سيدني 31 يناير 2017 / إن حمية البحر الأبيض المتوسط يمكنها أن تساعد كثيرا أولئك الذين يعانون من اكتئاب حاد، هكذا اكتشف باحثون استراليون.
فمعروف منذ فترة طويلة أن لحمية البحر الأبيض المتوسط فوائد صحية جسدية كبيرة. والآن، اكتشف باحثون من جامعة ديكن في ملبورن أنها يمكن أن تساعد أيضا أولئك الذين يعانون من مشكلات صحية ذهنية.
وقد قام فريق من جامعة ديكن بإخضاع عشرات المرضى الذين يعانون من اضطرابات كبرى مسببة للاكتئاب لنظام غذائي على غرار حمية البحر الأبيض المتوسط الغنية بالبروتين والبقوليات والفواكه والخضراوات الطازجة وزيت الزيتون والمكسرات.
وبعد 12 أسبوعا من تناول الطعام الصحي، قال الباحثون إن ثلث المشاركين في البرنامج تحدثوا عن تحسن ملحوظ في مزاجهم والأعراض التي كانت تظهر عليهم.
وذكر فيليس جاكا مدير مركز الغذاء والمزاج بجامعة ديكن أن حمية البحر الأبيض المتوسط كان لها من قبل الفضل في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية والمساهمة في زيادة طول العمر والحد من خطر الإصابة بمرض السكري.
وصرح جاكا لهيئة الإذاعة الاسترالية اليوم (الثلاثاء)"نحن نعلم بالفعل أن النظام الغذائي له تأثير قوى جدا على الجوانب البيولوجية لأجسامنا والتي تؤثر على مخاطر الإصابة بالاكتئاب".
وأشار إلى أن "جهاز المناعة ولدونة الدماغ وبكتيريا القناة الهضمية يبدو أنها محورية ليس لصحتنا البدنية فحسب، وإنما أيضا لصحتنا الذهنية"، مضيفا أن "النظام الغذائي يعد، بطبيعة الحال، العامل الرئيسي الذي يؤثر على بكتيريا القناة الهضمية".
واختار جاكا بشكل عشوائي المشاركين في برنامج حمية البحر الأبيض المتوسط والذين الزمهم بتقليل تناول الحلويات والحبوب المحسنة والأطعمة المقلية والمشروبات السكرية.
وحصلت مجموعة أخرى من المشاركين على دعم اجتماعي، وهي مجموعة لم يظهر سوى على ثمانية في المائة فقط من أولئك المدرجين فيها تحسنا في الأعراض .
ووصفت سارة كيبلي، المشاركة في تغيير نظامها الغذائي، وصفت البرنامج بأنه تغيير للحياة، قائلة "شعرت بصفاء أكثر في ذهني. وشعرت بالتوازن وبسعادة أكبر".
وأضافت إن البرنامج "لن يعالج الاكتئاب، وإنما تستطيع من خلاله بالتأكيد التعامل معه بشكل جيد للغاية".
وأشارت كيبلي إلى أنها ظلت تتبع هذا النظام الغذائي حتى عقب انتهاء البرنامج وتدرس الآن للحصول على دبلوم العلوم الصحية.
وذكرت كيبلي لهيئة الإذاعة الاسترالية "اكتسبت دافعا لأنني شعرت بتحسن كبير، وبأنني أفضل حالا بكثير مقارنة بفترة طويلة مضت".
وقالت "أود مساعدة أؤلئك الذين يواجهون نفس الوضع ويظنون أنه لا أمل".