7 سبتمبر 2016 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تعد مشاركة مصر فى قمة مجموعة العشرين بهانغتشو هى الأولى منذ تأسيسها عام 2008، حيث يمنح للدولة المستضيفة حق دعوة دول خارج المجموعة لحضور فعاليات القمة، وأن دعوة مصر ك" شيف شرف" للقمة له دلالات كبيرة وعميقة.
ويصف الدكتور شيويه تشينغ قوة، الأستاذ بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين،والخبير في الشأن المصري، أن الدعوة الخاصة التي وجهتها الصين إلي مصر تدل علي اهتمام الصين بدور مصر الريادي في العالم العربي والافريقي والإسلامي، علما بأن الصين لم توجه هذه الدعوة إلا لدولتين فقط هما مصر وكازاخستان.
وأوضح شيويه تشينغ قوة في لقاء اجرته معه صحيفة الشعب اليومية مؤخرا، أن انعقاد القمة في الصين يعطيها ميزة فريدة نظراً لكون الصين أكبر قوة نامية في العالم وانها ممثل للدول النامية ولهذا فقد افسحت المجال لأكبر عدد من الدول النامية للمشاركة في القمة حتي تأتي القمة ممثلة لجميع دول العالم، ومصر بالتأكيد في مقدمة هذه الدول.
وأضاف شيويه تشينغ قوة أن الصين تري أن مستقبل العالم يكمن في الدول النامية حيث أن امكانياتها الكاملة لم تستغل بعد علي النحو الأمثل، ففيها طاقة بشرية كبيرة، وثروات هائلة من المواد الخام ومساحات شاسعة بحاجة إلي التنمية والتعمير، ولهذا فإن مستقبل العالم يكمن بها، وهذا يبرر اهتمام الصين بهذه الدول كما أن مبادرة الحزام والطريق تهتم بجميع الدول النامية الواقعة علي طول الحزام والطريق وتهدف إلي تنميتها.
وقال شيويه تشينغ قوة أن مصر في الوقت الحالي تنفق علي المستقبل وهذا الانفاق ضروري ومهم جداً من أجل التنمية سواء علي المدي القريب أو البعيد، فالانفاق علي البنية التحتية أمر ضروري ومهم لضمان تدفق الاستثمارات الوطنية والأجنبية والمشروعات القومية الكبري توفر فرص عامل كبيرة كما أنها استثمار في المستقبل وهو نفس ما فعلته الصين في تجربتها للنهوض الاقتصادي. وهناك مثل صيني يقول إذا أردت أن تصبح غنيا فعليك أن تشق طرقاً وتبني جسوراً وهو ما تفعله مصر في الوقت الحالي.
وقال إن مصر ماضية علي الطريق الصحيح لوضع دعائم النهضة، وقد نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه السلطة في تحقيق أمرين في غاية الأهمية للتنمية الأول هو تحقيق الاستقرار ووضع حد للفوضي واستعادة هيبة الدولة، فبدون هذه المقدمات لن تكون هناك دعائم نهضة أوتنمية.
ومن جانبه، قال خليل لوه لين، المتخصص في الشأن العربي والدراسات الدولية، وعميد كلية الشرق الأوسط في جامعة بكين للغات والثقافة، أن قمة مجموعة العشرين بهانغتشو متميزة وتختلف عن سابقاتها ، في ظل حضور ومشاركة دول نامية مثل مصر باعتبارها دولة ممثلة رئيسية عن الدول الناشئة في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وأكد لوه لين، لصحيفة الشعب اليومية ، أن هذا المنتدى الاقتصادي لا يستغنى عن صوت مصر،لاسيما في تلك الفترة، التي يعاني خلالها العالم حالة ركود اقتصادي، بخلاف التقلبات الحادة في الأسواق المالية، علما أن التنمية الدولية يجب أن تكون شاملة ولا تقتصر على دولة دون أخرى، وخاصة في ظل ما يشهده العالم من ترابط متزايد، لأن الاضطرابات في دولة ما أو منطقة ما تؤثر سلبيا على إنعاش الاقتصاد وتنميته في الدول الأخرى. وأضاف لوه لين قائلا:"أن قمة مجموعة العشرين التي تعقد في هانغتشو، تتيح للعالم فرصة للمعالجة المبتكرة المشتركة لإيجاد حل لهذا الوضع، لافتا إلى أن الصين والعالم يقدران جهود مصر ، في إقامة المشروعات القومية الكبرى التي تفتح المجال أمام توفير فرص العمل وتشجع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث أكد الرئيس الصيني خلال لقائه مع نظيره وصديقه المصري أن الصين مستعدة للتعاون مع مصر في هذا المجال.