تشهد الساحة الاعلامية مؤخرا أخبار سارة تبشر بتراجع قوة تنظيم " الدولة الاسلامية " في ميادين المعركة. كما تهتف بعض وسائل الاعلام الى قرب نهاية التنظيم بعد وصوله طريق مسدود، وبدأت جميع الاطراف تتحرك نحو الحصول على نصيب مهم من " الكعكة" مستقبلا. فما حقيقة قرب نهاية تنظيم " الدولة الاسلامية"؟
تورم مواقع تنظيم " الدولة الاسلامية"
يعيش تنظيم " الدولة الاسلامية " أياما صعبة وغير مريحة في الآونة الاخيرة. وذكرت جريدة الغارديان البريطانية، أن " الدولة الاسلامية " تشهد أكبر هزيمة منذ تاسيسها، حيث خسرت أكبر أربع مناطق، أي، الفلوجة والموصل في العراق والرقة وحويجة في سوريا.
يواجه تنظيم "الدولة الاسلامية" ضغوطات حادة حاليا. قال دونغ مان يوان، باحث في معهد الصين للدراسات الدولية في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية:" من جهة، أدت الضربات الجوية الامريكية والروسية الى القضاء على القيادات الأساسية لتنظيم وخسائر كبيرة ساهمت في تراجعه في القتال، ومن جهة أخرى، الخسائر الفادحة التي مني بها تنظيم " الدولة الاسلامية" في مستودعات الذخيرة وتدمير مرافق انتاج النفط والتخزين، مما أدى الى صعوبة التمويل وتأمين إمدادات الأسلحة والذخيرة."
في الواقع، وضع " الدولة الاسلامية" سلبي للغاية. وقال لي شاو شيان مدير معهد بحوث الصين والدول العربية في جامعة نينغشيا في مقابلة صحيفة الشعب اليومية:" تطور " الدولة الاسلامية" يمكن تقسيمه الى ثلاث مراحل، من عام 2014 الى النصف الاول من عام 2015، المرحلة الهجومية والسيطرة على مدن كثيرة. النصف الثاني من عام 2015، مرحلة الدفاع وتقلص المواقع. منذ مارس 2016 ، دخلت المرحلة الثالثة."
لا يمكن الفوز في المعركة إلا بإرسال القوات البرية
تعتبر الضربات الجوية الامريكية التي بدأت في سبتمبر 2014 والضربات الجوية الروسية في بداية سبتمبر 2015 وراء الخسارة الكبيرة التي منيت بها "الدولة الاسلامية" مؤخرا. قال دونغ مان يوان،" توجيه أمريكا وروسيا أكبر دولتين قويتين ضربات جوية ضد هدف واحد، لم نشهده منذ انتهاء الحرب الباردة."ومع ذلك، هذا لا يعني أن " الدولة الاسلامية" على وشك الانهياز.
إن عدم مشاركة قوات برية في القتال يجعل تدمير " الدولة الاسلامية" صعب في الوقت الحاضر. وأعتقد أن المعركة النهائية ستكون في الموصل، لكن، على ما يبدو أن القوات الحكومية العراقية ليس قادرة على التغلب عليها. قال لي شاو شيان، " في الواقع، تفهم أمريكا جيدا، أنه لا يمكن الفوز في المعركة دون وجود قوات برية قوية في ساحة المعركة. في الماضي، أنفقت أمريكا كثيرا في تدريب القوات العراقية، ولكن النتائج أثبتت أن هذه الجهود باءت بالفشل."
"يعتبر الوضع الحالي أكثر ملائمة للقوات الحكومية، ولكن لا يمكن تحقيق الفوز بالمعركة في الموصل وغيرها من الاماكن الأخرى على المدى القصير." قال دونغ مان يوان، " مواجهة " الدولة الاسلامية" في ساحة المعركة غير مواتي في الوقت الراهن، فبدأوا تغيير التكتيكات. على سبيل المثال، في العراق، من جهة، يتخذون الأبرياء دروعا بشرية لتضطر أمريكا وروسيا التوقف للهجوم وتجنب وقوع كارثة انساية. من جهة أخرى، صنعت التفجيرات المتكررة في بغداد لاثارة احتجاجات شعبية، حتى لا يمكن لقوات الحكومة العراقية التركيز على المعركة. ومعدات الجيش العراقي جيدة حقا، لكن قدرتهم للقتال مثيرة للقلق."
هل يستمر صمود تنظيم" الدولة الاسلامية" في مواجهة هجمات قوات متعددة الجنسيات؟
يستقر تنظيم "الدولة الاسلامية" في العديد من الأماكن، بما في ذلك شبه جزيرة سيناء ، ليبيا وأفغانستان وغيرها. كما أعلنت العديد من المنظمات عن مبايعتها لتنظيم" الدولة الإسلامية "، بما في ذلك جماعة "بوكو حرام" الإرهابية في نيجيريا، وفصائل عديدة من حركة طالبان، وغيرها. اليوم، يمكن لـ " الدولة الاسلامية" مواصلة "الجهاد" لمواجهة الضربات الجوية الامريكية والروسية ، مما سيجتذب متابعة المزيد من المنظمات الصغيرة." قال دونغ مان يوان،أن تنظيم " الدولة الاسلامية" عدّل استراتيجيتة أيضا، ويشكل تهديدا كبيرا نسبيا لاوروبا، مما اضطرت الاخيرة لزيادة الاستثمار في مكافحة الإرهاب. وعلى المدى المتوسط والطويل، سوف يتأثر هذا سلبا في ساحة محاربة الإرهاب في سوريا والعراق."
"" الدولة الاسلامية" هي عدو العالم، وسيقضي عليها عاجلا او آجلا. لكن، التوازن في المنطقة كسر بعد الحرب في العراق. ولا تزال قوة ممثلين " الدولة الاسلامية" موجودة." قال لي شاو شيان ، عنصر عدم اليقين في مستمر دائما في المنطقة. تماما مثل ما أشار إليه دونغ مان يوان:" باختصار، لا يزال هناك طريق طويل أمام المجتمع الدولي للقضاء على تنظيم " الدولة الاسلامية" كممثل للارهاب والتطرف."