(الصورة الارشيفية) |
واشنطن 11 يونيو 2016 / قال خبير أمريكي إن الحوار الصيني-الأمريكي السنوي رفيع المستوى الذي اختتم هذا الأسبوع في بكين قد يساعد البلدين على تجنب الأخطاء في السياسات بشأن جانب الاقتصاد الكلي ومنع النزاع بشأن بحر جنوب الصين.
وقال دافيد دولار، الزميل البارز بمؤسسة بروكينغز، في مقابلة حديثة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، " أريد أن أقول إن الشئ الأهم هو إنهم أجروا مناقشات جيدة" حول سياسات الاقتصاد الكلي ما يمكن أن يساعد على تجنب الأخطاء في هذا الصدد.
وأضاف دولار، المسؤول السابق في البنك الدولي ووزارة الخزانة الأمريكية، أن ستانلي فيشر، نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حضر الحوار الصيني-الأمريكي الثامن الاستراتيجي والاقتصادي الذي عقد في بكين يومي الاثنين والثلاثاء "وتحدث عن احتمال رفع أسعار الفائدة".
وأكد دولار إن السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي "سيكون لها تأثير كبير" على الاقتصادين الصين والعالمي ولاسيما على سياسة أسعار الصرف الصينية.
وقال " أعتقد أنه من الجيد أن تكون هناك مناقشة صريحة تقلل من إمكانية ارتكاب أخطاء في السياسات كأن " يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بسرعة كبيرة جدا في ضوء مضي الاقتصاد الأمريكي" أو" أن تسيئ الصين إدارة سعر صرف عملتها".
وقال نائب وزير المالية الصيني تشو قوانغ ياو الأسبوع الماضي إن الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يتواصل بشكل أفضل مع الصين والأسواق المالية بشأن قراراته المتعلقة بأسعار الفائدة، مشيرا إلى أنه يتعين على أكبر اقتصادين في العالم أيضا تعزيز التنسيق والتعاون بشأن السياسات.
ومن المقرر أن يجتمع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل لتحديد ما إذا كان البنك المركزي سيقوم برفع أسعار الفائدة.
وقالت رئيسة الاحتياطي الفيدرلي جانيت يلين يوم الاثنين إن رفع أسعار الفائدة بشكل تدريجي سيبقى ملائما ، إلا أنها تجنبت إعطاء موعد دقيق لخطوة البنك المقبلة. ويرى اقتصاديون الآن أن الاحتياطي الفيدرالي على الأرجح سيقدم على رفع أسعار الفائدة في سبتمبر أو يوليو على ما يحتمل.
وبينما يبدو صعبا التنبؤ بنتائج محددة للحوار الصيني-الأمريكي رفيع المستوى في السنة الأخيرة لإدارة أوباما، إلا أن الجانبين أحرزا " بعض التقدم الخاص" في التعاون المالي " حيث " تمضي الصين قدما بالتحرير المالي"، على ما يقول دولار.
وستمنح الصين الولايات المتحدة حصة بقيمة 250 مليار يوان ( 38 مليار دولار أمريكي) فى إطار برنامج المستثمر المؤسسي الأجنبي المؤهل بالرنمينبي فضلا عن تعيين بنك صيني وآخر أمريكي لتسوية الأعمال بالرنمينبي في الولايات المتحدة، وفقا لبيان مشترك صدر عقب الحوار.
وقال دولار " إنه أمر فني صغير، بيد أنه جزء من انفتاح الصين... وسيساعد ذلك على تدويل الرنمينبي، وإبقاء البنوك الأمريكية منخرطة في هذا التطور الجديد".
كما اتفق الطرفان على تسريع المفاوضات بشأن معاهدة الاستثمار الثنائي خلال الحوار.
وقال نائب رئيس مجلس الدولة الصيني وانغ يانغ في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء إن البلدين سيتبادلان عروضا جديدة بشأن القائمة السلبية عن القطاعات المغلقة أمام الاستثمار الأجنبي في منتصف يونيو.
وقال دولار " إذا كان ذلك في الإمكان، فمن المحتمل أن يكون عرضا جيدا جدا جدا"، مشيرا إلى " أنها عملية صعبة-- وربما قد تستمر إلى الإدارة الأمريكية القادمة".
وكانت آخر مرة تبادل الجانبان عروض القوائم السلبية في مطلع سبتمبر العام الماضي قبيل زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الولايات المتحدة.
وحث شي يوم الاثنين الجانبين على تعزيز التنسيق بشأن سياساتهما الاقتصادية الكلية والتوصل الى معاهدة الاستثمار الثنائي في أقرب وقت ممكن.
وقال دولار إن الجانبين " يتعاونان جيدا" بِشأن القضايا الاستراتيجية رغم استمرار الخلاف بشأن قضية بحر الصين الجنوبي.
وأكد أن " الجانبين لديهما مصلحة كبيرة في تجنب الصراع بشأن بحر الصين الجنوبي"، معتقدا أنهما قادران على تحقيق ذلك.
ويوجد "قدر كبير من التعاون" بين الجيشين الصيني والأمريكي في مجالات مختلفة، بحسب قول دولار، مشيرا إلى أن الاتصال المتزايد "يقلل من خطر سوء الحسابات".
ودعا عضو مجلس الدولة الصيني يانغ جيه تشي يوم الثلاثاء الولايات المتحدة إلى لعب دور بناء في الحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصني الجنوبي.
وقال يانغ في مؤتمر صحفي إنه" من المهم حماية السلام والاستقرار الاقليميين" مؤكدا أن النزاعات الاقليمية والبحرية فى بحر الصين الجنوبى يجب تسويتها عن طريق المفاوضات السلمية والمشاورات من جانب الدول المعنية.