الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تقرير إخباري : اندثار صناعة "عسل التمر" شرقي العراق

2016:08:08.08:53    حجم الخط    اطبع

بعقوبة، العراق 7 أغسطس 2016 / تشتهر محافظة ديالى شرقي العراق منذ زمن طويل بصناعة عسل التمر أو ما يسمى محليا بـ "الدبس"، الا ان هذه الصناعة ورغم كونها تمثل موردا اساسيا لمناطق واسعة، بدأت بالانهيار بعد عام 2003 لتصل إلى الاندثار نتيجة لعدة اسباب ابرزها قلة الدعم الحكومي والتدهور الامني.

وقال ابراهيم حمودي (76 عاما) والذي يعد من اقدم صناع عسل التمر قرب بعقوبة، مركز المحافظة لوكالة أنباء (شينخوا) إن " صناعة عسل التمر أو ما نسميه بــ" الدبس" هو غذاء برز وجوده منذ زمن طويل، وهناك دراسات تؤكد أن الحضارات القديمة في وادي الرافدين هي من اكتشفته واصبح فيما بعد احد اهم الصناعات الغذائية نتيجة ما يوفره من غذاء حيوي فيه فوائد كثيرة لجسم الانسان".

وأضاف حمودي إن " الدبس يعتمد بالاساس على أنواع محددة من التمور، وكان يجري صناعته بعدة طرق لكن اشهرها ما يعرف بـــ (طريقة الشمس) والتي يعد الاكثر رغبة من قبل الاهالي ويتميز بلونه الاصفر الغامق على خلاف انواع الدبس الاخرى".

وتتم صناعة الدبس بطريقة الشمس عن طريق جمع التمور، ووضعها تحت اشعة الشمس اللاهبة لعدة ايام، ثم تجمع في اكياس خاصة من القماش المثقب، ومن ثم يتم عصر هذه الاكياس عن طريق وضع احمال ثقيلة عليها، ليخرج الدبس من الثقوب.

اما الطريقة التقليدية لصناعة الدبس فيتم وضع التمر في قدور كبير فيها ماء وتشعل النيران تحتها إلى ان تغلي وتبقى تغلي لعدة ساعات، ثم تترك لتبرد ومن ثم يتم عصرها وعزل النوى، ثم تخزن، وتسوق.

وذكر حمودي، الذي كان يملك معملا صغيرا لانتاج الدبس، اضطر الى اغلاقه منذ نحو 10 سنوات بسبب الاوضاع الامنية، أن صناعة عسل التمر (الدبس) عانت من التدهور بعد عام 2003 ، والان وصلت إلى حافة الاندثار الحقيقي بعد اغلاق اغلب المعامل الاهلية المختصة بهذه الصناعة.

وتتميز محافظة ديالى باحتوائها على أكثر من 50 الف دونم (الدونم 2500 متر مربع) من بساتين النخيل والتي تحوي مئات الاصناف من التمور ابرزها الزهدي والخستاوي والبرحي والخضراوي.

وعانت ديالى بعد عام 2003 من اضطرابات امنية ارتفعت وتيرتها بشكل دامي بين اعوام 2005 و 2008 حصدت ارواح آلاف المواطنين وسببت نزوح اكثر من 45 ألف اسرة ما ادى الى تعطل العديد من مجالات الحياة، وخاصة البساتين التي استغلتها الجماعات المسلحة للاختباء بها بعد ان منعت اصحابها من الدخول اليها.

اما عيسى وادي (55 عاما) صاحب معمل صغير لانتاج الدبس قال " إن 99 بالمائة من نوافذ انتاج الدبس متوقفة حاليا عن العمل منذ سنين لعدة اسباب منها قلة الدعم الحكومي خاصة ترك الحدود مفتوحة امام الاستيراد والذي يكون باسعار زهيدة للغاية اضافة الى ان اغلب المناطق التي كانت تتميز بانتاج الدبس عانت من تدهور امني خطير دفع إلى اغلاق المعامل الاهلية ونزوح اصحابها إلى مناطق أخرى بعد ان تركوا مهنتهم الاصلية".

إلى ذلك، أشار عدي العبيدي (62 عاما) وهو من صناع الدبس في المقدادية (40 كم) شمال شرق بعقوبة إلى وجود سبب مهم ساهم في اندثار صناعة عسل التمر هو البقاء على الاطر التقليدية وغياب فن التسويق على نحو يتلائم مع التطور الحاصل في مزاجية الزبائن.

وتعد المقدادية من اهم مدن محافظة ديالى بصناعة الدبس واكثر انتاجية من باقي المدن والبلدات، حيث كانت تنتج سنويا اكثر من 500 طن من الدبس بسبب كثافة بساتين النخيل وجودتها، لكن معظم بساتين المقدادية حاليا هجرت بسبب سيطرة الجماعات المسلحة عليها وتحولها إلى ساحة قتال بين القوات العراقية وهذه الجماعات الارهابية.

وتابع العبيدي ان " غزو الدبس المستورد للاسواق المحلية ساهم بسرعة اندثار إحدى اقدم الصناعات الغذائية في ديالى والتي كانت تمثل موردا اقتصاديا مهما للكثير من الاسر في المناطق الزراعية خاصة التي تتميز بكثرة بساتين النخيل فيها لانه مادة اساسية في صناعة عسل التمر".

من جهته، قال قاسم المشهداني صاحب محال تجارية في بعقوبة إن " الدبس العراقي من اجود انواع الدبس الذي يصنع في منطقة الشرق الاوسط لانه يعتمد بالاساس على التمر العراقي الذي يتميز بالجودة والنوعية الممتازة، وكذلك لا تستخدم المدخلات الكيمياوية في صناعته ".

واضاف المشهداني ان " ما ينقص الدبس العراقي والذي للاسف يعاني من اندثار حقيقي هو التسويق الجيد لان طريق وضعه في علب بلاستكيتية ما تزال تجري بطرق تقليدية لا تتلائم مع الحداثة في ملف التسويق"، لافتا الى ان صناعة الدبس باتت تنحصر في الطلبيات الخاصة بالعوائل.

بدورها، أكدت عضو اللجنة الاقتصادية في مجلس ديالى نجاة الطائي أن المحافظة تتميز بوجود صناعات غذائية تمثل موروثا قديما يمتد لقرون طويلة لكنها للاسف عانت من الاهمال الحكومي على نحو ساهم في اندثارها في السنوات الاخيرة.

ومضت الطائي تقول " إن اهم التحديات التي تواجه ملف صناعة الاغذية المحلية بكافة عناوينها هي الاستيراد الخارجي وضعف الدعم الحكومي فضلا الظروف الامنية التي كانت وراء فقدان ديالى لبعض الصناعات المهمة بالسنوات الاخيرة".

يذكر أن معامل انتاج الدبس في محافظتي البصرة اقصى جنوبي العراق وكربلاء جنوب بغداد توقفت هي الاخرى بسبب الاهمال الحكومي والتطورات الامنية التي يعاني منها العراق بشكل عام.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×