مع إرتفاع المكانة الدولية للصين، أصبحنا نرى الوجوه الشابة الصينية في مختلف التظاهرات الدولية. وبمناسبة عيد الشباب الموافق لـ "4 ماي"، قامت صحيفة الشعب اليومية بإجراء مقابلات مع بعض الشبان الصينيين الذين شاركوا في تظاهرات دولية، وإستمعت لتجربتهم ومسيرتهم في الخروج إلى العالمية.
المشاركة النشطة في الفعاليات الدولية
قام طالب الماجستير وانغ هاي تشو، من جامعة الشعب الصينية، خلال شهر مارس الماضي، بزيارة إلى القطب الجنوبي، برفقة أكثر من 140 شخصية دولية بارزة في مجال التجارة، للمشاركة في برنامج "القيادة القطبية في القطب الجنوبي 2041"، الذي يهدف إلى توعية العالم بالإهتمام بالتنمية المستدامة.
الطالبة ماو هوي، من جامعة سوتشو، زارت الفلبين للمشاركة في الإجتماع غير الرسمي لقادة دول مجموعة الآبيك 2015، وشاهدت بأم عينها حوارات قادة دول العالم مع رؤساء الشركات الكبرى. وخاصة حوار أوباما مع ما يون، الذي مثل لها حافزا قويا.
الطالب ياو جيا، من الجامعة الصينية للبحار والمحيطات، زار كوريا الشمالية للمشاركة في ماراثون دولي، وخلال جريه في شواع كوريا الشمالية، قام طفل كوري يرتدي الزي الشيوعي ذو الياقة الحمراء، بالتصفيق معه يدا بيد، ثم خاطبه باللغة الصينية، قائلا: "ني هاو"، ماترك لديه إنطباعا عميقا.
ولا شك في أن مشاهدة مناظر مختلفة، والتعرف على الشعوب الأخرى والخروج من الصين، يساعد على توسيع حقل نظر ياوجيا.
تعريف العالم على الصين
خلال حواره مع الشباب الأجنبي، إكتشف وانغ هايتشو بأن الكثير من الأجانب لديهم أفكارا نمطية عن الصين. وماو هوي كان لديها نفس الإنطباع، "أحيانا كثيرة يكون البرود وسوء الفهم ناجما عن عدم المعرفة بالصين." تقول ماوهوي.
من جهة أخرى، تقول يوي جينغ، المشاركة في برنامج المنظمات الدولية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، أن أسلوب الحديث في الفعاليات الدولية مهم جدا. وبصفتها أول طالبة صينية تصل إلى الربع النهائي في المسابقة العالمي للخطابة باللغة الإنغليزية، تمكنت يوي جينغ من جذب إنتباه العديد من الطلبة بقدراتها الخطابية العالية.
"أحيانا كثيرة، علينا أن نتخطى حدود الدولة الواحدة، ونفكر في الأشياء من زاوية تطور البشرية." وخلال حديثها عن كيفية تعريف الصين إلى الأجانب، ترى يوي جينغ، أنه عند الحديث مع الأجانب عن مشكلة الإنبعاثات الكربونية في الصين، يجب عدم التركيز على حاجيات الصين في التنمية، بل يجب الوقوف على زواية أكبر والحديث عن أضرار التلوث على كافة البشرية.
نحلم بعالم أفضل
من خلال المشاركة في العاليات الدولية، أصبح الشباب الصيني يتمتع برؤية أوسع، وأصبح أكثر وعيا بأهمية الحديث في المنصات الدولية، وهناك عدد غير قليل من الشبان الصينيين الذين يطمحون إلى الإسهام بجهودهم في جعل العالم أفضل.
في هذا السياق، تقول ماو هوي:"لقد أدركت فجأة بأن معنى الحياة لا يكمن في حياة الرفاهية الفردية. بل في أن تكون متسامحا وبعيد النظر وحليما."
"نرغب في أن نجعل المزيد من الشبان الصينيين يسافرون إلى خارج الصين، ما سيساعدهم على توسيع حقل نظرهم الدولي ويبلغ صوت الشباب الصيني في السرح الدولي." يقول رئيس إجتماع آبيك الإفتراضي لشباب منطقة آسيا المحيط الهادي، قاو سين. وقد حصلت ماو هوي على فرصة للسفر إلى الخارج في إطار هذا البرنامج.
أتيحت للشباب الصيني خلال السنوات الأخيرة 3 قنوات رئيسية للمشاركة في العاليات الدولية: أولا، من خلال الجامعات؛ ثانيا من خلال مساعدة الأجهزة الحكومية والعمومية؛ ثالثا، البحث عن الفرص بشكل فردي. ووفقا للمطلعين، يحصل الشبان الصينيين خلال مشاركتهم في الفعاليات الدولية على مختلف أنواع الدعم، حيث تقدم الحكومة الصينية دعما للطلبة المتميزين للسفر إلى الخارج، كما تعتمد عدة جامعات صينية الإعفاء المتبادل للرسوم مع عدة جامعات أجنبية.
يطمح وانغ هاي تشو في أن يصبح إعلاميا بعد التخرج، ويأمل في أن يسمع صوته للمزيد من الناس. "كل شخص له القدرة في أن يؤثر في الآخرين، مثل الصخرة عندما تسقط في الماء فتثير موجات متتابعة."