الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق : الصعوبات المادية تحرم ابناء اللاجئين السوريين في لبنان من التعليم

2016:09:22.08:38    حجم الخط    اطبع

البقاع، لبنان 21 سبتمبر 2016 / يواجه اللاجئون السوريون في لبنان مع بدء العام الدراسي الجديد هاجس تأمين التعليم لأبنائهم في مدارس باتت مقاعدها مكتظة بالطلاب وتجد صعوبات في استيعاب الأعداد الكبيرة من أبناء اللاجئين الذين يجهدون في توفير ثمن الكساء والقرطاسية في ظل ضيق العيش وقلة الدخل.

ورغم ارتفاع عدد الفصول الدراسية في لبنان إلا أنها مازالت غير كافية لاستيعاب النازحين في المدارس الحكومية التي وفرت 200 ألف مقعد للسوريين في العام الدراسي الماضي.

لكن عدد الطلاب النازحين هذا العام يقارب نصف المليون، حسب ما تشير إحصائيات وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية.

وتقول الوزارة إنه يمكن استيعاب ما بين بين 50 و60 في المائة من هؤلاء الطلاب في المدارس الرسمية، وفق خطة تستحدث مدارس إضافية مخصصة للنازحين.

وفي ظل هذا الازدحام الطلابي، الذي تشهده معظم المدارس في لبنان، يجتمع يوميا في باحة إحدى المدارس الرسمية في بلدة غزة في منطقة البقاع الغربي بشرق لبنان عشرات الطلاب السوريين مع ذويهم وهمهم إيجاد مقاعد دراسية للعام الدراسي الجديد، حسب نازحين.

ويقول مدير المدرسة سامر ابو ضهر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الادارة تعمل بالتنسيق مع وزارة التربية للانطلاق بالعام الدراسي دون عوائق وتجاوز الارباك الناجم عن كثافة الطلاب بما بتجاوز أعداد المقاعد الدراسية المتوفرة".

ويشير إلى أن أعداد الطلاب السوريين في الكثير من المدارس تفوق أعداد الطلاب اللبنانيين.

وفي حل لمواجهة أعداد الطلاب السوريين المرتفعة تم "استحداث دوام مسائي يبدأ عند الثانية من بعد الظهر وحتى السادسة مساء"، حسب ابو ضهر.

ويوضح "أن المدرسة باتت مدرستين، لكن المشكلة الأساسية تبقى في تأمين الكادر التعليمي، وهو الأمر الذي تحاول وزارة التربية تأمينه."

وتتراوح تكلفة تعليم التلميذ السوري بدوام مسائي بين 600 و800 دولار أمريكي، حسب وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية.

وتجهد الوزارة والمنظمات الأهلية عبر العديد من الإجراءات لتسجيل الأطفال السوريين في التعليم الرسمي.

ولكن وبعد أكثر من خمس سنوات من بداية النزاع السوري بات يوجد أكثر من 250 ألف سوري نازح بين 3 و18 سنة بدون تعليم لعدم تسجيلهم في المدارس أو تسربهم منها لصعوبات مادية وعوائق مختلفة.

فإلى جانب مشكلة المقعد الدراسي، يجهد النازحون في توفير وتدبر ثمن الكساء والقرطاسية لأبنائهم ومقابل نقلهم إلى المدارس.

ويقول السوري حامد ابو علوان النازح من حلب شمال سوريا إلى بلدة راشيا الوادي، ل(شينخوا) إن "إحدى الجهات المانحة قدمت لنا حقائب مدرسية والقليل من القرطاسية، إنها مساعدة تسد جانبا من حاجيات أطفالي الأربعة لكن المشكلة الأكبر تكمن في عملية نقلهم إلى المدرسة، التي تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن مخيمنا في سهل بلدة الرفيد".

ويوضح أن تكلفة نقل الطالب في الحافلة المدرسية هي بحدود 30 دولارا، وهذا يعني دفع 120 دولارا شهريا بدل نقل فيما راتبي لا يتجاوز 300 دولارا، مما يجعلني أترك اطفالي دون تعليم لأنني غير قادر على تأمين حاجاتهم المدرسية.

