غزة / رام الله 14 ديسمبر 2016 / رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم (الأربعاء)، دعوات انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني بتركيبته الحالية من دون توافق مسبق.
وحذر عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية في كلمة له خلال مهرجان نظمته الحركة في مدينة غزة بمناسبة الذكرى 29 لانطلاقتها، من أن انعقاد المجلس دون توافق فلسطيني كامل من شأنه أن يضرب مسيرة تحقيق المصالحة الفلسطينية بـ"الضربة القاضية النهائية".
وقال الحية، إن "محاولات عقد المجلس الوطني الحالي دون الالتزام بما تم الاتفاق عليه فلسطينيا يعد تحللا من تفاهمات المصالحة".
ودعا الحية إلى الإسراع في انعقاد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية والتجهيز لإجراء انتخابات فلسطينية عامة بما فيها للمجلس الوطني الفلسطيني.
وكان المؤتمر العام السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) دعا في ختام أعماله التي جرت في مدينة رام الله بالضفة الغربية أخيرا، إلى ضرورة انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني خلال مهلة ثلاثة أشهر .
والمجلس الوطني الفلسطيني يعد بمثابة برلمان منظمة التحرير، ويضم ممثلين عن الفصائل والقوى والاتحادات والتجمعات الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، كما يضم جميع أعضاء المجلس التشريعي البالغ عددهم 132 عضوا.
وحسب الموقع الإلكتروني للمجلس الوطني الذي يصل عدد أعضائه إلى أكثر من 750 عضوا، فإنه عقد 22 دورة ما بين استثنائية وعادية كان آخرها في قطاع غزة عام 1996.
أما آخر دورة اجتماعات استثنائية للمجلس الوطني فعقدت في ديسمبر عام 2009 في رام الله بعد وفاة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير سمير غوشة ليصل عدد شواغر اللجنة حينها إلى 6 أعضاء ، وتم في حينه ملء الشواغر في اللجنة.
ودعا الحية في كلمته، إلى "إجراء حوار وطني فلسطيني جاد ومسؤول لتطبيق كافة تفاهمات المصالحة وتحقيق الوحدة والشراكة"، مشددا على أنه "آن الأوان أن ينتهي الانقسام إلى الأبد وتحقيق المصالحة لمواجهة الاحتلال ".
وحث على "الاتفاق على برنامج وإستراتيجية فلسطينية موحدة لتحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية وتمكين المجلس التشريعي من العمل بكل صلاحياته وبحسب ما ينص عليه القانون".
وأكد الحية، على ضرورة تفعيل خيار "المقاومة" في الضفة الغربية، مطالبا السلطة الفلسطينية "بوقف سياسة التنسيق الأمني" مع إسرائيل.
وشدد على استمرار مساعي حماس لكسر حصار قطاع غزة، معبرا عن تطلعها إلى دور مصري في ذلك "يعيد لقضيتنا حيويتها وعمقها العربي والإسلامي".
وأعرب الحية، عن تضامن حركة حماس مع مدينة حلب السورية، داعيا "كل العقلاء والأحرار والمسؤولين في الأمة للعمل الفوري من أجل حماية المدنيين في حلب ووقف شلال الدم فيها".
وحضر مهرجان حماس مئات من أنصارها رفعوا رايات الحركة الخضراء وأعلاما فلسطينية وصورا لقادتها ومؤسسيها.
وتخلل المهرجان عرضا عسكريا لعشرات من نشطاء كتائب القسام الجناح العسكري لحماس وهم ملثمين ومدججين بأنواع مختلفة من الأسلحة.
بموازاة ذلك نظمت حماس مهرجانا في ذكرى انطلاقتها في مقر جامعة (بير زيت) في رام الله في الضفة الغربية بحضور العشرات من طلبة الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية للحركة.
ووجه نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية المتواجد في العاصمة القطرية الدوحة كلمة مسجلة للمهرجان أكد فيها تمسك الحركة "بكل الثوابت الوطنية والإسلامية وعدم التنازل أو التفريط عن أي حق من الحقوق الفلسطينية".
وقال هنية، إن حماس "ملتزمة بإستراتيجية الانتفاضة والمقاومة كخيار واقعي من أجل تحرير الأرض واستعادة الحقوق الفلسطينية في ظل عدم تحقيق التطلعات الفلسطينية من مسار المفاوضات والرهان على التسوية".
ودعا هنية، إلى "العمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي لاستعادة مقومات الصمود المشتركة للشعب الفلسطيني وبناء إستراتيجية وطنية تقوم على الشراكة ".
وأكد على تمسك حماس "بالعمق العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية"، وقال إن الحركة "تحرص على بناء علاقات متوازنة مع كل مكونات الأمتين العربية والإسلامية وأن تبقى قضيتنا على سلم الأولويات لهما".