بيروت 24 أبريل 2017 / وقع اتحاد الغرف العربية واتحاد الغرف اللبنانية والمجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية مذكرتي تفاهم وتعاون لإنشاء ودعم مجلس أعمال "طريق الحرير" بين كل من اتحاد الغرف العربية واتحاد الغرف اللبنانية والمجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية.
وبحث اللقاء الاقتصادي العربي الصيني، الذي انعقد في مقر اتحاد الغرف العربية في بيروت أخيرا، المصالح المشتركة بين العالم العربي والصين بحضور رئيس المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية جيانغ زنغ وي ووفد من الشركات الصينية الرائدة وقيادات اقتصادية عربية ولبنانية.
وشدد رئيس اتحاد الغرف العربية العين نائل رجا الكباريتي، في كلمة ألقاها خلال اللقاء، على "ضرورة تعزيز التعاون بين الدول العربية والصين لمواجهة التحديات والمتغيرات الاقتصادية العالمية وتحقيق المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة".
ودعا إلى "تطوير التعاون العربي/الصيني ليرتقي إلى مستوى شراكة استراتيجية تشمل البعدين الاقتصادي والسياسي وتكفل لكل طرف مصالحه دون وصاية من أحدهما على الآخر آخذين بالاعتبار الوثيقة الرسمية الأولى من نوعها التي أطلقتها الصين قبل عام والتي تهدف إلى تعزيز التعاون مع العالم العربي".
وقال إن "المصالح المشتركة الضخمة بين البلدان العربية والصين تفرض تعاونا وثيقا وتنسيقا اقتصاديا في مجالات واسعة منها الطاقة الإنتاجية إلى جانب توسيع دائرة التعاون في البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار إضافة إلى الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة والزراعية والمالية بما يحقق التقدم والتنمية المشتركة ويعود بمزيد من الفوائد على الجانبين".
ورأى أن "الاستثمار في العالم العربي هو استثمار مجد باعتباره سوقا ضخمة تختزن إمكانات هائلة لهذا فإننا نتطلع إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع جمهورية الصين الشعبية التي تعتبر دولة صديقة للعالم العربي ومن هذا المنطلق نتطلع إلى إقامة شراكات مع الجانب الصيني في القطاعات الحيوية ومن بينها قطاع اللوجستيات ونقل التكنولوجيا الصينية المتطورة للعالم العربي".
وأمل من الجانب الصيني "تقديم التسهيلات لرجال الأعمال والمستثمرين العرب للاستثمار في المشاريع المجزية التي ستقام على طول الحزام والاستفادة من "صندوق الحرير" الذي تم إنشاؤه لتنمية البنى التحتية للدول الواقعة على خط الحرير من قبل القطاع الخاص العربي.
وتطلع "إلى وضع خارطة طريق للعمل العربي/الصيني المشترك لإقامة المشاريع الكبرى في الوطن العربي".
من جهته، اعتبر رئيس المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية جيانغ زنغ وي في كلمته خلال اللقاء أن "الجولة التي قام بها فخامة الرئيس شي جين بينغ إلى كل من السعودية ومصر مطلع العام 2016 والكلمة التاريخية التي ألقاها من على منبر جامعة الدول العربية أرست معالم تعاون استراتيجية بين العالم العربي وجمهورية الصين الشعبية."
وأكد أن "التعاون العربي الصيني حقق نموا ملحوظا في السنوات الأخيرة" آملا "في تعزيزه أكثر فأكثر نظرا لحاجة الصين والبلدان العربية لبعضهما البعض."
ولفت إلى أن الصين تعد ثاني أكبر شريك تجاري للعالم العربي في حين أن العالم العربي يعتبر المصدر الأول للنفط إلى الصين.
ودعا إلى "ديناميكية جديدة في التعاون العربي الصيني خصوصا وأن العالم العربي يشهد إصلاحات تشريعية ملحوظة في حين أن الشعب الصيني يعمل على تحقيق الحلم ببناء مجتمع متفوق ومتطور وبالتالي تحقيق نهضة الأمة الصينية."
وشدد على أن "مبادرة الحزام تشكل الطريق الصحيح نحو علاقات اقتصادية وتجارية عربية / صينية استراتيجية".
