غتكريت، العراق 16 يناير 2017 / قرر مجلس محافظة صلاح الدين شمال العاصمة العراقية بغداد تشكيل لجنة للتفاوض مع الشركات الأجنبية بهدف التعاقد على استثمار مصفاة بيجي وإعادتها لنشاطها في الصناعة النفطية بالعراق.
وقال أحمد الكريم رئيس المجلس بعد مناقشة المجلس لوضع مصفاة بيجي "إن حكومة محافظة صلاح الدين ومجلسها تأكدا أن حكومة بغداد (الحكومة المركزية) غير جادة في إعادة بناء مصفاة بيجي، وأن هناك مؤامرة تتعرض لها المحافظة لتعطيل كل نواحي الفعاليات الاقتصادية فيها".
وكانت مصافي بيجي التي تعد أكبر مصافي النفط في العراق وتبلغ طاقتها الإنتاجية 250 الف برميل يوميا قد تعرضت لهجمات عدة من قبل عناصر تنظيم داعش الارهابي ابان سيطرتها على المنطقة ما أحدث فيها أضرارا كبيرة جعلتها غير صالحة للعمل في الوقت الحاضر.
وأوضح الكريم أن المجلس والمحافظة لمسا وبالأدلة أن حكومة بغداد غير جادة في إعادة بناء المصفاة التي يعمل فيه نحو 10 الاف موظف وعامل ومهندس ومن جميع مناطق العراق.
وأكد الكريم أنه تم الاتصال بعدد من الشركات التي أسهمت في بناء المصفاة عام 1982 وأبدت استعدادها لإعادة الحياة للمصفاة في حال الموافقة على تمويل المشروع خلال مراحل التنفيذ مع قيام الحكومة العراقية بتقديم الكشوفات الفنية اللازمة لإعادة التأهيل.
وشدد الكريم على أن إدارة المحافظة ستعمل خلال المدة القليلة المقبلة على تفعيل اتصالاتها مع عدد من الشركات النفطية العالمية لتفعيل انتاج حقول عجيل وعلاس غرب تكريت، مركز المحافظة، التي تضم احتياطيا مؤكدا من النفط الخام يقدر بـ 3 مليارات برميل وكميات كبيرة من الغاز المصاحب وكذلك حقلي غرب تكريت وغرب بلد النفطي الذي يتجاوز احتياطية المؤكد مليار برميل.
وأشار إلى أن المحافظة عازمة على أتباع ما قامت به محافظة نينوى في استثمارها للثروة النفطية من أجل تعظيم مواردها وتقليص نسب البطالة المرتفعة بسبب غياب جميع أوجه النشاط الاقتصادي في المحافظة بعد سيطرة داعش على معظم أجزائها.
من جهة ثانية، قال الخبير الاقتصادي، باسم جميل انطوان في تصريح صحفي، "إن إعادة اعمار مصفاة بيجي بحاجة إلى 6 مليارات دولار لكي تعود إلى الحياة خلال اقل من عام واحد"، مبينا أن الكوادر العراقية لديها الخبرة الواسعة في المصافي النفطية وتأهيلها.
وأوضح أن "العصابات الإرهابية سرقت جميع المعدات والآليات والمكائن الخاصة بمصفاة بيجي، لافتا الى ان جزءا من تلك الآليات تم نقله إلى سوريا والجزء الآخر تم نقله إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة التنظيم الارهابي".
وكانت مصافي بيجي قد تعرضت بعد تحرير المنطقة إلى عمليات تفكيك ونقل للكثير من المعدات الأساسية فيها، وجهت الاتهامات فيها إلى بعض فصائل الحشد الشعبي بنقلها باتجاه محافظة ديالى وهناك اتهامات بأن معظم المفاصل الحساسة في المصفاة قد تم نقلها إلى إيران.