بقلم/وانغ يي تشي، باحث رئيسي في معهد تشونغيانغ للدراسات المالية في جامعة الشعب الصينية
حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم 17 يناير الجاري المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في منتجع دافوس السويسري، وألقى خطابا هاما، أعلن خلاله عن استضافة الصين لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى في شهر مايو هذا العام ، لمناقشة خطط التعاون، وبناء منصة للتعاون، وتقاسم ثمار التعاون، من أجل حل المشاكل الحالية التي يواجهها العالم وايجاد حلول للاقتصادات الاقليمية، وضخ طاقة جديدة لتحقيق التنمية المشتركة، وبناء " الحزام والطريق" ذي منفعة عامة تستفيد منه جميع شعوب العالم.
وإن مبادرة "الحزام والطريق" التي اقترحت منذ أكثر من ثلاث سنوات والتي تلقت استجابة دولية واسعة النطاق تتفق مع تطور العصر. ويمكن وصف إستضافة الصين لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى بأمر طبيعي ويحمل الكثير من ثقة المجتمع الدولي. كما أن انعقاد المنتدى سيكون له تأثير عميق في بناء " الحزام والطريق " أيضا.
أولا، يساعد على افراز المزيد من انجازات بناء " الحزام والطريق" والتخطيط للمستقبل. تستجيب مبادرة " الحزام والطريق" بشكل فعال اهتمام المجتمع الدولي حول "ما تريد فعله الصين بعد صعودها". وفي ظل الزخم العكسي للعولمة، سيعرض منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى مسؤولية الصين في هذا العصر، وقيادة العولمة الشاملة ومتسامحة، والدعوة للتشاور والبناء المشترك للحوكمة العالمية. وسيجمع المنتدى توافق الآراء أيضا، ويساعد على تعزيز ثقة المجتمع الدولي في بناء " الحزام والطريق" والعولمة نفسها.
ثانيا، يساعد على دفع بناء آليات "الحزام والطريق" من خلال المفاوضات المتعددة الاطراف. " قد يسرع الذي يسير وحده، لكن الذي يسير جماعة سيسير أبعد". من أجل التطوير المستدام لـ " الحزام والطريق"، ينبغي للدول ذات الصلة بناء شبكات التعاون المتبادل المنفعة لـ" الحزام والطريق" ، لخلق نمط التعاون الجديد لـ " الحزام والطريق"، وبناء منصة تعاون متعددة الاوجه لـ" الحزام والطريق"، لتعزيز مشاريع محورية " الحزام والطريق" . وقال جان مونيه ، الأب الروحي لـ«القومية الأوروبية» الحديثة:" انعدام الانسان على الارض، شيء مستحيل، ولكن عدم وجود نظام ، شيء مستحيل". وتعتبر مبادرة " الحزام والطريق" خطة طويلة الأجل، نظام مثالي وبناء نظام يضمن تنميتها المستدامة. وسيساعد انعقاد منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى الدول على طول الحزام والطريق تحقيق الالتحام الحكمي والإعلامي والتصرفي على أساس الالتحام التخطيطي والاستراتيجي، ويتطور من آلية ثنائية الى آلية متعددة الأطراف، ويتسم تماما بالانفتاح والشفافية وشاملة حسب مطالب المجتمع الدولي، ووفقا للقواعد الدولية.
ثالثا، يقضي الى إرساء التحام لأهداف الامم المتحدة للسلام والتنمية، وخاصة الأهداف العالمية للتنمية المستدامة عام 2030، وإتفاق باريس بشأن تغير المناخ، تسليط الضوء على الارادة البشرية المشتركة، وبناء طريق حرير أخضر، طريق حرير صحي، طريق حرير ذكي، طريق حرير آمن، لبناء مصير مشترك للبشرية. وقد وقعت الصين مع برنامج الامم المتحدة الإنمائي ومنظمة الصحة العالمية مذكرة تعاون لبناء " الحزام والطريق". وفي 17 نوفمبر 2016، مررت الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الـ 71 قرار A/71/9في تعزيز السلام والاستقرار في أفغانستان، ورحب فيه بشكل واضح بمبادرة " الحزام والطريق"، وحث الدول لتعزيز التنمية الإقتصادية في أفغانستان والمنطقة من خلال المشاركة في مبادرة " الحزام والطريق" ، ودعوة المجتمع الدولي لتوفير بيئة آمنة لضمان بناء " الحزام والطريق".
عقد منتدى القمة لا يعزز الآلية فقط، وأنما يساعد على التنفيذ أيضا. وسيعزز منتدى القمة تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة عام 2030، وتنفيذ اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، وتنفيذ نتائج قمة مجموعة ال20 في مدينة هانغتشو، ومن الممكن الاستجابة على مجموعة من الاسئلة والمخاوف بفعالية.
" الحزام والطريق" نمت في الصين وينتمي الى العالم. وانعقاد منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى في الصين يستحق تطلعات العالم!