واشنطن 11 يونيو 2016 / قال خبير أمريكي إن تحرك الفلبين الأحادي الجانب باتجاه التحكيم الدولي حول نزاع بحر الصين الجنوبي سيضر بآفاق حل القضية سلميا عبر التفاوض.
وقال ويليام جونز، رئيس مكتب واشنطن لمجلة (( إكسيكوتيف انتلجيانس ريفيو)) التابعة للحزب الجمهوري الأمريكي، في مقابلة أجرتها معه وكالة ((شينخوا))، إن الصين أرادت حل القضية عبر التفاوض بيد أن الفلبين بدعم من الولايات المتحدة أحست بأنها قد " تلعب كرة قاسية أو تتشدد" في هذه القضية من خلال أخذ النزاع الى التحكيم.
وقال جونز " التحكيم عادة يحدث عندما لا ينجح طرفان في التفاوض حول مشكلة. بيد أن تصرف مانيلا بعيد عن ذلك تماما، لأنه لم تكن هناك مفاوضات من الأساس بين الفلبين والصين بشأن هذه القضية".
وقال إن الصين تتمسك بموقف عدم القبول أو المشاركة في التحكيم، مشيرا إلى أن بكين لديها " أسبابها المشروعة" للأخذ باتفاقية الأمم المتحدة بشان قانون البحار.
وفي تحليله لنوايا مانيلا من وراء التحكيم، قال جونز إن الفلبين شعرت بأنه بغض النظر عن أي قرار ستتخذه المحكمة، ستعطيها عملية التحكيم نفسها مساحة معينة للمناورة في تأكيد مطالبها في بحر الصين الجنوبي.
في الوقت نفسه، قال إن الولايات المتحدة قد تستخدم التحكيم كوسيلة لتقليل مطالب الصين الإقليمية وتعزيز حلفائها، لأن " نمو الصين، ولاسيما نموها البحري، ينظر إليه كتهديد من قبل جزء كبير على الأقل من النخبة في الولايات المتحدة"، مضيفا أن البلدين أي الولايات المتحدة والفلبين يران ميزة معينة من محاولة تقويض المطالب الإقليمية المشروعة للصين، معتقدا أن المطالب التاريخية للصين في بحر الصين الجنوبي " حقيقية وغير قابلة للدحض".
كما ندد الخبير بالدعم الأمريكي للتحكيم، قائلا إنه يتناقض مع موقف واشنطن عدم التحيز لأي من الجانبين في القضية.
وقال إن الولايات المتحدة "انحازت بالفعل" من خلال تشجيع الفلبين على تأكيد مطالبها " بصورة أكثر خشونة، ما يجعل التوصل الى مفاوضات ناجحة أمرا صعبا".
وأضاف أن " التدخل ودور الولايات المتحدة حقيقة أصبحا الجزء الأكثر خطورة في القضية".
كما دحض جونز في حواره مع ((شينخوا)) الإدعاء بأن الصين عسكرت منطقة بحر الصين الجنوبي بقيامها بأعمال استصلاح ومشاريع إنشائية.
وقال " يمكنكم عد عدد السفن وعدد الطرادات الحربية المصنوعة في الولايات المتحدة والسفن البحرية المتحالفة في الجوار، وأعتقد أن العسكرة في الحقيقة من قبل طرف الولايات المتحدة".
وأضاف جونز أن حرية الملاحة في المنطقة لم تتعرض لتهديد أبدا" وبالتأكيد لن يحدث ذلك من قبل الصينيين".
وقال إن " التجارة الصينية تعتمد جدا على حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي للحصول على ما تحتاج لدعم سكانها. وبالتالي لا يوجد مبرر لتهديدها".