بوينس ايرس 26 ديسمبر 2016/قال اقتصادي ومراقب سياسي أرجنتيني بارز إن ورقة السياسات الصينية الاخيرة بشأن أمريكا اللاتينية والكاريبيي لها أهمية كبيرة في تعزيز العلاقات، لأنها تعد خارطة طريق تهدف إلى تعزيز التعاون بين الجانبين.
وقال جوستافو جيرادو رئيس شركة استشارات آسيا والأرجنتين، ومقرها بوينس ايرس، إن الوثيقة "تحدد طريق الدبلوماسية والاستثمار والتجارة فيما يخص الشراكة مع اقتصاديات أمريكا اللاتينية بشكل أساسي."
وكانت الصين قدمت في نوفمبر الماضي ورقة السياسات الثانية بشأن المنطقة بناء على الوثيقة الأساسية التي صدرت في 2008.
ويقول جيرادو "نمت العلاقات بين الجانبين بشكل كبير جدا إلى درجة جعلت الصين شريكة تجارية رئيسية لكافة الاقتصادات المتحدثة بالاسبانية والبرتغالية، منها البرازيل، وجميع دول امريكا اللاتينية."
وخلال العقد الماضي، نمت التجارة بين الصين وامريكا اللاتينية بواقع 20 ضعفا لتصل الى 236.5 مليار دولار أمريكي فى 2015، بحسب بيانات الحكومة الصينية التى لها اتفاقيات تجارة حرة مع عدة دول مثل تشيلي وبيرو كوستاريكا.
ولقد شهد عام 2016 تطوراً أكبر للعلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية، بما في ذلك الناحية الثقافية، حيث شهد عام التبادل الثقافي بين الصين وأمريكا اللاتينية.
وتعد الصين اليوم ثاني أكبر شريكة تجارية وثالث أكبر مصدر للاستثمار بالنسبة لأمريكا اللاتينية، فيما تمثل أمريكا اللاتينية سابع أكبر شريكة تجارية للصين ومقصدا أساسيا للاستثمار الأجنبي الصيني.
وقال جيرادو "الصين واحدة من المستثمرين الاساسيين في المنطقة، والصين هي بالفعل المستهلك الرئيسي للمنتجات التي تتضمن السلة الرئيسية لصادرات اقتصادات أمريكا اللاتينية."
وتابع "الاستثمار الصيني في أمريكا اللاتينية يملأ فراغاً، بمشروعات البنية التحتية والتكنولوجيا، لا تستطيع ان تملؤه اقتصادات مريكا اللاتينية نفسها، ملء الفراغ فيهما . "
وأكد على أن دولته مثالا واضحا على ذلك.
ويقول "الأرجنتين حالة واضحة جدا، لانه في ظل التمويل الخارجي الضعيف (من مصادر الاقراض التقليدية)، استخدمت الأرجنتين الكثير من التمويل الصيني خلال فترة العقد ونصف العقد الماضية لتنفيذ مشروعات تنمية وبنية أساسية كبرى."
ويرى جيرادو أن ورقة السياسات تسعى نحو تعزيز العلاقات الأكثر قوة والأكثر تعاونية.
وأضاف "الكلمة الاخيرة -- تعاونية وشاملة -- تتكرت في كثير من المواضع في نص الورقة لأن الصين قامت بالفعل بتحقيق شراكة استراتيجية شاملة مع دول من أمريكا اللاتينية وليست مع الدول كلها."