قال خبير أمريكي في الشؤون الصينية إن " المسيرة الطويلة تعد مثالا كلاسيكيا على قدرة الشعب الصيني على تحدى قوى الشر واستعداده لتقديم تضحيات كبيرة من ماله ودمه لتحقيق أهدافه".
وأشاد خيري تورك، الأستاذ بمدرسة ستيورات للأعمال التابعة لمعهد إلينوي للتكنولوجيا، والخبير في الشؤون الصينية أيضا، بالروح الهائلة للشعب الصيني في نضاله من أجل الحرية.
وقال تورك في مقابلة أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) إن "الجزء المؤثر أكثر في المسيرة الطويلة الصينية هو أنه لا يمكن لأي أحد أن يقلل من عزيمة الشعب الصيني عندما يناضل من أجل قضية يؤمن بها".
ويصادف العام الذكرى الـ80 للمسيرة الطويلة للجيش الأحمر بقيادة الحزب الشيوعي الصيني.
ويرى تورك أن الصين واجهت تحديات ضخمة في ذلك الوقت-- ملاك الأراضي المحليين سيطروا على أجزاء كبيرة من الصين والقوى الأجنبية ترسخت في الدولة.
وكان الحزب الشيوعي الصيني الذي تأسس عام 1921 قوة سياسية ضعيفة نسبيا في أوائل الثلاثينات من القرن الماضي.
بيد أن المسيرة الطويلة نجحت وفشل جيش الكومنتانغ رغم تفوقه عددا وعتادا في هزيمة القوات الوطنية التي كانت تؤمن بقوة بالقضية التي كانت تقاتل من أجلها.
وعزا تورك النجاح إلى عوامل مثل الإيمان والاعتماد على الفلاحين والعدد الكبير من العمال.
وقال " باعتباره قائدا بجذور قوية في الريف، أدرك ماو تسي تونغ عقلية الفلاحين الصينيين ووثق جدا في قدرتهم على الإطاحة بالقوات الفاشية".
ونال ماو دعم الفلاحين في المقاطعات التي اجتازتها قواته خلال المسيرة الطويلة حيث أدخل الأصلاح الزراعي من أجل تقليل عدم المساواة في الدخل.
وتميزت القوات بطول المسيرة الطويلة بالانضباط الشديد حيث أكد القادة على الالتزام بأعلى مستوى من السلوك الأخلاقي مثل عدم أخذ أي شئ حتى لو إبره أو قطعة خيط من الأهالي وعدم إساءة معاملة الأسرى ودفع مقابل أي شئ يأخذه الجنود من الأهالي.
وقال البروفيسور إن الحزب الشيوعي الصيني كسب احترام الفلاحين الذين تعرضوا للظلم لقرون تحت قيادة النظام الاقطاعي بهذا النوع من السلوك.
وقد ساعدت التطورات الجديدة في الريف أيضا الحزب على كسب دعم الفقراء في المدن.
وقال تورك" المسيرة الطويلة تعد ملحمة من أعظم الملاحم في التاريخ الصيني. لقد كانت خطوة مهمة جدا على طريق انتصار الحزب الشيوعي الصيني على القوى الفاشية وتوحيد الشعب الصيني".
وأضاف أن نجاح المسيرة الطويلة قدم مثالا للدول الأخرى التي كانت تكافح من أجل استقلالها بعد عام 1945، مؤكدا أنها حظيت أيضا بإعجاب العديد من الدول النامية التي كانت تناضل ضد القوى الاستعمارية.
وأشار الخبير إلى أن المسيرة الطويلة جرت في وقت كانت الصين تواجه فيه تحديات محلية وغزوا أجنبيا. واليوم، الدولة تواصل الاصلاح الاقتصادي وسط ضعف اقتصادي عالمي وتحت ضغوط خارجية من كافة الأشكال.
وأتم" في بيئة اليوم، الشعب الصيني بحاجة إلى التمسك بنفس القيم مثل التضحية والوطنية والمثابرة والصمود. هذه القيم هي التي جعلت من المسيرة الطويلة ملحمة في تاريخ الصين المعاصر".