وتقول السورية سميرة ابو الرحيمي النازحة إلى بلدة مشغرة إنه "مهما حاولنا التحايل على خفض المصاريف سيبقى الحد الأدنى لتكلفة دخول الطالب إلى المدرسة بحدود 50 دولارا."

وتشير إلى أن متوسط عدد الطلاب في العائلة النازحة هو ما بين طالبين وخمسة طلاب.

ويمثل هذا الأمر عائقا إذا ما أضيف إلى أعباء معيشية أخرى، حسب السيدة.

وتقول ابو الرحيمي موضحة "إنها تعيش في عائلة مؤلفة من ثمانية أشخاص في غرفة يبلغ بدل إيجارها 120 دولارا، إضافة إلى 35 دولارا بدل استهلاك الكهرباء من دون ذكر أدوية الأطفال"، مضيفة بحرقة "نعيش تحت خط الفقر والوضع إلى أسوأ."

وتعاني السورية آمال العلي النازحة من إدلب شمال غرب سوريا من الأمر نفسه، لكنها تحاول التغلب على هذه العوائق.

وتقول العلي في هذا الصدد ل(شينخوا) إن راتب زوجي الشهري لا يتجاوز 250 دولارا لذا فقد قصدت قبل أيام من عودة أولادي إلى المدرسة سوقا شعبية في سهل بلدة المرج واشترت ثيابا رخيصة بعشرة دولارات أمريكية.

في حين شكل تزامن انطلاق العام الدراسي مع تأمين حاجيات فصل الشتاء هما مزدوجا بالنسبة إلى السوري سامر ابو العلي من النازح من ريف دمشق إلى بلدة بر الياس في شرق لبنان.

ويشكو ابو العلي همه قائلا إنه "مع تزامن انطلاق العام الدراسي مع تأمين حاجيات فصل الشتاء الذي بدأ يطرق الأبواب تزداد المصاريف".

ويوضح "خيمتنا بحاجة إلى ترميم لتصمد بوجه الرياح والأمطار والثلوج، وهذا يلزمه قرابة 200 دولار ثمن أخشاب وشوادر، فضلا عن تأمين مازوت التدفئة في حين أن فرص العمل إلى تراجع".

وفي ظل ظروفهم المادية الحرجة توجهت الكثير من العائلات السورية النازحة إلى الخيار الصعب بحرمان أطفالها من إكمال دراستهم، حسب الناشطة جومانة حمدان.

وتدلل حمدان على ذلك قائلة "إن 40 في المئة من النازحين في مخيم القرعون للنازحين والبالغ عددهم حوالي 5 آلاف نازح منعوا أطفالهم من التوجه إلى المدارس هذا العام لينصرف معظمهم إلى سوق العمل بأجر يومي يتراوح بين 5 و7 دولارات".

ويعتمد النازحون بشكل متزايد على عمل الأطفال لتأمين ما يحتاجونه من الطعام والمأوى، وهو أمر يؤدي بدوره إلى تضرر الأطفال نفسيا وجسديا وإبعادهم عن الحياة العلمية، حسب نقلت حمدان عن تقرير لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

وتجزم بأن الأطفال السوريين لن يحصلوا على حقهم في التعليم، ما لم يتم الحصول على تمويل أكبر من المانحين بهدف تحسين وصول الأطفال إلى المدارس.

ويعيش 70.5 في المائة من اللاجئين السوريين في لبنان "تحت خط الفقر"، حسب تقرير أعدته وكالات تابعة للأمم المتحدة.

ويقيم في لبنان أكثر من مليون لاجيء سوري مسجل على لوائح الأمم المتحدة، فيما تقول السلطات اللبنانية إن عدد اللاجئين يتجاوز المليون ونصف المليون تعجز الحكومة عن تلبية احتياجاتهم.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×