29 أغسطس 2016 / نشر السفير الصيني لدى مصر سونغ أي قوه مقالا يحمل اسمه بعنوان " قمة هانغتشو لمجموعة العشرين ترحب بمصر " أمس الأحد في جريدة الأخبار قبل افتتاح القمة في سبتمبر المقبل.
وفيما يلي النصل الكامل للمقال.
يقول مثل صيني: " الفردوس في السماء وهانغتشو على الأرض " ، والمعنى أن بهاء مدينة هانغتشو الصينية يضاهي جمال الفردوس. سيحضر فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، كضيف شرف تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، الدورة الحادية عشرة لقمة مجموعة العشرين التي تستضيفها هانغتشو يومي الرابع والخامس من سبتمبر 2016، حيث سيتبادل الآراء مع قادة مجموعة العشرين والمنظمات الدولية والإقليمية حول سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري العالميين.
يمر الاقتصاد العالمي بمرحلة من تباطؤ النمو في ظل الأزمة المالية العالمية الأخيرة. وعلى هذه الخلفية، تستضيف الصين القمة تحت عنوان "بناء اقتصاد عالمي إبداعي ونشيط ومترابط وشامل"، وستركز مفاهيم الصين وسياستها على "الإبداع فى أنماط النمو الاقتصادي وتحسين الإدارة الاقتصادية والمالية العالمية وتعزيز التجارة والاستثمار الدوليين وتقوية التنمية الشاملة والمترابطة"، وذلك من أجل بذل جهود مشتركة مع العالم في كتابة "وصفة فعالة" لإنعاش الاقتصاد العالمي، وإيجاد حلّ للمشاكل العامة التي تواجه جميع دول العالم عبر العمل الجماعي، وتجانب الأزمة المحتملة بل وحلها، وإضاءة طريق نمو الاقتصاد العالمي.
إن مجموعة العشرين، باعتبارها آلية هامة للحوار بين الدول المتقدمة والنامية والاقتصادات الناشئة، تلعب دورا هائلا في تعزيز التعاون وإدارة الاقتصاد العالمي. وتأمل الصين، كونها المضيفة للقمة وأكبر دولة نامية في العالم، في مواصلة تعزيز تمثيل الدول النامية ورفع صوتها في الإدارة الاقتصادية العالمية من خلال استضافة هذة القمة. الصين التى يحق لها كرئيسة للمجموعة هذا العام تسمية دولتين لتكونا ضيفي شرف، اختارت مصر كضيف شرف للقمة. وهذا يعكس خصوصية العلاقات الثنائية التي تعلق الصين أهمية كبيرة عليها. تُعتبر مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأول مرة في قمة مجموعة العشرين حدثا هاما، حيث ستكون مناسبة جيدة له لطرح وتوضيح برنامج مصر ومشروعها الاقتصادي ورؤية مصر حول الإدارة الاقتصادية العالمية أمام العالم. وفي الوقت نفسه، ستتيح القمة للعالم أجمع فرصة التعرف على مصر اليوم وعزمها على تنفيذ إجراءات دافعة للتنمية الاقتصادية، والإصلاح الاقتصادي الذي تعمل مصر عليه حاليا على قدم وساق. وبالإضافة إلى مصر، دعت الصين أيضا كلا من رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) والاتحاد الأفريقي والشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا ومنظمات إقليمية أخرى كممثلة للدول النامية لحضور القمة، مما يسجل رقما قياسيا في تاريخ قمة مجموعة العشرين من حيث عدد الدول النامية المشاركة في القمة.
والجدير بالذكر أن هذه الزيارة ستكون الزيارة الثالثة للرئيس السيسي للصين، وستكون حدثا هاما للغاية بالنسبة إلى العلاقات الثنائية، مثل زيارة الدولة التي قام بها الرئيس شي جين بينغ إلى مصر في يناير عام 2016، الذي يصادف الذكرى السنوية الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية ومصر. وتشارك الصين ومصر في الإدارة الاقتصادية العالمية بمزاياهما الفريدة: فالصين محرك هام لنمو الاقتصاد العالمي ومصر تتمتع بقدرات كبيرة للتنمية الاقتصادية. تعمل الصين دائما على تعزيز نمو الاقتصاد العالمي عبر طرح الرؤية الصينية والحِكمة الصينية المتمثلة في استراتيجية "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين" والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وبنك التنمية الجديدة وصندوق طريق الحرير، وكلها مبادرات لقيت قبولا ودعما من مصر، مما يقوي الشراكة بين الصين ومصر في الإدارة الاقتصادية العالمية. وسيناقش رئيسا البلدين على هامش القمة كيفية تعزيز التعاون العملي بين البلدين في سبيل تحقيق مزيد من التكامل بين استراتيجيات التنمية لهما ويتبادلان وجهات النظر حول تحفيز النمو المستدام للاقتصاد العالمي، الأمر الذي سيوطّد بلا شك أساسا لتطوّر علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر على المدى الطويل ويساهم مساهمة مبتكرة في إنشاء وتحسين نظام أكثر تمثيلا للإدارة الاقتصادية العالمية.
يعلق المجتمع الدولي آمالا كثيرة على قمة هانغتشو لمجموعة العشرين لإنعاش الاقتصاد العالمي. وتحدونا الثقة بأن قمة هانغتشو لمجموعة العشرين ستخرج بنتائج مُرضية بفضل الجهود المتضافرة للأطراف المشاركة فيها. نتطلع إلى حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ومشاركة مصر في قمة هانغتشو لمجموعة العشرين.
مرحبا بمصر في قمة هانغتشو لمجموعة العشرين.