ترامب : لا يحق للولايات المتحدة وعظ البلاد الأخرى وهى تواجه فوضى داخلية

واشنطن 21 يوليو 2016/نقلت صحيفة نيويورك تايمز اليوم(الخميس) عن المرشح الرئاسى الجمهورى دونالد ترامب قوله إنه ليس للولايات المتحدة الحق فى إسداء المواعظ للدول الأخرى فى الوقت الذى تواجه فيه الولايات المتحدة الفوضى فى داخلها .

وقال ترامب فى مقابلة مع الصحيفة عشية قبول الترشيح فى المؤتمر الوطنى للحزب الجمهورى فى كليفلاند بولاية أوهايو، إنه ينبغى على الولايات المتحدة أن " تعالج الفوضى التى تعانيها داخليا " قبل محاولة تغيير سلوك البلاد الأخرى .

وقال ترامب " لا أظن أنه لدينا الحق فى وعظ الآخرين .كيف نعظ الآخرين فى الوقت الذى يقوم فيه الناس لدينا بإطلاق النار على رجال الشرطة بدم بارد؟ "

وكان ترامب يشير بقوله هذا إلى حادثى إطلاق النار من جانب اثنين من السود المسلحين ، واللذين وقعا مؤخرا وأسفرا عن مقتل 8 من ضباط الشرطة وجرح عشرات آخرين ، حيث كان الحادثان على ما يبدو انتقاما لمقتل اثنين من السود على يد الشرطة فى ولايتى لويزيانا ومينيسوتا، وهما الحادثان اللذان أشعلا الاحتجاجات عبر البلاد وسط تزايد التوترات العرقية .

وأضافت الصحيفة ان ترامب ، قبيل حديثه أمام المؤتمر الوطنى للحزب الجمهورى ، صرح بأن بقية دول العالم سوف تتعلم أن تتأقلم مع سياسته الخارجية التى سوف تختلف بشكل كبير مع تقاليد الحزب الجمهورى منذ الحرب العالمية الثانية .

وأضاف ترامب أنه يفضل أن يظل متمسكا بالاتفاقيات الراهنة فقط إذا ما توقف الحلفاء عن استغلال ما أسماه ترامب بحقبة السخاء الأمريكى والتى لم تعد الولايات المتحدة قادرة على الاستمرار فيها ، بحسب نيويورك تايمز .

وخلال المقابلة ، كرر الملياردير المتهور ترامب تحديد المصالح الأمريكية العالمية بتعبيرات اقتصادية خالصة . وزاد ترامب على ذلك بأن أثار التساؤلات حول ما إذا كان ، حال انتخابه رئيسا، سوف يمدد بشكل تلقائى فترة الضمانات الأمنية الأمريكية للحلفاء فى الناتو .

ولدى سؤاله عما إذا كان سيقدم المساعدة إلى دول البلطيق فى حلف الناتو حال مهاجمة روسيا لتلك الدول ، قال ترامب إنه سوف يقرر مد يد العون لتلك الدول فقط عند النظر فى مدى " تنفيذ تلك الدول لالتزاماتها تجاهنا . "

وقال ترامب " لو نفذوا التزاماتهم تجاهنا ، سوف تكون الإجابة هى (نعم) "

واضاف ترامب - بحسب نيويورك تايمز- أنه على استعداد للانسحاب من اتفاقية أمريكا الشمالية للتجارة الحرة مع المكسيك وكندا، إذا لم يستطع التفاوض بشكل جذرى حول شروط أفضل للولايات المتحدة .

وتابع ترامب، انه برغم أفضلية نشر القوات الأمريكية خارج البلاد، فإن ذلك فى الوقت نفسه ليس أمرا ضروريا .

وأضاف ترامب أنه إذا كانت هناك حاجة لنشر قوات أمريكية،فإن الولايات المتحدة استطاعت دائما أن تنشر قوات من داخل الأرض الأمريكية، وهو ما سوف يكون " اقل تكلفة إلى حد كبير".

وتعليقا على محاولة الانقلاب الفاشلة فى تركيا والتى أثرت بشكل سلبى على العلاقات الأمريكية - التركية حيث اتهمت تركيا رجل دين تركيا مقيم بالولايات المتحدة بتدبير الانقلاب، أشاد ترامب بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان " لقدرته على التغلب على ذلك ".

وعلى العكس من إدارة أوباما، لم يحث ترامب تركيا على احترام حكم القانون فى حملتها الكبيرة التى أعقبت الانقلاب،وعملية التطهير العسكرى التى تجرى فيها .

وقال ترامب فى تصريحاته للصحيفة " حينما يرى العالم مدى سوء الولايات المتحدة ، ثم نأتى بعد ذلك للحديث عن الحريات المدنية، فلا أعتقد حينها أننا سوف نقوم بدور النبى على نحو لائق".

ودعا ترامب الرئيس السورى بشار الأسد ب " الرجل السىء" غير أنه أضاف أن تنظيم الدولة الارهابى يشكل خطرا أكبر كثيرا من بشار بالنسبة للولايات المتحدة .

كما تعهد المرشح الجمهورى بتخصيص اعتمادات مالية كبيرة لتعزيز القدرات العسكرية، بدءا بتحديث الترسانة النووية الأمريكية ، موضحا " لدينا الكثير من الأسلحة التى عفا عليها الزمن".