الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

خبراء صينيون: الشرق الأوسط لم يكن يوما منبعا للاضطرابات والفوضى

2016:11:02.17:39    حجم الخط    اطبع

بكين 2 نوفمبر 2016 / أوضح خبراء صينيون أن الشرق الأوسط ليس منبعا للاضطرابات والفوضى مثلما يذهب الاعتقاد السائد لدى الدول الغربية وأن الصين عليها إعادة النظر في التأثيرات الأيديولوجية والقوة الدافعة السياسية والإمكانات الاقتصادية للشرق الأوسط لتقوم على أساسها بعد ذلك بوضع السياسات والإستراتيجيات المعنية تجاه الشرق الأوسط.

جاءت آراء الخبراء خلال ندوة عقدت مؤخرا في مدينة شانغهاي تحت عنوان "دول الشرق الأوسط وسط رياح التغيير وعلاقاتها مع الصين"، حيث قال يانغ جيه ميان رئيس معهد العلاقات الدولية في بلدية شانغهاي إن عالمنا المعاصر يمر بحقبة تغيرات اقتصادية وفترة جمود بين السياسات والإستراتيجيات الجيوسياسية ومرحلة إصلاح للنظام العالمي وعصر فوضى الأيديولوجيات الاجتماعية ، ويشكل الشرق الأوسط في هذه النواحي جميعا عنصرا متغيرا في غاية الأهمية، منوها إلى أن الصين لا يمكن إطلاقا أن تؤدى دورا على المسرح الإقليمي وفقا لاعتبارات إستراتيجية تتخذها الدول الغربية تجاه الشرق الأوسط.

ومن جهته, قال ليو تشونغ مين رئيس معهد شؤون الشرق الأوسط التابع لجامعة شانغهاي للدراسات الأجنبية إن أحد عوامل عدم استقرار الشرق الأوسط يتمثل في افتقاره لدولة قادرة على قيادة وضع المنطقة سواء كانت من داخل الشرق الأوسط أو خارجه نظرا لتراجع دور الولايات المتحدة وعجز روسيا عن أن تصبح لاعبا رئيسيا رغم ما أحرزته من تقدم في هذا الصدد, الأمر الذي يزيد من تفاقم الوضع غير المستقر بالفعل هناك.

وأضاف ليو أن حالة "الاضطراب والتمييز وإعادة التنظيم" الكبرى التي عاشتها المنطقة بدءا من عام 2010 لا زالت مستمرة وخير دليل على ذلك أن الأشهر العشرة الماضية شهدت تسارع وتيرة تداخل الأزمات وامتداد تداعياتها واتساع نطاقها في الوقت الذي أخذت فيه لعبة جيوسياسية تتصاعد على ثلاث جبهات: الأولى بين الدول الشرق أوسطية وبعضها البعض، والثانية بين القوى الإقليمية وبعضها البعض، والثالثة بين الولايات المتحدة وروسيا, مشيرا إلى أن عملية التحول والتغير داخل دول الشرق الأوسط جارية حتى يومنا هذا ويقع على إثرها في بعض الدول اضطرابات جزئية أو شاملة.

ومن جانبه, أعرب لي وي جيان نائب رئيس الجمعية الصينية لشؤون الشرق الأوسط عن تفاؤله حيال تطور الأوضاع فيما بعد حراك الشرق الأوسط، قائلا إنه عند النظر إلى الأحداث والتغيرات التي عاشتها هذه المنطقة الهامة من العالم طوال السنوات الست الماضية, يمكننا أن نتوقع أن الانتقال من الفوضى إلى الاستقرار سيكون هو الاتجاه الرئيسي وأن النواحى الإيجابية ستتفوق على السلبية منها.