وأكد زنغ وي أن "هناك الكثير من فرص التعاون بين الجانبين العربي والصيني في مجال الصناعة أو في القطاعات المالية والسياحية والبنى التحتية وأنه يجب استغلال الفرص المتوافرة لدى الطرفين من أجل الارتقاء بالتعاون إلى مستوى أكبر في المرحلة القادمة".
وأقترح ل"تقوية التعاون بين الشركات العربية والصينية تحسين الهيكل التجاري بين العالم العربي والصين مما يتطلب من الجانب العربي تنويع مصادره لتحقيق تحول اقتصادي استراتيجي".
كذلك دعا إلى "تعميق التعاون في مجال الطاقة حيث على الجانبين العمل معا نحو بناء مركز تجارة وممر طاقة في الشرق الأوسط."
ولاحظ وجود "إمكانية كبيرة للتعاون في مجال التكنولوجيا وفي مجال البنية التحتية واللوجستيات"، مشيرا إلى أنه "انطلاقا من العلاقة بين المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية واتحاد الغرف العربية واتحاد الغرف اللبنانية نستطيع العمل من أجل تحسين بيئة الأعمال والتفاهم على تنفيذ مشاريع ذات فائدة طويلة الأمد".
بدوره، أشار سفير جمهورية الصين الشعبية في لبنان وانغ كيجيان إلى عمق العلاقات التاريخية التي تربط الصين والعالم العربي، لافتا إلى أن مبادرة الحزام والطريق قد دخلت حيز التنفيذ ويتم في إطارها تنفيذ مشاريع عملاقة في العديد من البلدان على طول خط الحرير.
وأكد "أهمية استفادة البلدان العربية من هذه المبادرة الاستراتيجية والطموحة" لافتا الى أنه "في العام الماضي بدأت العديد من البلدان العربية تبدي اهتماما بهذه المبادرة وبالفعل اتفق الجانبان العربي والصيني على المضي قدما نحو مرحلة تعاون جديدة".
وأشار إلى خمسة عناصر مهمة لتعزيز التعاون العربي الصيني تتمثل في السياسة والاقتصاد والمال والبنى التحتية والثقافة.
وقال إن "حكومة جمهورية الصين الشعبية تدعم بشكل كامل الشركات الصينية على الاستثمار في العالم العربي وكذلك تدعم الشركات العربية على تطوير استثماراتها في الصين".
من جانبه، أكد الرئيس الفخري لاتحاد الغرف العربية ورئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية عدنان القصار على دور لبنان المهم في استراتيجية "حزام واحد وطريق واحد"، داعيا الصين إلى "الاستفادة من موقع لبنان الاستراتيجي وموارده البشرية الفاعلة والفعالة، وعنصر الأمان الذي يحظى به بلدنا".
وأكد "الاستعداد للتعاون مع الجانب الصيني وتمكينه من القيام بدوره الاستراتيجي في المساهمة بإعادة إعمار سوريا والعراق وذلك بالتعاون مع الشركات العربية".
واعتبر أن "التعاون الثنائي وإقامة الشراكات بين شركاتنا العربية والشركات الصينية سيؤتي ثماره وسيخلق مشاريع وفرص عمل في مجالات عدة تقوم على أساس المنفعة المتبادلة".
من جانبه، رحب نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان نبيل فهد بإنشاء مجلس الأعمال لطريق الحرير، لافتا إلى "أهمية تأليف مجلس متجانس يمثل أكبر عدد من القطاعات الاقتصادية والتي ستستفيد من استثمارات طريق الحرير".
وأمل بان تكون "بيروت مركزا أساسيا لمختلف قطاعات طريق الحرير من أجل الانطلاق نحو أوروبا".
وكان لبنان استضاف في السادس من الشهر الجاري مؤتمر مؤتمر "طريق الحرير حزام واحد وطريق واحد في لبنان" برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وتم خلاله توقيع 4 اتفاقيات للتعاون بين مؤسسات عربية ولبنانية وغرفة طريق الحرير للتجارة الدولية من شأنها فتح حقبة جديدة من التعاون العربي واللبناني الصيني في اطار استراتيجية طريق الحرير.