القاهرة 31 أكتوبر 2016 / أكد عدد من الخبراء الصينيين والمصريين صعوبة الأوضاع الأمنية بمنطقة الشرق الأوسط وانعكاساتها السلبية على مجمل الأوضاع بالمنطقة.
وتوقع الخبراء استمرار تفاقم هذه الأوضاع الأمنية والتجاذبات السياسية بالمنطقة نتيجة استمرار تدخل القوى الدولية والإقليمية بالمنطقة.
وأوضحوا أن الصراعات بعدد من دول المنطقة هي بالأساس "حرب بالوكالة"، وليست نتيجة صراعات داخلية حقيقية.
جاء ذلك خلال ندوة "الصين وقضايا الشرق الأوسط... الأدوار والارتدادات" والتي عقدت برعاية السفارة الصينية بالقاهرة ومركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
وقال السفير سونغ اي قوه سفير الصين بالقاهرة إن منطقة الشرق الأوسط منطقة متخمة بالدول النامية، مشيرا إلى أن دعم الدول النامية يمثل توجها للسياسة الخارجية الصينية.
وأضاف سونغ أن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ، تأتي في اطار سياسة التنمية التي تنتهجها الصين، مشيرا إلى أن منطقة الشرق الأوسط تعتبر نقطة مهمة على مبادرة الحزام والطريق، وهو ما سيعود بالفائدة الكبيرة على دول المنطقة.
وأعرب عن أسفه لما تمر به بعض دول منطقة الشرق الأوسط من حروب طاحنة، أثرت على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، نتيجة انتشار العنف والسلاح.
وأكد تطلع الصين لاستعادة دول المنطقة لاستقرارها مشيرا إلى تأكيد الرئيس الصيني سعي بلاده لدعم دول المنطقة، من خلال دعم برامج التنمية فيها، باعتبار التنمية مفتاحا لحل أزمات دول المنطقة.
واشاد بالتعاون بين الصين ومصر، باعتبارها دولة محورية تلعب دورا مهما في استقرار المنطقة.
وتناولت الندوة أربعة محاور أساسية وهي، الاتجاهات العامة للتحولات السياسية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط، إلى أين تتجه "النقاط الملتهبة" في الشرق الأوسط، المسارات المستقبلية لحركة الجماعات الإرهابية والراديكالية على ساحة الشرق الأوسط، كيف تؤثر وتتأثر الصين بصراعات منطقة الشرق الأوسط.
وأكد ضياء رشوان مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية على أهمية التناول المشترك للأوضاع الملتهبة بمنطقة الشرق الأوسط، وصولا إلى رؤية مشتركة لتطورات الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية ومستقبلها.
وقال رشوان إن المنطقة العربية تمر بواحدة من أخطر مراحلها، لما تشهده من صراعات سياسية وعسكرية، وتدخلات دولية وإقليمية، لخدمة أجندات أجنبية غير وطنية.
وأضاف أن تداخل الإرهاب والتنظيمات الإرهابية مع التدخلات الإقليمية والدولية زاد من تفاقم مشاكل منطقة الشرق الأوسط، ويجعل من الصعب التوصل إلى نهاية لهذه الأزمات في القريب العاجل.
وأكدت تشن مو الباحثة في معهد غرب آسيا وأفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن أزمات الشرق الأوسط خاصة في سوريا وليبيا واليمن ستستمر لفترات قادمة، نظرا لتعقد المشهد في كل منها، بالإضافة إلى التدخلات الخارجية فيها.
وفيما يتعلق بالصراع في سوريا، قالت تشن إنه دخل في مرحلة خطيرة من الصراع بين روسيا والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن ذلك ليس في صالح سوريا ولا الشعب السوري الذي يتراوح بين الرغبة الروسية والأمريكية.
وحول "التحولات العشر والصراعات متعددة الجبهات في الشرق الأوسط"، قال محمد عبد القادر خليل الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن الأوضاع المتداخلة والعناصر المركبة باتت تخلق مساحات مزدحمة بالأحداث وتفاعلات متخمة بالتوترات والصراعات ما عمق ظاهرة الدول الفاشلة، والتي تتجلى في ليبيا والعراق وسوريا واليمن.
وأشار خليل إلى أن الوضع يجعل محاولة تحقيق الاستقرار المالي والسياسي والأمني من قبل بعض الدول تحديا يحتاج إلى قدرات مضاعفة وإمكانيات غير محدودة، لافتا إلى أن الشرق الأوسط بات يعايش ما يشبه أجواء "حرب باردة" جديدة وصراع على النفوذ والقواعد العسكرية.
وأوضح أنه في الوقت الذي تتراجع فيه قدرات وإمكانيات العديد من الدول العربية فإن ذلك يصب في مصلحة بعض دول الإقليم مثل تركيا وإيران وإسرائيل، أو ما يمكن تسميتهم بـ "الوكلاء الإقليميون".
وتحدث في الندوة أيضا كلا من تيان ون لين، الباحث بمعهد الصين المعاصر للعلاقات الدولية، وتشن يونغ نائب مدير المكتب الإقليمي لوكالة أنباء ((شينخوا)) بالشرق الأوسط، وعدد من الباحثين بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، منهم الدكتور أيمن عبد الوهاب، والدكتور معتز سلامة، والدكتور خالد حنفي، والدكتور محمد فايز، والدكتور أحمد قنديل، ومحمد جمعة.