وأشار لي، الذي يعد أيضا باحثا بمكتب السياسات الخارجية التابع لمعهد الدراسات الدولية في شانغهاي، إلى أن اتجاه التغيير ليس جزئيا أو سطحيا وما يدلل على ذلك أنه يحمل سمتين بارزتين، تتمثل الأولى في أن التحول الاجتماعي ينتقل من نمط حاد وسريع وانفعالي إلى نمط سلس وبطئ وطويل، والثانية في أن التحول السياسي يتجه من الاهتمام بالمواقف السياسية والقيم إلى الأولوية المتمثلة في القدرة على الحكم باعتباره أساس شرعية الأحزاب الحاكمة.

إن "ملامح الشرق الأوسط الجديد تتضح يوما بعد يوم. ومع انخفاض تدخل الولايات المتحدة, سيتوقف الاتجاه الذي ستمضى فيه دول المنطقة مستقبلا على قوتها الشاملة وتأثيراتها وسياساتها الداخلية والخارجية. فالآن، بدأت تجنح بعض القوى الإقليمية إلى تعديل سياساتها الخارجية ونبذ الدبلوماسية الموالية فقط للولايات المتحدة والغرب والتوجه نحو تنويع دبلوماسيتها لدرجة الميل أحيانا بشدة شرقا, وهو ما من شأنه أن يشكل مع مرور الأيام حالة متوازنة نسبيا"، على حد قول لي.

وفي هذا الصدد, رأى وانغ تشن أمين عام مركز بحوث غرب آسيا وشمال إفريقيا بأكاديمية شانغهاي للعلوم الاجتماعية رأى استحالة تغير اتجاه الانكماش الإستراتيجي لنفوذ واشنطن في الشرق الأوسط مهما كان الفائز في انتخابات الرئاسة المرتقبة ويرجع ذلك إلى سببين أولهما هو تحول محور إستراتيجية واشنطن إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وثانيهما هو أن موسكو أبدت تصميما متزايدا على تدعيم تواصلها مع السعودية وإيران وإسرائيل واقتطاع نصيب لها من نظام تحالف واشنطن مع دول بالشرق الأوسط مثل مصر والسعودية وتركيا وإسرائيل وذلك اتساقا مع انخفاض الاعتمادية الاقتصادية على الولايات المتحدة وتزايد إنعدام الثقة السياسية فيها وتعمق الشكوك الإستراتيجية تجاهها.

ولكنه ألمح في الوقت ذاته إلى أن هذه العملية ستسير خطوة خطوة وأن عملية اقتطاع النصيب هذه لا تعنى تخلى هذه الدول عن الولايات المتحدة وميلها ميلا كاملا تجاه روسيا، فعادة الحلفاء المتمثلة في الاعتماد على واشنطن عسكريا لن تتغير على المدى القصير.

ومن خلال إلقائه نظرة شاملة على قضايا المنطقة، توقع وانغ تشن أن تصبح القضية الكردية نقطة ساخنة جديدة في الشرق الأوسط بعد الأزمة السورية والمعارك الدائرة لدحر تنظيم (داعش)، وعزا ذلك من وجهة نظره إلى أن السلطتين المركزيتين السورية والعراقية خاضتا حروبا أضعفت قوتهما في الضغط على إقليم الأكراد هذا من ناحية، فيما ساهم اعتماد الغرب من ناحية أخرى على الميليشيات الكردية خلال مكافحة داعش على تعزيز قوة الأكراد الذين يرغبون في الحصول على حكم ذاتي مستقل.

و"مع مساهمة الأكراد في مكافحة داعش، فما من شك في أنهم سيرفعون سقف طلباتهم عند توزيع السلطة مستقبلا. وبهذا ستبرز كيفية معالجة القضية الكردية مستقبلا، هل عبر منح الأكراد درجة أعلى من الحكم الذاتي أم استقلال تام وهل سيتم ذلك عبر مصالحة سياسية أم صراعات عنيفة, ستبرز كمسألة شائكة جديدة أمام منطقة الشرق الأوسط"، هكذا أوضح وانغ.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×