شيآن 19 سبتمبر 2016 / الثقافة واحدة من أهم القوى للدول في العالم حالياً وتأصلها تاريخياً ورواجها لم يصبح يستمد مما يقدمه أبناؤها من إنتاج ثقافي فقط وإنما باتت تستمدها من القوة السياسية والاقتصادية التي تتمتع بها دولتها، ولا تراعي الكثير من الدول الجوانب الثقافية عند طرحها للمبادرات الاقتصادية والسياسية في المحافل الدولية، إلا أن مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين راعت ضمن محاورها الأبعاد الثقافية للدول التي تمر بها المبادرة وتستمد نجاحها من تأصيل عمليات التبادل الثقافي, مما يخلق حالة من التلاؤم يقلص المسافات بين الشعوب.
هكذا بدأ ايفان كركلا مدير فرقة كركلا اللبنانية للموسيقى المسرحية، حديثه خلال حضوره المهرجان الدولي الثالث لطريق الحرير والذي أقيم في مدينة شيآن خلال الفترة ما بين يومي 15 و18 من سبتمبر الجاري.
ووقع كركلا في غرام الثقافة الصينية, قائلا : "إن الصين دولة تتمتع بتاريخ قديم مثل لبنان. وخلال الأعوام الماضية, أتيت إلى الصين لمعرفة تاريخها وثقافتها, فازداد ولعي بها شيئا بعد شيء ."
وفي عام 2005, زارت فرقة كركلا اللبنانية الصين لأول مرة وقدمت عرضا، وفي عام 2010 تعاونت مع مسرح هانغتشو في تقديم عرض مسرحي في عدة أماكن بالعالم. أما في بداية العام الجاري, تم عرض العمل الكلاسيكي للفرقة "ألف ليلة وليلة" في المركز الوطني الصيني للفنون المسرحية.
وقال كركلا إن فن الرقص لغة عالمية يمكن أن يفهمها المشاهدين على مختلف خلفياتهم الثقافية دون الحاجة للترجمة.
وإستطرد في "أن التواصل الثقافي بين فرقة كركلا المختصة في الموسيقى المسرحية والصين يتزايد بشكل كبير منذ تعاوننا الأول مع الفنانين الصينيين", وهو ما دفعه إلى المزيد من التعرف على الثقافة الصينية.
وأكد كركلا أن مبادرة الحزام والطريق التي تأخذ التبادل الثقافي في اعتبارها تساعد على تعزيز الاتصالات والتواصلات بين الشعوب.
وأنهى كركلا حديثة عن أمله في إيجاد فرصة للتعاون مع مدارس الرقص الصينية لزراعة البذور الثقافية لدى الجمهور الصيني من الشباب بما يضمن تجذر الثقافة لدى الأجيال المقبلة.