تقرير: السائحون الصينيون ينفقون 74 مليون دولار يوميا في أمريكا والعجز السياحي يقلق المهنيين

أصدرت وكالة شينخوا في 7 سبتمبر الجاري "تقرير المؤشر السنوي للإستهلاك الصيني العابر للحدود (2016)"، وأظهر التقرير تغيرا كبيرا في بنية الإستهلاك لدى السائحين الصينيين في الخارج بين عامي 2014 و2015. وجائت محلات التجزئة لسلع الموضة، والفنادق ومحلات السلع الفاخرة في المركز الثلاث الأولى من قائمة الإستهلاك لدى المواطنين الصينيين في الخارج.

على سبيل المثال، بلغ عدد السائحين الصينيين في أمريكا 2.59 مليون سائح في عام 2015، مسجلا زيادة بـ 18% على أساس سنوي، وفي ذات العام بلغت نفقات السائحين الصينيين في أمريكا 26.9 مليار دولار، ومثلت السياحة 59% من صادرات الخدمات الأمريكية إلى الصين. وتشير البيانات إلى أن متوسط الإنفاق السياحي اليومي للصينيين في أمريكا يوفر لهذه الأخيرة مداخيل بـ 74 مليون دولار، وبذلك تجاوزت الصين البرازيل لتصبح أكبر خامس مصدر سياحي بالنسبة لأمريكا.

ويرى المهنيون أن هذه الأرقام تعكس وضعا يدعو إلى القلق: "إختلال التوازن" الواضح بين الإستهلاك داخل الصين وخارجها، وتوسع العجز في ميزان تجارة الخدمات بسبب السياحة.

السياحة خارج الصين تسببت في "عجز سياحي"

أصبحت السياحة في الخارج والإستهلاك العابر للحدود إتجاها حياتيا جديدا بالنسبة للمواطنين الصينيين، لكن البيانات تعكس العجز السياحي، ووفقا للبيانات التي حصل عليها صحفي صحيفة الشعب اليومية من المنظمة العالمية للسياحة، بلغ إجمالي نفقات السائحين الصينيين في الخارج من 2013 إلى 2015 تباعا، 129 مليار دولار، 155 مليار دولار و292 مليار دولار، أما نفقات السائحين الأجانب في الصين في نفس الفترة 51.7 مليار دولار، و51.5 مليار دولار و117.6 مليار دولار فقط، مايدل على تزايد العجز بشكل مستمر.

وتمثل نفقات شراء سلع الموضة 30% من إنفاق السائحين الصينيين في أمريكا، وحلت الفنادق، المطاعم، محلات السلع اليومية، الطيران وسلع الموضة في المراتب الخمسة الأولى من إجمالي الإنفاق السياحي للصينيين في أمريكا.

في هذا السياق ترى الباحثة بمعهد أبحاث لجنة دعم التجارة الصينية"إن السياحة في الخارج ترتفع بإرتفاع دخل المواطنين. وبالنظر من التجربة اليابانية والكورية الجنوبية، فإن الإستهلاك خارج الوطن قد إرتفع بالنسبة بين 30 % و 40% قبل وصول الدخل إلى 10 آلاف دولار." وتضيف "يبلغ متوسط الدخل الصيني في الوقت الحالي 8000 آلاف دولار، وهو في مرحلة زيادة الإستهلاك في الخارج، وبالنظر من البيانات الخاصة السنوات الخمس الأخيرة، ومن المتوقع أن تستمر هذه الزيادة في المستقبل أيضا."

الصين تصبح خامس أكبر مصدر للسياح الأجانب في أمريكا

وبفضل التسهيلات التي قدمتها أمريكا على مستوى التأشيرات بالنسبة للسائحين الصينيين، أصبحت أمريكا وجهة سياحية ساخنة لدى الصينيين. ووفقا للمكتب السياحي الأمريكي فإن السائحين الصينيين يزورون أمريكا أساسا بهدف الإستمتاع في المنتجعات السياحية أو زيارة الأقارب. وبلغت نسبة الصينيين القادمين إلى أمريكا بغرض الإستمتاع في المنتجعات السياحية 34% من مجموع السائحين في 2014، ومثل الصينيين الوافدين إلى أمريكا بغرض زيارة الأقارب 22%، ويمثل هذين الصنفين من الوافدين على الولايات المتحدة أكثر من 50% من مجموع الصينيين الزائرين لأمريكا. ويمثل الصينيون الوافدون على أمريكا بغرض التعليم والأنشطة المتعلقة بـ 16% من الإجمالي العام.

"جدير بالذكر أنه بالإضافة إلى السياحة التقليدية، تشهد زيارت الصينيين إلى الجامعات والشركات الأمريكية المشهورة بغرض التدريب لمدة تتراوح بين 7 و10 أيام زيادة ملفتة، وتحقق البرامج تكاملا جيدا مع الأنشطة السياحية." يقول، المستشار بإحدى وكالات الإستثمار المشهورة، شي إي، ويضيف "بالمقارنة مع السياحة التقليدية، تتمتع هذه البرامج بمجال كبير للنمو والتطور."

تظهر بيانات التقرير المذكور آنفا، بلوغ عدد السائحين الصينيين في أمريكا خلال عام 2015 مستوى 2.59\ ملايين شخص، مسجلا زيادة بـ18% على أساس سنوي، وناهزت نفقات السائحين الصينيين في أمريكا خلال 2015 قرابة 26.9 مليار دولار، مايعني أن السائحين الصينيين يضخون 74 مليون دولار يوميا في السوق الأمريكية، وأصبحت الصين في 2015 خامس أكبر مصدر للسائحين بالنسبة لأمريكا، متجاوزة بذلك البرازيل، وتمثل السياحة 59% من صادرات الخدمات الأمريكية إلى الصين.