الأمم المتحدة 29 نوفمبر 2016 / انتقد المراقب الدائم لفلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور يوم الثلاثاء إخفاق مجلس في صنع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين منددا باستمرار "التقاعس الدولي" في مواجهة "التعنت الإسرائيلي".
جاء ذلك في كلمته أمام الجمعية العامة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف 29 نوفمبر.
وقال منصور" بما أن الوضع يستمر في التدهور يبقي السلام بعيدا عن متناول أيدينا، نحن نأسف على وجه الخصوص لإخفاق مجلس الأمن في احترام واجبات ميثاقه وتنفيذ قراراته".
وأضاف " لا يمكن أن نخفي شعورنا العميق بالإحباط وخيبة الأمل تجاه غياب الجهود الجادة للاضطلاع بالمسؤوليات السياسية والقانونية تجاه قضية فلسطين، جوهر الصراع العربي-الإسرائيلي"، مضيفا أن هذا الصمت غير العقلاني وغير المقبول يستمر رغم الازدراء الصارخ من قبل إسرائيل، قوة الاحتلال:، للمجلس والانتهاكات الممنهجة والفادحة التي فاقمت وأطالت أمد النزاع، الذي يبقي أساس عدم الاستقرار والأزمات في منطقتنا، وسبب المعاناة الإنسانية الكبيرة، وترويع جيل بعد جيل من الفلسطينيين، وحرمانهم من ممارسة حقوقهم والتمتع بحياة الحرية والاستقرار والكرامة.
واعتبر سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة استمرار هذا الظلم بمثابة جرح غائر في الشرق الأوسط يزعزع استقرار المنطقة، ويقوض السلام والاستقرار ما وراءها، ويضعف القانون الدولي والنظام الدولي نفسه، متسائلا : متى سيستجيب مجلس الأمن أخيرا إلى المناشدات العالمية للتحرك لمداواة هذا الجرح والإسهام في سلام وأمن منطقتنا كما ينص ميثاقه والقرارات ذات الصلة؟
وتابع: كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يستمر في تبرير التقاعس وانعدام المساءلة بينما نقترب من ذكرى نصف قرن على بدء الاحتلال العسكري الإسرائيلي وعدم الوفاء بالوعد الدولي تجاه الشعب الفلسطيني والاستمرار في إنكار حقه في تقرير مصيره، أهم الحقوق الدولية؟
يذكر أن مجلس الأمن الدولي المكون من 15 عضوا ، أقوى جهاز أممي، يضطلع بموجب ميثاق الأمم المتحدة بمسؤولية أولية هي صون السلام والأمن الدوليين.
وقال منصور إن ما ينقص فلسطين ليس الدعم أو التضامن "لكن الشجاعة والإرادة السياسية لاحترام وضمان احترام القانون في مواجهة التعنت وانعدام الاحترام من جانب اسرائيل".
وفي اليوم نفسه، دعا الأمين العام للأمم بان كي مون المجتمع الدولي إلى تأكيد التزامه من جديد بدعم حقوق الشعب الفلسطيني والعمل على بناء مستقبل يسوده السلام والعدل والأمن والكرامة للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
وفي رسالته بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، قال الأمين العام إن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني ممتد وجرح عميق يغذى التوتر والنزاع في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ودعا بان كي مون إلى اتخاذ " خطوات عاجلة" لإحياء حل الدولتين المدعوم بشكل واسع من المجتمع الدولي ويقصد به إسرائيل آمنة تعيش جنبا إلى جنب مع دولة فلسطينية مستقلة.
واختير يوم 29 نوفمبر للتضامن مع الشعب الفلسطيني لما ينطوي عليه من معان ودلالات بالنسبة للشعب الفلسطيني. ففي ذلك اليوم من عام 1947 تبنت الجمعية العامة قرار التقسيم لإنشاء في فلسطين "دولة يهودية" ودولة عربية" مع اعتبار القدس كيانا متميزا يخضع لنظام دولي خاص.
لكن لم تظهر الى الوجود إلا دولة واحدة هي إسرائيل حتى الآن.
ويمثل يوم التضامن الدولي فرصة لجذب انتباه المجتمع الدولي إلى القضية الفلسطينية التي لم تحل وشعبها الذي لم يحصل بعد على حقوقه غير قابلة للتصرف وتحديدا حق تقرير المصير بدون تدخل خارجي.