الحرب على الفقر يتعين أن تنبذ عدم الأمانة

بكين 21 مارس 2017 / تحرز الصين تقدما حقيقيا في محاولتها القضاء على الفقر، لكنها يتعين أن تتخلص من عدم الأمانة في هذه العملية. وإن مكافحة الفقر يجب أن تركز على الأسس ويجب ألا تتلوث بالتلاعب والإبلاغ عن بيانات كاذبة.

وقد حددت الصين عام 2020 كالعام المستهدف لخلق " مجتمع مزدهر على نحو معتدل "، والهدف الأساس لهذا المستهدف هو القضاء على الفقر في الدولة .

وقد انتشلت الصين 700 مليون شخص من الفقر خلال أكثر من 30 عاما تقريبا، لكن عمل تخفيف الفقر خلال السنوات القادمة سيزداد صعوبة باقتراب نهايته .

وبالرغم من النمو الاقتصادي المطرد للصين في العقود الأخيرة، ما يزال هناك 43.35 مليون شخص يعيشون في فقر بنهاية العام الماضي.

ويعتبر معظمهم مثل "قاع المقلاة" وهو تعبير صيغ من أجل وصف الفئة التي يمثل انتشالها من الفقر العمل الأصعب حيث أن الكثيرين منهم يقيمون في مناطق ليس بها طرق ولا طاقة.

وكانت الصين قد تبنت إستراتيجية تستهدف تخفيف حدة الفقر بما يعني أن الموارد الملائمة يجب أن تستخدم للناس المقصودين وفي المكان الصحيح وفي الوقت الصحيح .

ومع ذلك فإنه وجد أن بعض المسئولين يمررون عمل القضاء إلى مستويات أدنى بغض النظر عن المصاعب ، بل أن بعضهم يزور أرقاما للحصول على ترقياتهم ويمنعون الأشخاص الأفقر من الاستفادة من هذه الحملة الوطنية المنسقة .

وفي تقرير العمل الحكومي الذي ألقى في الدورة التشريعية السنوية في وقت سابق من هذا الشهر، تعهد رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ بإجراء أشد التقييمات والتقديرات صرامة فيما يتعلق بتخفيف حدة الفقر .

وقال لي " إن إجراءات جادة سوف تتخذ لمعالجة الخداع والتزييف والتلاعب بالأرقام في عمل التخلص من الفقر".

وقد بدأت الحكومة الصينية الأسبوع الماضي عمليات تفتيش مستهدفة على استخدام وإدارة أموال التخلص من الفقر في 28 مقاطعة ومنطقة بهدف اكتشاف أي مخالفات في هذا المجال الذي يمثل اهتماما أساسيا للحكومة .

وبالإضافة إلى ذلك فإن التفتيش في أي منطقة سيخضع لتقييم مسئولين من مناطق أخرى لضمان الحيادية المطلوبة .

إن الخروج من دائرة الفقر ليس مجموعة من الكلمات الفارغة ولكنه شيء يجب أن ينفذ بعناية وبترو وخطوة خطوة .

أما الفساد والغش والاختلاس في أموال تخفيف حدة الفقر، فإنه أمور يتعين التعامل معها بأشد الوسائل لضمان أن يحقق عمل تخفيف الفقر أفضل النتائج الممكنة وأن يحظى باحترام الشعب ويصمد أمام اختبار الزمن.