انطلقت فعاليات "معرض الصين والدول العربية " في العاصمة المصرية القاهرة رسميا يوم 30 مايو الجاري ، ويقام المعرض سنويا في الصين، لكنه يعقد للمرة الاولى في مصر بعد بدء العمل رسميا بنظام التناوب في تنظيم المعرض بين الصين والدول العربية. ويعتبر المعرض منبرا هاما للحوار رفيع المستوى، والاتصالات السياسية، التعاون الاقتصادي والتجاري، التبادلات الثقافية بين الصين والدول العربية، ويتزايد نفوذه تدريجيا في العالم العربي.
ميراث الصداقة ، عرض سحر موطن مسلمين صينيين
تقام فعاليات معرض الصين والدول العربية حول "بناء الحزام والطريق، تعميق التعاون الصيني ـ المصري" والتي تستمر ثلاثة أيام ، تحت رعاية حكومة منطقة نينغشيا ذات الحكم لقومية هوى الصينية، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة المصرية.
قالت رئيسة منطقة نينغشيا ليو هوى في كلمة القتها خلال افتتاح معرض الاستثمار والتجارة الصيني والمصري، أحد فعاليات المعرض، أن نينغشيا محطة هامة على طول طريق الحرير، وملائمة للعيش، والعمل، وممارسة الاعمال التجارية والسفر وريادة الأعمال، وبصفتها المستضيف الدائم لمعرض الصين والدول العربية، تمتلك ميزة فريدة في عملية الانفتاح على الغرب والتعاون الصيني العربي. كما أن التعاون بين نينغشيا ومصر في التبادل التجاري والتعليمي جيد جدا، ويتم التعاون الودي وتبادل الطلاب بين جامعة نينغشيا ومحافظة الفيوم، جامعة الإسكندرية وجامعة قناة السويس، كما لا يزال فضاء التعاون بين نينغشيا ومصر واسعا.
وقال جيانغ تسنغ وي رئيس المجلس الصيني لترويج التجارة الدولية، أن نينغشيا تتمتع بمزايا خاصة بها، وتبادر في بناء " الحزام والطريق"، لتصبح منطقة نموذجية للانفتاح في الأراضي الداخلية الصينية، ونقطة ارتكاز استراتيجية لتنفيذ مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وذلك من خلال تنظيم المعارض الصينية العربية وتعزيز بناء منطقة صناعية في نينغشيا وغيرها من المبادرات الاخرى، وهي قدوة رائدة في التعاون بين الصين والدول العربية.
وشارك في افتتاح فعاليات معرض “الصين والدول العربية” الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري الأسبق الذي كان في زيارة لنينيشغيا قبل شهر واحد فقط، وأعرب عن اعجابه بالجو الاسلامي الذي يسود نينغشيا ومدى حبه لها. كما أعرب عن ثقة الكاملة بتطوير العلاقات بين مصر والصين الى افضل وافضل. وقال أنه يتطلع الى رؤية المزيد من الاصدقاء القدامى من نينغشيا في مصر، وكسب المزيد من الأصدقاء الجدد.
التنمية المشتركة تحمل روح طريق الحرير إلى الأمام
يوم 30 مايو الجاري هو يوم خاص. قال السفير الصيني بالقاهرة سونغ اي قوه، أن العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر تاسست قبل 60 سنة من اليوم ، وهو بداية تاريخ التعاون بين الصين والعالم العربي والقارة الافريقية. وحقق البلدان تعاونا مثمرا في مختلف المجالات، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لمصر لمدة ثلاث سنوات متتالية، ووصل حجم التجارة الثنائية العام الماضي 12.9 مليار دولار امريكي، وتبلغ قيمة الاستثمارات الفعلية الصينية في مصر اكثر من 6 مليارات دولار امريكي، مما خلق فرص عمل كثيرة. وتسعى الصين بما في ذلك مصر الى تعزيز العمل المشترك لبناء " الحزام والطريق" من أجل تحقيق التنمية المشتركة والرخاء.
وقال محمد مدير عام دار المعـــرفة للطباعة والنشر في مصر أن دار المعرفة للطباعة والنشر باعتبارها اكبر دار النشر في مصر والعالم العربي، على استعداد للتعاون مع دور النشر والتوزيع في الصين. وأن التعاون الثقافي جزء مهم من التعاون الصيني العربي ، ويساعد كثيرا على تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين.
ويعتقد نائب الامين العام لمعرض الصين والدول العربية اللبناني قاسم طفيلي، أن المعرض دخل مصر في الوقت المناسب، حيث تعمل الصين على دفع علاقاتها مع الدول العربية، وتسعى لربط سياسات ومرافق وتجارة ورؤوس اموال وقلوب شعوب الجانبين من خلال " الحزام والطريق". وتساعد مجموعة الفعاليات والانشطة التي يقدمها المعرض في مختلف المجالات في تعميق التفاهم المتبادل بين الصين والدول العربية. وقاسم طفيلي أحد مناشدين لتنظيم فعاليات "معرض الصين والدول العربية "، قائلا: "معرض الصين والدول العربية لا ينبغي ان يكون احد المعارض المنفردة، وأنما يكون له اصداء عديدة، وانطلاقه اليوم من مصر هو مجرد بداية، ونأمل أن يدخل المعرض دول عربية اخرى لتعزيز التنمية المشتركة والعادلة."
تسلمت مصر شارة ضيف الشرف للدورة الثالثة من معرض الصين والدول العربية، والتي ستعقد في عام 2017 بمدينة ينتشوان عاصمة مقاطعة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غرب الصين، ويرى العديد من المصريين أنهم سينتهزون هذه الفرصة لتعزيز التعاون بين الصين ومصر في مجالات عديدة، وسيسعون جاهدين لجعل معرض الصين والدول العربية أكثر واكثر اثارة.