير من الأبينة الهامة، وزرعت عشرات العبوات الناسفة في أرجائها كي تعيق تقدم الجيش وتؤمن انسحابها بشكل آمن".

وأضاف الضابط السوري أن "هذه هي ثاني معركة يخوضها الجيش السوري مع تنظيم داعش ويهزمه بها في ريف حمص الشرقي"، مؤكدا أن مدينة القريتين خالية من الإرهاب تماما.

وفي دير مار إليان الذي حرق تنظيم داعش قسما كبيرا منه، وهدم القسم الآخر بالجرافات، لاتزال جدران هذا الدير التي لونت باللون الأسود شاهد على ما فعله مقاتلي تنظيم داعش في هذا المكان الذي يعود تاريخه إلى مئات السنين.

وقالت حياة عواد المسؤولة الإعلامية في محافظة حمص لـ((شينخوا)) إن "تنظيم داعش أراد طمس الهوية الحضارية والأثرية لسوريا التي تعود للآلاف من السنين"، مؤكدة أن دير مار إليان يعد معلما أثريا هاما في المدينة ولاسيما وأن القائمين عليه مازالوا يتكلمون اللغة السريانية، مشيرة إلى أنهم قاموا بنبش القبور، وتكسير الأيقونات وحرقها.

وأضافت أنه "قد تم العثور على كتب بداخل الدير تعود لتنظيم داعش وهي كتب تحمل أفكارا متشددة".

فقد فر عدد كبير من مسلحي تنظيم داعش من مدينة تدمر الأثرية نحو مدينة القريتين بعد أن تكبد التنظيم خسائر فادحة في الأرواح والأموال قبل نحو أسبوعين.

وكان الجيش السوري، عقب انتهاء معركة تحرير مدينة تدمر الأثرية في 25 مارس الماضي، قد أعلن عن بدء عملية تحرير هذه المدينة الهامة في معركة تحرير الأراضي السورية القابعة تحت سيطرة تنظيم داعش.

وكانت المدينة من المعاقل الإستراتيجية للتنظيم في البادية السورية وريف حمص، وتكمن أهمية القريتين التي سيطر عليها داعش في شهر أغسطس عام 2015 في أنها آخر نهاية التنظيم في ريف حمص الشرقي.

ويحتجز تنظيم داعش منذ السادس من أغسطس الماضي العديد من أهالي مدينة القريتين، ويرتكب بحقهم الجرائم ويفرض عليهم أفكاره المتشددة ويعتدى على أماكن العبادة حيث قام إرهابيون في 21 من الشهر ذاته بهدم دير مار إليان على الأطراف الغربية للمدينة بالجرافات وتدميره بشكل كامل.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×