الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخباري: الأزمة السورية وغلاء الأسعار غيرت حياة الكثيرين من السوريين

2016:06:19.10:12    حجم الخط    اطبع

دمشق 18 يونيو 2016 / في بيت يخلو من الشروط الصحية والملائمة للعيش يسكن ابو منهل الذي فر من الريف الشمالي لمحافظة حلب (شمال سوريا) منذ عدة سنوات، ليستقر به الحال في مدينة جرمانا بريف دمشق الشرقي، في بيت على الهيكل مع اسرته وأخته المطلقة.

أبو منهل وعمره (29 عاما) كان يعيش مع افراد اسرته، في بلدة خشاشة الكبيرة في ريف حلب الشمالي حياة جيدة ومستقرة ويعمل في مجال زراعة الأراضي، انقلبت حياته رأسا على عقب بعد نشوب الازمة السورية في مارس 2011، ووقوع الاشتباكات العنيفة في بلدته ليعش منذ سنتين تقريبا في منزل على الهيكل في أوضاع إنسانية مؤلمة وصعبة جدا.

وقال أبو منهل الذي جلس على فراش رقيق في غرفة وضع على نوافذها قطع من القماش كي تمنع دخول الهواء منها لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق اليوم (السبت) إن " حياتنا كانت هادئة ومستقرة اقتصاديا، ونعمل في مجال زراعة الأراضي ونملك نقودا كافية، نشتري ما نشتهي من الأطعمة والملابس ".

وتنهد أبو منهل قائلا ام الآن " فنحن نعيش أياما صعبة .. واحيانا كثيرة ننام بلا طعام بسبب غلاء الأسعار وقلة الدخل وعدم توفر العمل ".

وأضاف إن " طفلين صغيرين لديه ويحتاجان إلى راعية خاصة وطعام خاص وحليب، وانا اعمل يوما واجلس عدة أيام أخرى بلا عمل "، لافتا إلى أنه يدفع ايجار البيت 10 الاف ليرة سورية شهريا، وهذا بحد ذاته يشكل عبئا كبيرا عليه، إضافة لتأمين الطعام البسيط لعائلته المؤلفة من 6 افراد.

وتابع يقول " اقف يوميا في ساحة جرمانا واقوم بنقل مواد البناء على ظهري إلى طوابق متعددة، واكسب منها حوالي الف ليرة أي ما يعادل (2 دولار)، وهي لا تكفي لشراء طعام الغداء " .

وأوضح أن الازمة التي تمر بها البلاد وغلاء الأسعار " غيرت حياتنا كثيرا، ونحن نعيش أياما صعبة وقد استغنت العائلة عن الكثير من الأصناف بسبب الغلاء ".

وأضاف " هذا البيت الذي أعيش به حاليا يخلو من أي مواصفات صحية للعيش، ويخلو من الخدمات الأساسية ، في الشتاء برد قارص، وفي الصيف حر شديد " ، مبينا أن هذا الأثاث البسيط الموجود بداخل المنزل ليس له وانما لزميله الذي سافر الى لبنان وترك له كل شيء.

ونظر بحسرة إلى طفله الذي راح يصرخ قائلا " انا جائع أريد طعاما " وقال أبو منهل " عندما انزل الى السوق هناك أشياء كثيرة لا استطاع ان اشتريها مثل اللحمة وبعض الفاكهة بسبب ارتفاع أسعارها، واحيانا اتخيل انني احملها إلى المنزل لاطفالي " .

وأشار أبو منهل إلى انه يحتاج الى 25 الف ليرة سورية شهريا كي يعيش بالحد الأدنى، بالإضافة لعمله اليومي، كي يتمكن من دفع ايجار البيت، وبعض مستلزمات الحياة الضرورية ، مؤكدا ان اهل الخير يقدمون له الكهرباء والماء مجانا بكميات قليلة .

وقال " أتمنى العودة الى حلب وان اعمل في زراعة الأرض وأنا أعيش من اولادي في منزلي الذي تركته " .

من جانبها، قالت زوجته التي جلست بجانب احد أبواب المنزل مع طفلها الصغير وهي ترتدي ثيابا يبدو أنها قديمة " أحيانا اكذب على الأولاد واقدم لهم كأسا من الشاي مع خبز يابس، او قليلا من اللبن ، وكثيرا من الاحيان ينامون وهم جياع لان زوجي لم يعمل اليوم ، ولم يحصل على نقود " .

وأضافت وعيناها اغرورقت بالدموع وبدأ صوتها يرتجف " أحزن كثيرا عندما انزل الى السوق ولا استطيع ان اشتري كل ما ارغب به واحيانا ابكي لأن الأولاد يشتهون الكثير من الاكلات والفاكهة ، وانا كذلك الامر اشتهي بعض الأطعمة ولا استطيع ، فهذا يشكل لنا حسرة كبيرة ، وأتساءل كيف كنا وكيف اصبحنا بعد سنوات من نشوب الازمة " .

وأضافت " أحيانا اطلب من أصحاب المحلات الطعام فبعضهم يعطني وبعضهم الاخر لا يرضى "، مؤكدة أن " حياتنا صعبة جدا وفيها مشاهد مؤلمة تبكي الصخر " .

وتابعت تقول " غلاء الأسعار دمرنا وحرمنا الكثير من الأطعمة فنحن لا يدخل على بيتنا الا كيلو من البندورة أو الكوسا أو الباذنجان لان سعرها رخيص اما اللحمة فهي من الاحلام ".

ودخلت ام منهل إلى مطبخها الصغير الخالي من كل شيء ، لتحضر طعام الغداء وتحولق الأطفال حولها، وهم ينتظرون نضوج الطعام البسيط، لتخرج بعد نصف ساعة ومعها صينية فيها قليل من طعام الكوسا وربطة خبز فيها عدة ارغفة.

وتعبيرا عن فقرها وامتعاضها من الحياة بسبب غلاء الأسعار، تقول ام منهل إنه " حتى اذا مرض أحد الأولاد لا نستطيع ان نأخذه الى الطبيب ، بسبب عدم توفر المال اللازم " ، لافتة إلى أن اسنانها تؤلمها منذ عدة أيام ولا تستطيع إصلاحها او مداواتها بسبب الوضع الاقتصادي وغلاء أجور المعاينة لدى أطباء الاسنان.

وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أصدرت، يوم الخميس الماضي ، 3 قرارات تقضي برفع سعر ليتر البنزين 65 ليرة وليتر المازوت 45 ليرة واسطوانة الغاز المنزلي 700 ليرة.

ونصت القرارات التي اصدرها وزير التجارة الداخلية جمال شاهين على تعديل سعر ليتر البنزين ليصبح 225 ليرة وليتر المازوت ليصبح 180 ليرة، وسعر اسطوانة الغاز المنزلي لتصبح 2500 ليرة.

وكشفت دراسة اجرتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (اسكوا) أواخر الشهر الماضي، ان أكثر من 80 % من سكان سوريا يعيشون حاليا تحت "خط الفقر" ، جراء الازمة التي تمر بها البلاد منذ أكثر من 5 أعوام، والتي اثرت على كافة قطاعات الحياة السورية.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×